حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14028

تَغِييرٌ لنَهْجِنَا لا لمَنَاهِجِنَا

تَغِييرٌ لنَهْجِنَا لا لمَنَاهِجِنَا

تَغِييرٌ لنَهْجِنَا لا لمَنَاهِجِنَا

24-09-2016 12:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. منتصر بركات الزعبي

يدورُ مقالَي هذا حولَ قنبلةِ التعليمِ ،التي انفجرتْ مؤخرًا في مجالِ المناهجِ الدراسيّةِ التي فقَدَتْ هُويتَها ،وسُلِختْ مِن عَقيدةِ أمّتِها، بسببِ الاختراقِ الغربِيِّ لعقولِ أبنائِنا ،مِن خلالِ مناهجَ فُرِضّتْ علينا من غيرِ حولٍ منّا ولا قوةٍ، وتَعرّضِ المُعلم لأشدِ المُعاناةِ في معيشتِهِ وكرامتِهِ وحقوقِهِ.
والمُدهِشُ حقًا أنَّ كبارَ المسؤولين يتباكونَ على حالِ التعليمِ ،وهم يعلمونَ أنَّهم السببُ في هذا الحالِ ،بسماحِهم للهيئاتِ الأجنبيّةِ ،وعلى رأسِها صندوقُ البنكِ الدولِيِّ ،مِن اختراقِ مؤسساتِنا التعليميّةِ ومناهِجِنا الدراسيَّةِ، وفوقَ هذا أصبحنا أمامَ تسلطِ هؤلاءِ الغزاةِ وقروضِهم المشروطةِ ،لا نملكُ قرارًا وتحوّلنّا إلى أداةٍ طيِّعةٍ لتنفيذِ مخططاتِهم الخبيثةِ ،لنثبتَ لهم بما لا يَدَعْ مجالًا للشكِّ ،أننا رعاةُ الإرهابِ ،لا بلْ نحن مَنْ ينتجُ الإرهابَ ،وأنَّ دينَنَا الحنيفَ هو مصدرُ الإرهابِ العالمِيِّ – 'أي أنّ اللهَ هو مَنْ يدعو إلى الإرهابِ - }سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا{الإسراء(43).
كمْ مِن المؤسساتِ الأجنبيَّةِ التي تضمُ جيوشًا من الباحثين، تحت ستارِ العلمِ والمساعداتِ الأخويّةِ ،يجوبون البلادَ مِن شمالِه إلى جنوبهِ ومِن شرقهِ إلى غربهِ ، تحتَ ستارِ العلمِ والمساعداتِ الأخويّةِ ،ممّا يشكّلُ شبكةَ تجسسٍ واختراقٍ واحتلالٍ عقليٍّ وثقافِيٍّ وجريمةٍ تُرتَكبُ في حقِ شعبِنا.
هدفُها إحكامُ السيطرةِ الغربيّةِ على تربيةِ الجيلِ ،وتيسيرِ الاختراقِ الغربِيِّ لعقولِ الأجيالِ الجديدةِ ،عن طريقِ منحٍ وفقَ شروطٍ محددةٍ ،بعضُها معلنٌ وآخرُ غيرُ معلنٍ ،يهدفُ إلى التحكُّمِ التدريجِيِّ في تكوينِ العقولِ ،والسيطرةِ الغربيّةِ في تنشئةِ الأجيالِ.
إنّ مناهجنا وكتبَنا بالصيغةِ الجديدةِ ،صناعةٌ غربيّةٌ بامتيازٍ ،وهي مفروضةٌ علينا وقدْ سبقَ وأنْ حدثَ تغييرًا على المناهجِ المصريّةِ والإماراتيّةِ ،وبعد أنْ فرغوا من مهمتِهم في مصرَ والإماراتِ ،صوَّبوا سهامَهم المسمومةِ إلينا ،وقد نجحوا في ذلك خاب فألًهم .
الرابطُ التالي ،يوضحُ التغييراتِ التي طرأتْ على مناهجِنا ،للمقارنةِ معَ ما حدثَ في مصرَ والإماراتِ ،فقد حُذِفَتْ موضوعاتٌ كثيرةٌ من المقرراتِ الدراسيّةِ كالآياتِ والأحاديثِ النبويّةِ الشريفةِ ،وأضيفَ بدلاً منها موضوعاتٌ رتيبةٌ ،لا ترقى إلى معتقداتِنا وعاداتِنا وأخلاقِنا الحَمِيدةِ:

اضغط هنا


ولتوضيحِ ما حدثَ من تغييرٍ على المناهجِ المصريّةِ ،أطرحُ بعضَ الأمثلةِ على ذلك، للمقارنةِ بينَ ما حدثَ مع الشقيقةِ مصرَ ومعنا في الأردنِّ : درسٌ مشبوهٌ للصف الأول الابتدائي بعنوان: 'زمنُ جَدِّي': صورةٌ لمدرسةٍ متحجبةٍ حظّها سيئٌ، وأخرى لمُدَرسَةٍ متبرجَةٍ وحظٍ حسنٍ واختلاط،ٍ ،ودرسٍ آخرَ: حيٌّ قديمٌ به مسجدٌ وطفلٌ متّجِهٌ إليهِ، مع حيٍّ حديثٍ اختفَى مِنهُ المسجدُ واختفتْ منه العمارةٌ الإسلاميّةُ التي تسترُ بداخِلِها العوراتُ، ودرسٌ ثالثٌ 'مِن كتابِ الأنشطةِ للصفِ الثالثِ الابتدائِيِّ': 'مصرُ تتعاونُ مع دولٍ أخرى' تَذكرُ كلّ دولِ العالمِ عدا الدولِ العربيّةِ والإسلاميّةِ.
أمَّا في الإماراتِ العربيّةِ الشقيقة ،فقد قاموا بحذفِ الآياتِ القرآنيّةِ ،أو ما يشيرُ إلى الإسلامِ وقلبِ الحقائقِ ،وغيرِها في موادِّ التاريخِ والقراءةِ لجميعِ المراحلِ.
فالمناهجُ صُمِّمت أصلاً ،لكي لا يكونَ للشخصيّةِ العربيّةِ والإسلاميّةِ أيّ وجودٍ ، لتعميقِ التبعيّةِ الغربيّةِ وأيديولوجيتها وعلى رأسِها الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيّةُ ،على حسابِ الانتماءِ العربِيِّ والإسلامِيِّ، وإضعافِ هيبةِ التشريعِ الأردنِيِّ ،ممّا يهددُ الآمنَ القومِيِّ الأردنِيِّ.
هناك مؤسساتٌ دوليَّةٌ تابعةٌ للأممِ المتحدةِ ومنظماتِها المشبوهةِ ،همُّها التآمرُ على التاريخ العربِيِّ الإسلامِيِّ ،وهذه المؤسساتُ ،لها ارتباطٌ وثيقُ الصلة بوزارات التربيةِ والتعليمِ في العالم العربِيِّ،وعلى رأس هذه المؤسساتِ: اليونسكو ،القائمةِ على الفكرِ الإلحادِيِّ الصريحِ ونظريةِ 'الإنسانيّةِ الارتقائِيّةِ ،لتحلّ محلّ الأديانِ والفلسفاتِ المحليِّة، وتجاهلِ الإسلامِ ووجودِ مغالطاتٍ عن الإسلامِ في أهمِّ مؤلفاتِ اليونسكو.
منظمةُ 'الإسلامِ والغربِ' المشبوهةِ: تخصّصت في الدسِّ على المناهجِ الدراسيّةِ في العالمِ الإسلامِيِّ ،خاصة مادّةِ التاريخِ والدينِ، وما جاءَ في فِقْراتِ دستورِ المنظمةِ يُطَبقُ على الدولِ الإسلاميّةِ، أما الغربُ ومنها أمريكا وإسرائيلُ ،فلا يُسمَحُ بتدخلِ الحكومةِ سياسيًا، وتربيةِ النشءِ عندَهم ،تخضعُ لسياساتٍ ثابتةٍ تخدمُ القضايا القوميّةِ، وممّا يؤكدُ ذلك ما قاله وزيرُ التعليمِ الإسرائيلِيِّ نفتالِي بينيت قبلَ أيامٍ أنّ : 'تعلّم الديانِة اليهوديّةِ والتفوّقِ فيها أكثرُ أهميَّةً مِن وجهةِ نظرِي، مِن الرياضيات والعلومِ' بينما يتذرعُ وزيرُ التربيةِ والتعليمِ ذنيبات ،بحججٍ هي أوهى مِن بيتِ العنكبوتِ ،بينما قالَ نائبُ رئيسِ الوزراءِ وزيرُ الاقتصادِ العجوزِ ،جوادُ العنانِي : 'إنَّ دينَنا الإسلامِيِّ الذي يُعلَّم في مناهِجِنا ،يُعلِّم الإرهابَ والقتلَ ،ممَّا يعني أنَّ الشعبَ الأردنِيّ شعبٌ إرهابِيّ حسبَ زعمِهِ ،وصدقَ اللهُ العظيمِ إذ يقولُ : (حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (16الشورى)
وهذا يؤكدُ بما لا يدَعُ مجالًا للشكِّ ،سياسةَ الاختراقِ والوصايةِ على التعليمِ في العالمِ العربِيِّ والإسلامِيِّ فقط ،بمَّا يُشبِهُ خطةً لنسفِ ثوابتِ الأمّةِ و موروثِها الحضارِيِّ.
وفي الختامِ أقول : }هَٰذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ{52 ابراهيم








طباعة
  • المشاهدات: 14028
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم