24-09-2016 04:31 PM
بقلم :
في منتصف الطريق بين العاصمة عمّان والعقبة ، وعلى مشارف مدينة معان ، تتربّع على يمين الطريق الصحراوي وعلى مساحة واسعة من ارض سهليّة ، واحة الحجّاج ، وهي أحد المحاور الرئيسة لشركة تطوير معان ، و جرى التخطيط لها منذ أكثر من عشر سنين وبناءها بمعمار حديث يوافق البناء الاسلامي , وكان الهدف منها ايجاد بديل جيّد لمدينة الحجّاج في وسط المدينة . وحسب تصريحات القائمين على الشركة فانّ كلفة بناء الواحة وصلت لغاية الآن الى أربعة ملايين دينار ، سيضاف اليها ثلاثة ملايين لبناء مسجد وبعض المرافق ، وأنّ فيها كلّ ما يحتاجه الحاج من وسائل الراحة التي تعينه على قضاء بعض الوقت بعد عناء الترحال ووعثاء السفر .
موسم الحج في هذه السنين موسم قصير ولا يتعدّى أيام قليلة ، وعدد الحجّاج قليل ، والذين يمّرون بالواحة هم فقط حجّاج الاردن وفلسطين ، وذلك بسبب الظروف السياسية والحروب في الدول المجاورة التي كان فيما مضى يأتي منها حجّاج بأعداد كبيرة ، من سوريا ولبنان والعراق وتركيّا ودول شرق آسيا وبعض الدول الأخرى وكانوا يشكّلون بمكوثهم في معان لأيّام وأحيان لأسابيع ، موسما جيّدا يستفيد منه تجّار المدينة وأبناءها . وكان الحجّاج ينهون أغلب الاجراءات في مدينة حجّاج معان مما يسهّل عليهم وعلى الاجهزة الامنيّة الاجراءات الطويلة في مركز حدود المدوّرة ، وفي طريق العودة الى ديارهم كانوا يمّرون بالمدينة أيضا وبعضهم يمكث فيها لأيّام وأسابيع . مما كان يشكّل موسما ينتظره أبناء المدينة بفارغ الصبر كلّ سنة .
من غير المقبول الآن أن تبقى هذه الواحة مغلقة طيلة أيّام السنة بانتظار قدوم أعداد قليلة من الحجّاج كلّ سنة ، ولا يتوقّفون فيها الّا لساعات قليلة ، ثمّ تغلق ، ولا يبقى فيها غير الحرس ، الذين يحرسون أبنية فارغة خوفا من عبث العابثين والمتطفلّين . والأبنية ستحتاج الى صيانة باستمرار ان بقيت من دون أن تستغلّ في أمر ذو فائدة لشركة التطوير وللناس . فما المانع من أن تكون واحة للحجّاج والمسافرين ، الذين يمّرون يوميا وبأعداد كبيرة الى العقبة والسعوديّة ويحتاجون الى مرفق جميل نظيف ، يتوّفر فيه نزل صغير ومطاعم نظيفة ، ذات خدمات بجودة عالية ، ومرافق صحيّة نظيفة ، وحديقة صغيرة والعاب أطفال ، أو حتّى مدينة ترفيهيّة لكل أبناء المحافظة الذين يفتقدون الى مثلها ، تكون مراقبة بشكل جيد ، ويسهر القائمون عليها على خدمة الزائرين من أبناء المحافظة والمارين بها من المسافرين .
افكار المشاريع التي من الممكن أن ترى النور في الواحة كثيرة ، وهي ستساعد في توفير فرص عمل ومن الممكن أن يشترك القطاع الخاص في انجاحها ، وستكون حينها واحة للحجّاج والمسافرين تعجّ بالحياة وذات فائدة .