24-09-2016 04:50 PM
بقلم :
قبل أن ابدأ الحديث استميح العذر من الجميع لأنني سأكتب باللغة العربية والعامية وإذا اضطررت سأكتب بجميع اللغات لعلي استطيع إيصال الرسالة والهدف لأصحاب القرار الشرفاء في هذا الوطن الذي أصبح يدار من خلال أشخاص لا يبحثون سوا عن مصالحهم الشخصية , أتمنى من شرفاء الوطن فهم الرسالة للحفاظ على الوطن والمواطن .
يتحدثون عن تحقيق النجاح في الانتخابات النيابية للمجلس الثامن عشر ويبدوا أن الهيئة المستقلة للانتخابات عملت بجد على إنجاح مسرحية الانتخابات النيابية ولكنهم فشلوا في كتابة السيناريو و اختيار الكاتب والمخرج والممثلين الذين شاركوا في العرض الذي لا يزال مستمر ولن ينتهي .
للأسف سيناريو ضعيف اضحك الأطفال الصغار في جلساتهم الطفوليه , لكنه كان مكشوف وضعيف وبحاجة لتدخل العقلاء و الحكماء في الوطن قبل فوات الأوان .
أعجبتني كلمات المسؤولين في الهيئة المستقلة والأشخاص الذين يتم استضافتهم في الفضائيات والإذاعات الرسمية للتحدث عن الانتخابات وسير العملية الانتخابية , جميع الأشخاص الذين يتحدثون يبدؤون حديثهم بكلمة انتخابات نزيهه وشفافة , انتخابات ديمقراطيه لم نشهد مثلها في تاريخ الأردن .
نعم هي انتخابات ديمقراطية ولم نشهد مثلها في تاريخ الأردن , قانون لم ولن يحقق أي ديمقراطية قانون لم يفهم لا من الناخبين ولا حتى من المرشحين , قانون فصل من قبل رئيس الهيئة المستقلة وبعض المقربين منه لفرز نوابهم ومن سيمثلهم في المرحلة القادمة .
للأسف اختاروا الوقت والزمان الغير مناسب لإفراز من سيمثلهم في وقت نحن بأمس الحاجة لفرز من يمثل الوطن والمواطن , وخاصة في أقرار القوانين والأنظمة التي ستفرض علينا في المرحلة القادمة .
لن أطيل الحديث لان السيناريو والعرض لم يكن المنشود و المطلوب ولكن قبل إن اختم أود إن أقول أن حكاية الانتخابات ذكرني بحكايات الأجداد التي كانت تروا للأطفال قبل النوم وأنا سأروي لكم حكاية من الخيال " حكاية نزيهه وشفافة " التي تنطبق على " نزاهة الانتخابات النيابية " التي قام ببطولتها رئيس الهيئة المستقلة معالي الدكتور خالد الكلالدة .
بداية الحكاية :
كان يا ما كان في قديم الزمان وليس بالزمان البعيد كانت هناك فتاة معروفة ومحبوبة ومدلله من جميع أبناء و أهالي قريتها كانت الفتاة تدعى " نزيهه " وكانت تتميز بصدقها وشفافيتها وحسن أخلاقها وتمحل جميع الصفات الحسنه .
وكان لها كلمة لا ترد من الكبير والصغير لدرجة أنها كانت تحكم في القضايا وتشارك في حل الخلافات والنزاعات المجاورة لقريتها .
نزيهه كانت بمثابة المرجعية للقرية والقرى المجاورة لتميزها بعقل وفكر غير موصوف حتى أنها أصبحت تشارك في حل النزاعات والقضايا الدولية .
وفي يوم من الأيام وبعد التطور ودخول الاستعمار والغيلان إلى البلدان واحتلالها واستقلال العربان , سمع الاستعمار عن نزيهه , وحكاياتها فطلب منها إن تكون ممثلا للديمقراطية في بلدانها وقريتها وتروي الحكايات والروايات عن انتخابات ستأتي لبلدانهم لتحقق الآمال والطموحات بعد الاستقلال والاستقرار .
فإذا بنزيهة تستقصي عن حكايات الاستعمار واستخفافه بالعقول وضحكه على العربان وعلمت بأنها ستكون الناقلة لذلك إذا تدخلت فرفضت أن تكون المرسال , وفضلت إن تعمل على توعية أهالي القرية والقرى والبلدان لما يخطط له الاستعمار .
وقررت نزيهة إن تقف لهم وتكشف أمرهم وتفضحهم وبدأت بذلك , حتى وصل الخبر إلى قادة الاستعمار , فما بدر منه لم يكن بالحسبان فأعلنوا الحرب على نزيهة وكل من كان حولها .
فبدئوا بالشتائم والإشاعات والطعن في حسنها وشرفها وزرع الفتنة بينها وبين أهل قريتها والمحيط الذي كان يعشقها حتى نالوا مرادهم , وأصبحت نزيهة عنوانا ومشروعا للقتل والخراب والدمار , وأصبحت نزيهة الهدف والمطلب للكثيرين للقضاء عليها .
وفي غفلة من أمرها كانت نزيه تسير في البستان برفقة شقيقتها " شفافة " هجم عليها الاستعمار ونال منها وقتلها وقتل شقيقتها شفافة , وألقاهما في بئر لا قرار له , وأعلن الحداد على اختفاء نزيهة وشفافة , وأعلن الاستعمار عن بدأ الدمار والاحتلال بإعلان الديمقراطية وتقسيم الأوطان وتفريق الأخيار , وأقام الاستعمار الانتخابات ووضع الأصنام ليمثلوا البلدان والشعوب , رافعاً شعار لنسير على خطى نزيه وشفافة لتحرير الأوطان .
وتوتا توتا خلصت الحدوتة وهذه حكاية نزيهة وشفافة اللواتي اختفيا في بئر لا قرار له مع دخول الاستعمار .
في الختام أقول هذه ليست المرة الأولى التي نشاهد فيها سيناريوهات الانتخابات والديمقراطية والنزاهة والشفافية التي يتحدثون عنها بعد انتهاء العرض ولكن نقول لهم ربما ينقلب السحر على الساحر, ويخرج أشخاص من داخل المجلس ويقومون بتعديل ما افسد خلال السنوات الماضية , ويكسب الوطن رجال حقيقيون قادرين على التغير وقول ما عجز عنه الآخرين , ومع نهاية عرض مسرحية انتخابات 2016 ... أقول لمعالي خالد الكلالدة رحم الله نزيهة وشفافة .