28-09-2016 03:09 PM
بقلم : د.نسرين فتحي عدوان
يصطدم العديد من الناس وهم يشقون طريقهم نحو الحياة والنجاح بصخور صماء تحول بينهم وبين ما ينشدون من أحلام وغايات .
فتراه يقف مدهوشاً في لحظة من اللحظات وهو يحبس صرخةً عميقة مؤداها :
في ظل هذا الضياع المجتمعي والعقائدي ، وفي ظل ما يحيط بنا من لخبطة فكرية هل يجب عليّ أن القي بثوابتي خلف ظهري وأن لا أظل متمترساً حول نفسي وذلك من باب:
"" إنّ جن ربعك عقلك ماينفعك" ؟؟؟
فكم من شخص يعيش هذه الأيام حالة ضياع عقائدية بين التطرف والوسطية في الدين مثلاً .. فتراه تارةً يلتحي ويصل الليل بالنهار متعبداً ناكساً ثم يتحول فجأة إلى شخص ينكر على نفسه دين الإسلام تماماً خوفاً أن يقال فلان( داعشي ) أو (متطرف) ، لا بل وصار هذا الأمر أكثر خطورة حيث وقف ذلك عائقاً أمام بعض من غرقوا في عالم الفن ورغبوا في لحظة من اللحظات بالهدوء والركون إلى شيء من السكينة والتعبد!!
وكم من شخص تم تعيينه في منصب حساس فاعتمد على مبدأ ( الجمود الإداري ) فتراه أوقف تعيين هذا وفصل ذاك وتطرف في قرارته الإدارية والمالية ، كل هذا حتى لا يقال فلان ( راعي محسوبيات وواسطة ) ، بينما هو في الحقيقة يخلّ بمبدأ المرونة في اتخاذ القرارات الإدارية دون أن يدري!
في ظل هذا كله اعتقد أننا يجب أن نقف على حد الشعرة التي تفصل بين التخلي عن المبدأ وتغيير الطريقة أو المنهج في التعامل مع الأشياء ، وهو ما يتماهى وينسجم مع مبدأ الوسطية والاعتدال .
ففي إطار العقائد مثلاً ، من الجميل أن أتمسك بمبادئي ومسلماتي الدينية شريطة أن لا أفرضها على الآخر ، وألا أزدري أي شخص لمجرد أنه لا يؤمن بهذه الفكرة أو تلك . وأن أدرك جيداً أن التدين لا يعني الجمود ، وأنّ الأمور الفقهية التفصيلية يجب أن تتطور تبعاً لتطور الزمان والمكان بلا تغيير للثوابت والمسلمات.
وجميلُ كذلك أن ألتزم الصمت في المحافل التي لا ينبغي علي فيها الكلام ، وخصوصاً إذا أحسنت التقدير وعلمت أن مبدأي في هذا الموقف تحديداً سوف يكون سيفاً ينصل رقبتي عوضاً أن يخدمني.
هنا يتجلى المعنى الحقيقي لتغيير الأسلوب شريطة عدم التخلي عن المبدأ .
وأخيراً اعتقد أنّ جميع ما ذكرته في هذا المقال ينسجم مع مصطلح جميل عذب يسمى :
( الدبلوماسية )