28-09-2016 03:32 PM
بقلم : عامر ناجح رواجبة
تتصدر قضية التطرف والإرهاب لائحة القضايا التي تشغل الرأي العام في العصر الحديث نظراً لما يدور من أحداث في المنطقة ، من المؤكد أن الشريحة الأكبر من أي مجتمع على وجه المعمورة ترفض التطرف بشتى أشكاله وتحاول قدر الإمكان استنكاره ونبذه ، ومما لا شك فيه أن الفئة المستهدفة هي فئة الشباب ، لكننا لا ننكر وجود تفاوت واضح في نسبة المتطرفين في المجتمعات العربية ، إذ يعود هذا التفاوت لعدة مقومات منها : الوعي والإدراك ونسبته المتفاوتة في المجتمعات ، الوصول لعقول الشباب ما بين السلاسة والاستصعاب ، التفكك الأُسري ومخلفاته التي لا يحمد عقباها ، البطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية والتي ستكون محور حديثنا نظراً لقوة تأثيرها .
في الدول المتقدمة والتي تتمتع بمستوى معيشي وناتج قومي مرتفعان نجد أن للقوى الشبابية تأثير لا يُستهان به على مستوى الدولة ، فمن آمن بفكرة معينة يجد ما يساعده على تطبيقها ولا يتردد لحظة في السعي لخلق أفكار جديدة من شأنها أن تتحول مستقبلاً لمشاريع تنموية تساعد على تحسين الناتج القومي في البلاد لتتعزز ثقة الفرد بنفسه ويستمر في التفكير والعمل دون أدنى شك منه بأن يتم طمس ما ينتجه ، الأمر الذي يُبعد الشباب في هذه الدول عن ركوب أمواج التعصب ، إذ يندر أن نرى من عاش في رفاهية أو بعضاً منها متطرفاً ، وعلى النقيض فإن سكان العالم الثالث سرعان ما تجرفهم تلك العاصفة نظراً لما تحويه الدول النامية من مقومات للتطرف ، حيث أن نسبة مَن ينجر خلف هذا الفكر ممن تعرض له ليست بالقليلة ، وإذا نظرنا بعمق للدول التي تعاني من عجز في الميزانية نجد أن منسوب البطالة فيها عالٍ ، الأمر الذي يؤرق الشباب ويسرق منهم أحلامهم قبل أن تبدأ ، إذاً فلنتفق على أن ارتفاع منسوب البطالة يؤدي الى خلق حالة من اليأس والانعزال اللذان سيتحولان دون أدنى شك الى كراهية وبغضاء مع مرور الوقت ، بالتالي إن هذا ما يحتاجه دعاة الفكر المتطرف فاللعب على وتر الحاجة للمال والإلحاح على من رماه القدر في جوف مجتمع مشؤوم لا يحتاج لوقت كثير وجهد كبير ففاقد الأمل سريع الاستجابة .
لعلّنا استنتجنا أن علاقة البطالة بالتطرف علاقة طردية ، فكلما زاد منسوب البطالة في الدولة زاد عدد المتطرفين فيها ، إذاً أولى خطوات نبذ التطرف التي يجب على الحكومات التي تنادي بمحاربة الإرهاب القيام بها وضع خطة مدروسة لتحسين المستوى المعيشي للشعب من خلال إنشاء المشاريع التنموية وفتح مجال واسع للمستثمرين في الدولة وتقديم التسهيلات لهم لتشغيل الأيدي العاملة وخلق فرص عمل لتقليل منسوب البطالة .