01-10-2016 11:06 AM
بقلم :
تتكرر الذكرى في كل عام من حياتنا ، ومن عمر امتنا ، وفي كل عام نتذكر فيها معاني الهجرة وصاحبها ، وفي كل عام نتمنى أن يكون العام الهجري الجديد خير من سابقه ، وأن يكون عام خير ويمن على الأمة الإسلامية ، وتمر علينا الذكرى هذا العام لتذكرنا بحجم التضحيات التي قدمها النبي الكريم عليه السلام وصحابته ، وتذكرنا بعجزنا عن حماية المعاني والقيم النبيلة التي تعلمناها من الهجرة وصاحبها .
وإذ يدخل علينا العام الهجري الجديد فحري بنا أن نطأطئ رؤوسنا خجلا مما وصلنا إليه من الذل والهوان ، ولكثرة مآسينا وما يدعو للخزي ، فماذا أبقينا من معاني الهجرة ؟ وماذا أبقينا من معاني الكرامة والعزة الإنسانية التي جاء بها صاحب الهجرة ؟ وماذا ابقينا من معاني ديننا التي لأجلها هاجر صاحبها ومن معه ؟ كم نحن عاجزون عن مواصلة الدرب الذي رسمه لنا بتضحياته وصبره وجهاده ؟ كم نحن خجلون من عجزنا وهواننا على أنفسنا وغيرنا ؟.
بأي وجهك نلقاك يا صاحب الذكرى ؟ ، يا حسرتنا على ما فرطنا في حمل الأمانة التي استودعتنا إياها ، كم نخشى إن يقال لنا سحقا سحقا لما احدثنا وبدلنا وغيرنا في فيما جاءنا به من الحق المبين ؟ .
معذرة رسول الله فحالنا لا يرضيك ، معذرة رسول الله فقد بلغنا من الهوان مبلغا لم نبق فيه متسع لعذر ، معذرة رسول الله فالكريم منا مهان ، والضعيف فينا لا بواكي له ،والشجاع فينا سيفه من خشب ، وسيوفنا لا تسل دفاعا عن الحق ، ولكنها تسل لقتل بعضنا .
معذرة رسول الله فقد تركنا وصاياك وهديك ، لقد تفرقنا بفعل يدنا ، دمائنا أرخص الدماء ، بلادنا مستباحة لكل طامع ، كأننا أشباه أمة وأشباه رجال ، البغاث بأرضنا يستنسر ، معذرة رسول الله فلم يعد لدينا مقام أو مقال للعذر ، استنوق الجمل ، جباهنا تعفرت من الذل والهوان ، معذرة رسول الله فلم يعد في وجهنا ماء ، معذرة رسول الله فقد ضاق الفضاء ،فذكرى هجرتك حركت فينا الحنين والشوق إلى نشيد طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ، فمرحبا بالذكري التي تذكرنا يقول الله : " لا تحزن إنَ الله معناه " فما أشد حاجتنا وشوقنا إلى معية الله . والله المستعان .