02-10-2016 11:53 AM
سرايا - سرايا - سيف عبيدات - يبدو ان حكومة "الملقي" بدأت بشكل خاطىء خطواتها الأولى في الحكومة الثانية ، بعد الثقة الملكية بالدكتورهاني الملقي بتشكيل طاقم وزاري جديد مرة اخرى ، بغية أيجاد إصلاحات اقتصادية و تشكيل فريق اقتصادي ينقذ الاقتصاد الأردني من التدهور.
حكومة المُلقي خطت أولى اخفاقاتها بالتنسيق مع شركة الكهرباء الوطنية ، خلال توقيع إتفاقية الغاز مع العدو الصُهيوني ، حيث أن شركة نوبل إنيرجي "الصهيوأمريكية" هي شركة حاصلة على امتياز من قبل حكومة الاحتلال الصهيوني ، لتطوير أحد أحواض الغاز الطبيعي المسال في شرق البحر الأبيض المتوسط ، و المفوضة بالتوقيع مع الكهرباء الوطنية من الجانب الاردني ، ووفق الاتفاقية التي سوف تسري في العام 2019 ، وضعت لاستيراد 40 % من حاجة الشركة من الغاز الطبيعي المسال لتوليد الكهرباء من إسرائيل ، علماً ان الكهرباء الوطنية هي الجهة الوحيدة المستوردة للغاز الطبيعي في الاردن وهي شركة مساهمة عامة مملوكة بالكامل للحكومة الأردنية.
فتح المجال للجانب الصهيوني بالسيطرة على 40% من واردات الغاز ، أمر كارثي و غير مقبول على الاطلاق مهما كانت الظروف ، حيث ان الجانب الصهيوني يصنف منذ عشرات السنين "عدواً لدوداً " للعرب و مغتصباً لأرض فلسطين ، فلا يجوز ان يكون هو المُسيطر على قطاع الطاقة في الأردن والقوة العظمى له ، حيث اشاد الجانب الصهيوني بهذه الاتفاقية والتي وصفوها بالتاريخية و انجاز كبير لهم.
الفاجعة الأكبر التي هزت مشاعر الاردنيين و عروبتهم ، حينما أعلنت حكومة المُلقي مشاركة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية جواد العناني بمراسم جنازة رئيس الوزراء الاسبق شمعون بيريز (93 عاما) بعد أسبوعين من إصابته بجلطة دماغية ، مما اثار حفيظة الاردنيين و الإستياء لما وصلت فيه العلاقات الاردنية الصهيونية من تطور الى حد كبير ، على الرغم من الرفض الشعبي الكبير لهذا النهج الذي تقوم به الحكومة بالتطبيع مع الصهاينة واستباحة العلاقات معهم دون اي عوائق ، حيث ان هاتين الضربتين في آن واحد أججت الشارع تجاه الحكومة و اعادت المسيرات و الاحتجاجات الى الشارع ضد قرارات الحكومة .
بيريز الذي يصفق له العرب و حزنوا على موته و شارك بجنازته الاردن وفلسطين و مصر و المغرب بمسؤولين كبار ، كان له تاريخ سياسي اسود بحق العرب و الفلسطينيين و مؤسس مشروع القنبلة النووية الاسرائيلية في اواسط الخمسينيات ، و كان له الدور الكبير في صفقات تزويد الكيان الصهيوني بالاسلحة التي استخدمت ضد الفلسطينيين والعرب في كل الاعتداءات.وبالاخص استيراد الاسلحة من فرنسا والمانيا ، وكما ارتكب مجزرة قانا في نيسان / ابريل عام 1996 في جنوب لبنان التي ادت الى مقتل اكثر من 100 مواطنا لبنانيا، حين قصف الاحتلال مركزا تابعا للقوات الدولية ، و ساهم في العدوان الاسرائيلي على مصر عام 1956.