04-10-2016 12:13 PM
بقلم : عيسى الخزاعلة
قبل حوالي اربعة اشهر وعند تشكيل حكومة دولة الملقي كتبت مقالة بعنوان “اعطوا الحكومة فرصة” دعوت فيها الى عدم الحكم على حكومة دولة الملقي قبل ان نعطيها فرصة لتأخذ نفسا عميقا وتخطط لادارة البلد بناء على كتاب التكليف السامي الذي كلفها به جلالة الملك المعظم. الا اننا لم ننتظر سوى يومين حتى بدأت الحكومة بمخالفة ما جاء في كتاب التكليف السامي وذلك من خلال الاصرار على حلب المواطن وكان اول تلك المخالفات هو موضوع السيارت ورفع رسوم نقل ملكية السيارات الامر الذي عطل حياة الكثيرين خاصة ممن يعملون في هذا القطاع حيث كانت هناك اعتصامات ولم تستمع الحكومة لصرخات الشعب ووضعت في اذن طينا وفي الاخرى عجينا.
ولم تتوقف اخفاقات الحكومة عند هذا الحد بل قامت باجراء انتخابات نيابية في ظل قانون انتخاب حير الكثيرين حتى من المرشحين انفسهم وممن كانوا اعضاء في المجالس السابقة. ليس هذا فقط ولكن ما رافق الانتخابات من شبهات تزوير في مناطق بعينها وما نشر حول سرقة صناديق اقتراع الامر الذي اعتبر عيبا على حكومة في بلد جند العديد من الاجهزة لمراقبة الانتخابات وادارتها.
اما قصة اختيار الوزراء في الحكومة الحالية فهي الفضيحة التي جابت العالم كله وتحدثت عنها وسائل الاعلام بشكل كبير الامر الذي اعتبره الكثيرون تخبطا ناتجا عن التسرع وعدم الدقة في اختيار الاشخاص لا بل غمز البعض من قناة الرئيس بان الاختيار كان بناء على المحسوبيات والصداقات والعلاقات الاسرية وغيرها دون الالتفات الى سيرة الشخص الذي تم اختياره وهناك امثلة لا نريد الخوض فيها.
وهذا يحصل في كل تشكيل الامر الذي ينتج وزراء ليسوا على كفاءة لادارة البلاد. فاحد رؤساء الوزارات السابقبن عين والد زوجته …كما اشيع وزيرا وعين زوجة فلان لانه صديقه وهكذا. اذن الاختيار لم يكن حسب الكفاءة بشكل رئيس علما اننا لا نشك في كفاءة احد لكن نقول ان الاردن زاخر بالكفاءات فلماذا التركيز على اناس بعينهم ليتم تدويرهم في الحكومات. اضافة الى ذلك فأن تعيين وزير حكم بقضية قتل ..كما اشيع…يعتبر مأخذا كبيرا سبب حرجا للوزير نفسه وللحكومة فالأصل التدقيق على الأسماء قبل ابلاغ اي شخص بالتوزير .
اضافة الى ذلك فان قضية تعديل محتويات الكتب كانت ضربة في وجه الشعب الاردني لان التغيير والذي قال عنه وزير الاعلام بأنه تطوير في المناهج لم يكن سوى هجمة متسرعة ومباغته على عقيدة الشعب وهذا اخطر مافي الموضوع. فمس المعتقدات الدينية هو الاخطر وربما اخطر من المس بقوت الشعب. فالشعب ربما يصبر على ارتفاع الاسعار ولكن لن يسكت اذا مست عقيدته سيما ونحن في بلد يدين الغالبية العظمى من سكانة بالاسلام. انا لست ضد تطوير المناهج بما يتوافق ومتطلبات العصر الحالي ولكن ان نغير في محتوى الكتب بما يتوافق مع رغبات الغرب فهذا شيء خطير جدا لا تحمد عقباه. فليحترم صاحب القرار في هذا الشأن عقول الشعب وان لا ننظر الى الشعب على انه مغيب ولا يعلم شيئا.
هناك العديد من المآخذ على الحكومة الحالية مثل قضية الغاز الاسرائيلي والتي يعرفها الشعب الاردني لكنني اكتفي بما ذكرت من مآخذ.
دولة الرئيس ..كل الاحترام لشخصكم ولكنني اقول لك ما يقوله الملايين من الاردنيين انك رسبت في الاختبار ولم تستعد جيدا له لا بل اصبحت مثل الطالب الذي يريد الحصول على الشهادة دون اعداد واجتهاد ودراسة.