04-10-2016 12:32 PM
بقلم : فراس الطلافحة
في العاده يطلق إسم الطبقه الوسطى على الفئه التي تقع في منتصف الهرم الإجتماعي والإقتصادي ما بين الطبقه العليا وطبقة العمال والكادحين وممن يدفعون بيومهم ليمضي فينامون ربما خفيين بدون عشاء وإن كان حظهم طيباً يتناولون كِسرة خبز مع كأس شاي أو حبتي زيتون وكان الله بالسر عليم , أما الوسطى فصحن حمص وبيضتين وقطعة جبن وزيت وزعتر فينامون على أمل أن تتحسن ظروفهم للأفضل والطبقه العليا والمخمليه كما يُطلق عليها لا أعلم ماهي أصناف العشاء الذي يتناولونه ولم أُدعى إلى ولائمهم يوماً لذلك مازلت أعيش ببعض الرضى عن نفسي ووضعي المادي .
كانت الطبقه الوسطى في الأردن تشكل نسبه جيده من عدد السكان وكان أقرب وصف لها هو كالمرأه التي رقصت على السلم لا الذين فوق شافوها ولا الذين تحت عرفوها فكانت تعيش برفاهيه بدون إسراف وتعيش يومها وكانت قادره على الإيفاء بمتطلبات الحياه ومستلزماتها لِقَبِل عشر سنوات تقريباً لكن مع هذه السياسات الإقتصاديه التي تتخبط فتزيد الغني غِناً والفقير فقراً كسرت عصى السلم التي تقف عليها الراقصه فمالت بجسدها للأسفل لتجذبها طبقة المعدمين ولكن بنفس الوقت مازالت متمسكه ببقائها وديمومتها ولكن إلى متى ستبقى تقاوم ؟ لا أعلم فالأمور لا تبشر بخير والله مع هذا السعار بإرتفاع الأسعار للمواد الضروريه اليوميه وإرتفاع أقساط المدارس والجامعات والتطور الذي طرأ على الحياه الإجتماعيه الأردنيه من حيث ماكان نعتقده من الكماليات في السابق حيث أصبح الآن ضروره لا بد منه فكانت السياره من الكماليات ولكن مع هذا الإزدحام والعجز من الدوله بتأمين وسائل النقل وبساعات محدده أصبحت ضروره وكذلك الحال بالنسبه للمدارس فكانت المدارس الخاصه فقط للمترفين أما الآن فأصبحت ضروره مع هذا التعليم المتهالك الَهرِم بالإضافه للتكنولوجيا الحديثه وما رافقها من وسائل إتصالات وخلافه وخادمات ومشابهه للطبقه العليا وأمور كثيره لا داعي لذكرها فالجميع يعرفها فكل ذلك ساهم بالقضاء على مداخيل الطبقه الوسطى الماديه وإنصهار معظم من كانوا ينتمون لها مع الطبقه الفقيره الكادحه المعدمه .
لا بد من إحياء هذه الطبقه والتي تُسمى بالوسطى لما لها من أهميه إقتصاديه كبيره لكونها المحرك والظابط الأساسي في الإنتاج والإستهلاك ولابد من وضع السياسات الكفيله بإبقائها حيه فهي والله تصارع الموت وأكبر دليل على ذلك أن هذه الطبقه أصبحت تنتظر الدعم الحكومي للمحروقات والمكرمات وتتأثر بكل القرارات الإقتصاديه من رفع وتنزيل الأسعار بالإضافه للسخط العام لمن ينتمون لهذه الطبقه من الوضع الإقتصادي فالأمر جِداً خطير مع هذه التحولات الإقتصاديه الطارئه على المنطقه ويجب أن لا ينتظر الساسه أكثر من هذا الوقت فلا إصلاح سياسي ولا إجتماعي إلا بالإصلاح الإقتصادي .