بقلم : فراس الطلافحة
( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) هذا كان طلب موسى عليه السلام من الله سبحانه وتعالى فأجاب الله دعوته ( قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ) فكان لموسى ما أراد وأشرك الله هارون في أمر موسى فاصبح نبي ..... يالله ماهذا الحب من موسى لأخيه هارون وطوال حياتي قرأت كثيراً فلم أجد أخاً نفع أخيه أو شخصاً نفع آخر كما نفع موسى أخيه هارون بأن سعى لأن يجعله نبياً فهذا فِعلُ خارق لكل تجليات العاطفه والحُب والأخوه والعلاقات الإنسانيه .

قبل أيام كنت أستمع لبرنامج ديني على إحدى المحطات الإذاعيه يقدمه الأستاذ نور الدين خوجا وأورد قصه أخبره بها مدير إحدى المدارس بقيام طالبين بالمرحله الثانويه بصفين مختلفين بالتشاجر مما إستدعى من المدير أن يقوم بإستدعاء والدي الطالبين , في اليوم التالي حضر والد أحد الطلاب وجلس في مكتب المدير وبعده حضر والد الطالب الآخر وعندما إلتقيا أولياء الأمور ببعضهم قاموا وتعانقوا وبكوا فأثار ذلك فضول مدير المدرسه ليسألهم إن كانوا يعرفون بعضهم البعض ولماذا هذا البكاء فأخبره أحدهم أنهم أشقاء لم يلتقوا ببعضهم البعض منذ أكثر من خمسةَ عشر عاما وبسبب كلمات نقلتها زوجة أحدهم لزوجها عن أخيه فكانت القطيعه وكان الجفاء وكان البعد وكان أن أبناء العم لا يعرفون بعضهم البعض .

أستغرب والله من إخوه فرقهم موقف أو أمتار أرض أو كلمات نُقلت إليهم من واشٍ أو زوجه حاقده لا تخاف الله ففرقت بينهم وقطعت حبال الود والحبل السري الذي تناولوا الطعام منه بنفس الرحم وأتسائل كيف يحلوا لهم عيش وهم متخاصمين فُرَقاء بعيدين عن بعضهم يلتقي أحدهم بالآخر فَيُدير كلٌ منهم وجهه عن الآخر حتى لا تلتقي عيونهم ببعض .

أخ كلمه من حرفين لا تُقال إلا بوجود ألم وبوجود مصيبه وكأنها أداة نداء بمعنى أين أنت يا أخي لتكون معي في ألمي وفي وحدتي وفي مصيبتي فماذا يعني الأخ والأخت ...؟ هو أننا شركاء الرحم وشركاء الطعام هم يعني أنا فلا أحد يفرح لفرحك ويألم لحزنك مثلهم فهم الأحضان المفتوحه دائماً لك حين يتخلى عنك الناس وحتى من تعتبرهم أقرب إليك منهم فأخيك وأختك هم الإمتداد والحياه لأبنائك من بعدك فلن تجد أحد يحنوا عليهم أكثر منهم .