06-10-2016 01:13 PM
بقلم : المهندس هايل العموش
حقيقة ما اصدرتة دائرة الافتاء في فترة ما من فتوى تدخل في باب تحريم العزائم للمسوولين الذين هم على راس عملهم شي جميل حيث يتكرر اقامة الولائم العديدة لبعض المسؤولين وهم على راس عملهم من كثير من الناس والتي تدخل من باب النفاق الاجتماعي والتباهي وحب التقرب من المسوولين.
لقد بينت دائرة الإفتاء العام ان اقامة الولائم للمسؤولين بغرض تحقيق مصلحة شخصية، أو محاباة، يحرم عملها ابتداء لأنها تدخل في باب الرشوة، وفيها ظلم وتعد على حقوق الناس و انه يحرم على المسؤول إجابة مثل هذه الدعوة لأنها أكل لأموال الناس بالباطل، ومن باب قبول الرشوة الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعده من الكبائر.
أن هذا التحريم جاء من باب ان يكون المسؤول الذي تم تكليفه برعاية شؤون المواطنين ومصالحهم عادلا منصفا، وأن يتقي الله تعالى في منصبه وأن يعلم أنه مسؤول عنهم يوم القيامة، تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ'.
للأمانة في الإسلام مفهوم واسع شامل يتجاوز المعنى الضيق والمحدود المتعارف بين الناس لكلمة الأمانة. فالأمانة هي المسؤولية بين يدي الله عن كل ما كسبت يد الإنسان وما يتحمله من أعباء ثقال.
ولأجل ذلك ورد في القرآن الأمر بأداء الأمانات في صيغة الجمع وذلك في قوله جل من قائل (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا).
ان الجميع مطلوب منه القيام بالواجبات الموكولة اليه ولا يعفى ذلك أي شخص كائن ما كان ويتذرع باي حجج واهية فالحلال بين والحرام بين ولا يعفى من تلك الامانة أي موظف مهما علا شانة اوصعر فجميعنا موتمنين وان هناك وقفات مضيئة يجب ان نقف عندها في هذا المجال:-
الوقفة الأولى :الإخلاص ركن من أركان العمل الصالح المقبول والمأجور عند الله ، فلنذكر أنفسنا بتجديد الإخلاص لله سبحانه وتعالى في أعمالنا الوظيفية ، وأنها أولاً ابتداءً ابتغاء وجه الله نريد منها النفع لديننا وبلدنا وأمتنا ، نريد منها المال الحلال الذي ننفق منه على أنفسنا وأسرتنا .
الوقفة الثانية: وهي تذكير إنها الأمانة تلك الكلمة العظيمة التي عرضت على السموات والأرض والجبال ، فكان ماذكر الله {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72
إنها الأمانة تلك الكلمة الشاملة لجميع مناحي الحياة من العبادات والمعاملات والتي يدخل فيها يقيناً العمل الوظيفي ، لهذا لما فسر الامام ابن كثير رحمه الله قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27
إنها الأمانة التي تتضمن من الموظف المسلم أن يؤدي عمله بإتقان ، وفي وقته ، دون تأخير أو تعطيل ، أو تلاعب أو تساهل ، أو إخلال أو تقصير .
إنها الأمانة التي يراعيها الموظف مع ربه بمراقبته ، وعلمه بأنه مطلع عليه إن هو اقترف معصية في وظيفته فأدخل على نفسه مالاً لا يحل له بأي صورة كانت سواءً عن طريق الرشوة أو السرقة أو التحايل أو التعدي أو الفساد ، أو الشفاعة لغير أهلها أو في غير محلها، واسمعوا إلى الوصية النبوية : قال صلى الله عليه وسلم : يا كعب بن عجرة ! إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به . رواه الترمذي بسند صحيح
إنها الأمانة التي يجب ان يراعيها الموظف مع المراجعين ، والمتعاملين مع عمله ووظيفته ، بأن يتعامل بأخلاق الإسلام العالية ، وآدابه الرفيعة ، وإن من أبرزها بشاشة الوجه والصدق والحلم وتوقير الكبير واحترام الصغير والصبر وحسن المعاملة والرفق واللين
إن قضاء حوائج الناس من أجمل الأمور ، في الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس ' يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون يوم القيامة ' .
الوقفة الثالثة:ان الاخلاص في الوظيفة والمنصب العام هو واجب ديني ووطني تجاه الله والوطن والمواطن وان جميعنا مطلوب منه الاخلاص واداء الامانة والوظيفة بكل شفافية ووضوح بعيد عن التسويف والمتاجرة بالمصلحة العامة والرياء والكذب والنفاق والتحليل والتحريم حسب المزاج وان المنصب العام هو ان نخاف الله بالناس والوطن ونخلص له وان لاننسى ان ما قيض الله لهم من صلاحيات وقدرة هومقدرات للوطن والمواكن وان نتقى الله ببلدنا واهلنا والله اسال ان يحمي الاردن وشعب الاردن وقائد البلاد ابو الحسين وجيش الاردن واجهزتة الامنية الشجاعة.