06-10-2016 01:14 PM
بقلم : د. طارق زياد الناصر
باتت معالم اللامركزية واضحة والاستعداد لها قريبا لكن امرا واحد فقط هو المطلوب الان وهو اعادة رسم خارطة المجتمع السياسية والخدمية وفرض قوى غير اعتيادية على المجتمع من خلال افراده، هذه القوى لن تكون فاعلة الا اذا تشكلت من الشباب الواعي والمدرك لقضايا وطنه واحتياجاته بما يوجب على الشباب الذين اعدوا انفسهم وساهمت المؤسسات الوطنية الشبابية ببناء قدراتهم الاستعداد لخوض التحدي الديمقراطي الجديد.
منذ تولى جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية اولى الشباب جل اهتمامه واعطاهم من الوقت والجهد ما يمكن تستميته باستثمار الملك لطاقة الشباب في بناء الوطن وهنا تجدر الاشارة الى عدد من المؤسسات والمبادرات الشبابية التي رعاها الملك واصبح عدد كبير من ابنائها في ساحات العمل العام على المستوى الوطني والعالمي قادة حقيقيين ومؤثرين لكن الهدف لم يتحقق بعد بل نحن بحاجة الى زيادة التفعيل وتطوير القدرات والمواقع وتأطير البيئة الحاضنة للشباب من خلال ادماجهم في الحياة السياسية والخدمية والطريق الى ذلك هم الشباب انفسهم بعد ان مهد جلاته الطريق لهم من خلال توجيهه للحكومات المختلفة بضرورة بناء التشريعات السياسية والاقتصادية بما يخدم الوطن وتحقق ذلك بحزمة القوانين التي صدرت مؤخرا وبدأ العمل بها
انني من خلال هذا المقال اطرح وجهة نظر خاصة بضرورة مشاركة الشباب في انتخابات المجالس المحلية التي ستقود المحافظات الى طريق التنمية الحقيقية والمتسارعة مع تسارع الزمن فهذه المجالس بحاجة الى طاقة متسارعة فعالة تدرك التحديات والمخاطر وتتقن التعامل مع التكنولوجيا ووسائل الاتصال المختلفة وصولا الى اشراك المجتمع كله في صناعة القرار وربطه بعضه ببعض وصولا الى تحقيق رؤية جلالة الملك في وطن شاب لا يشيخ .
نحن اليوم بحاجة للشباب لا ناخبين فحسب بل ومرشحين قادرين على سبر اعماق العمل العام وتوظيف قدراتهم في خدمة وطنهم مع محاولة الاستفادة من اصحاب الخبرة ممن سبقونا في خدمة الوطن والشراكة معهم في البناء والتنمية وكل حسب الدور الذي يستطيع ولعلنا نرى الشباب غدا لا في مجالس المحافظات فقط بل في المجالس البلدية مشكلين غالبية الاعضاء ومؤكدين على انهم ورود الحاضر وصناع المستقبل وجنود المسيرة التي يقودها بحكمة الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين
tareq@yu.edu.jo