بقلم :

يبدو واضحا ان قضية التقارير التي تصدرها منظمات حقوق الانسان عن الاردن وتحديدا حول اوضاع السجون تحتاج الى وقفات كثيرة وبعد نظر اكثر ، لا سيما ان هذه التقارير وصلت مرحلة ان تعتمد على الاشاعة والمندسين غير المطلعين على الحقائق لتبني تقريرها المعد مسبقا ضد الاردن من اجل ان يخرج علينا من يدعي بوجود تعذيب في السجون الاردنية واساءة في معاملة النزلاء.

اولا: يجب الاعتراف بان الرد الذي صدر عن المكتب الاعلامي لمديرية الامن العام حول ادعاءات تقرير "هيومن رايتس" هو رد منطقي وعلمي وهو رد غير مبني على ردات الفعل بقدر ما يكشف حقائق تفند اكاذيب تلك التقارير.

ثانيا: من نافلة القول ومن مبدأ" من فمه أدينه" فان الامن العام لو كان لديه ما يخفيه عن منظمات حقوق الانسان لما كان سمح اصلا بزيارة وفد المنظمة للسجون الاردنية والالتقاء بالسجناء الذين تدعي منظمة هيومن رايتس انها التقت مع "110" نزلاء بشكل عشوائي وانها استنتجت من خلال تلك المقابلات وجود تعذيب في السجون الاردنية وإساءة في معاملة النزلاء وهو "تخريف" غير مقبول ، اذ كيف تبني منظمة بحجم هيومن رايتس نتائجها في مقابلة نزلاء لا تتعدى نسبتهم 2% من عدد السجناء في الاردن؟؟ وكيف حكمت بوجود تعذيب دون ان يرافقها طبيب شرعي يؤكد ذلك.

ثالثا: كما اعلم فان مديرية الامن العام تضع صناديق خاصة في ساحات مهاجع السجناء تتيح لأي سجين كتابة شكوى حول تعرضه للتعذيب او اساءة المعاملة من قبل رجال الامن وهذه الصناديق تفرغ بشكل دوري من قبل منظمات حقوق الانسان دون اي تدخل لإدارة السجن ، ولو كان هنالك تعذيب في السجون لكنا سمعنا عنه من منظمات حقوق الانسان في الاردن قبل ان تتحفنا منظمة هيومن رايتس بتلك الاكاذيب رغم اننا لا ننكر ربما وجود تجاوزات فردية لبعض افراد جهاز الامن العام يتعامل معها الجهاز نفسه بقانونية ومن مبدأ المحاسبة الفورية لأفراده واتخاذ إجراءات مشددة بحق اي رجل امن يثبت عليه تجاوزه في معاملة النزلاء.

رابعا: لم نشهد منذ فترة طويلة ما كنا نسمعه عن شغب السجناء وإضراباتهم واعتصاماتهم وحرقهم لمهاجعهم كما كان يحدث سابقا رغم ان الادارة السابقة يشهد لها بالمهنية في هذا المجال ، والجميع يشهد ان الاوضاع في السجون الاردنية الان هادئة لأن استراتيجية اصلاح السجون التي انطلقت منذ فترة آتت اكلها وعاد الهدوء لمهاجع السجناء وتم حل معظم مشاكلهم التي اعتقد ان جزءا منها يصل الى "الدلال" وفرض المطالب ورغم ذلك لم تأل مديرية الامن العام جهدا في تلبيتها من اجل تحقيق مبدأ احترام حقوق الانسان ، ثم بعد ذلك تأتي هذه المنظمة الي اعتادت ضرب الاردن من تحت الحزام لتدعي وجود تعذيب في السجون الاردنية ... اليس هذا هو الظلم بعينه؟