بقلم : فراس الطلافحة
تعالوا بنا لنرى المشهد من الآخر ومن نهايته وكيف ستؤول بنا الأمور لا قدر الله وتعالو بنا لنرى آخر المشهد في المشهد الآخير .

عائلات منسيه ومن هي هذه العائلات أنا وزوجتي وأنت وزوجتك وأغلى شيء في حياتنا أمي وأمك إبني إبنك إبنتي إبنتك , أرقام وهميه في خيام منسيه في أراضي منسيه ننتظر ما يجود علينا به المحسنون من خبز وبعض الطعام المعلب وأغطيه سوداء لليل بارد أسود تحت خيمةٍ بيضاء ( أنت الآن لاجئ ) لا ترفع صوتك وحتى لا تهمس بسخطك .

حمامات تبعد مئات الأمتار عن خيمتك تذهب أمك زوجتك أختك إبنتك لتقضي حاجتها وبيدها إبريق ماء تغتسل به , في البدايه سترافقها فمازال عندك الحميه والمروءه لتبعد عنها عيون المتلصصين وأيادي المتحرشين بعد ذلك سترقبها فما زال لديك بعض من حياء وحميه على شرفك وعِرضك ثم ستمل بعد أن يموت الحياء لتدعها تذهب لوحدها فلا تأبه بعدها بعين تسترق النظر ولا تعبأ بأيادي قد تلمس جسدها .

ستضيق عليك مساحة الخيمه وستضيق عليك نفسك وستضيق حتى بأبنائك وبناتك ومع أول طارق يخطب ود إبنتك ويريدها حليله له ستوافق وتنسى أنها صرخة الروح وحبيبة القلب وضحكة الشفاه ومهجة اللقب لتوافق عليه فيتزوجها وإن كان يكبرها بستين عاماً .

ستتابع الأخبار وستفرح في داخلك بأن هناك بوادر إنفراج ولكنها في الحقيقه هي تضيق وكل يوم تضيق أكثر فيكبر أبنائك قبل أوانهم ويكتبون الشعر الحزين بفحم أسود ورسوماتهم ستعبر عن حالهم ومستقبلهم المجهول .

تبت أياديكم أيتها الأقلام الوسخه الحقيره الملوثه بمداد الخيانه , تبيعون وطنكم الذي إحتضنكم سنين عمركم بثمن بخس وبعرض من الدنيا وأنتم أيها المجاهرون بكفركم بالوطن ماذا قدمتم له سوى الشتم والعداء وحاكمتموه بأحكام قاسيه وصلت حد إعدامه , ألم تتعلموا من العراق ومن تونس ومن مصر ومن اليمن وأخيراً من سوريا ....؟ إياكم أن تذوق تربة الأردن الدم فوالله ثم والله ثم والله التراب إذا ذاق الدم سيستسيغ طعمه ولن يرتوي منه أبداً .