19-10-2016 02:38 PM
بقلم : د.عبدالله عامر البركات
كغيرها من المدن السورية بل كسيدتها وايقونة بطولتها تقف حلب طوال هذه السنين كقلعتها غير قابلة للسقوط. لا القصف ولا القتل ولا القنابل التي تجعل سافل ابنيتها عاليها من اعظم دولة في العالم واحدث ما انتجته الالة العسكرية الروسية بقادرة على كسر شوكتها واذلالها. هذه صورة.
صورة اخرى نقيضة لها كان سقوط بغداد. بسرعة مذهلة وبعد قليل من القصف تستسلم عاصمة العواصم. ليلة بدأ قصف بغداد كنت عند صديق لي نسهر ونفكر في ما سيحدث. قلت له ان مساحة بغداد لا تقل عن ٣٦٠٠كم٢ حتى بالاعتماد على معلومات قديمة. اي ٣٦٠٠ مليون متر مربع. وان اي قنبلة مهما بلغت قوتها في ذلك الوقت وكما رأينا رأي العين في قصف الوزارات والملاجئ لا تدمر اكثر من ١٠٠٠م٢. وبحسبة بسيطة تحتاج امريكا لتدمير بغداد الى ثلاثة ملايين وستماية الف قنبلة وطلعة جوية. وحتى بمعدل خيالي للطلعات الجوية كمئة طلعة يومياً سيلزم امريكا ثلاثة وستون مليون يوم لتسقط بغداد وحدها. اي مئة سنة الا قليلاً. اي ان سقوط بغداد مستحيل.
عندما التقينا بعد شهر ونيف وبالتحديد بعد واحد واربعين يوم قال لي صديقي. لم تزيط حساباتك.
نعم لم تزبط حساباتي لأني استبعدت عنصر الخيانة. وهاهي حلب تثبت ان حساباتي صحيحة. ليس هناك خيانة في حلب.
اذا كان اهل الموصل كأهل حلب ومقاتلي الموصل كمقاتلي حلب فلن تسقط الموصل. اما ان كانت بغداد هي الانموذج فعشرون يوما تكفي.