حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21499

تحدّي القراءة العربي

تحدّي القراءة العربي

تحدّي القراءة العربي

30-10-2016 11:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالحافظ الحوارات
حينما نقرأ الأرقام الدّالة على منسوب القراءة لدى العرب ونُقارنها ببعض الأمم فإنّنا سَنُصاب حتما بالذهول ، والصدمة العنيفة التي ستلتحق بصفّ الخيبات التي يتلقّاها العرب وهم يتّجهون نحو الدرجات الأخيرة في سلّم التنمية العالمي ، فكم يقرأ العرب يا تُرى ؟ ونحن أمّة إقرأ كما يُقال لنا منذ الصِّغَر .
بحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو2003 فإنّ المواطن العربي يقرأ أقلّ بكثير من كتاب واحِدٍ في السَّنة ،وحتى لا أدخلك عزيزي القارئ في النسب المئويّة وإشكالاتها ، فإنّ ثمانين عربيٌّ بالتمام والكمال إذا ما تمّ تجميع قراءاتهم خلال العام فسيتمكّنون بحول الله من إنهاء كتاب واحد لا شريك له !!! .وفي المقابل يقرأ كل أوروبي لوحده 35 كتابا سنويا ، والمواطن الإسرائيلي الذي يُعايش نفس مناخنا وينوخ جاثما على أرضنا ويأكل نفس زيتوننا ويغمّس زيتنا فإنّه يقرأ لوحده 40 كتابا سنويّا .
وبصورة أشدّ تبسيطا من سابقتها فإنّ ما يقرأه أوروبي واحد يُعادل ما يقرأه 2800 عربيفقط ، وما يقرأه إسرائيلي واحد يُكافئ فقط 3200 عربي ، فهل نحتاج للمزيد من التبسيط أم كفى ؟ .مع العلم أنّ هذه الأرقام المؤلمة تختصّ بالقراءة ، أمّا ما يُنتجه العرب من الكتب سنويا فالأرقام بالتأكيد أشدّ إيلاما !!!! .
أُسدِل الستار بالأمس عن مسابقة عربيّة للقراءة أطلقتها دبي ورصدتْ لها جوائز قيّمة جدا في بادِرَة لتحريك الآسن من صفحات كتبنا التي أرهقت رفوف المكتبات ،ويعتبر "تحدي القراءة العربي" أول أولمبياد عربي للقراءة حيث استقطب في دورته الأولى أكثر من 3.5 مليون طالب وطالبة، مُقَدِّما جوائز بقيمة 11 مليون درهم إماراتي.
أبدع الصغار في تحدّي القراءة العربي ، حيث جاء بالمركز الأوّل طفل من الجزائر ونال 150 ألف دولار والمركز الثاني من نصيب الأردن والثالث من نصيب البحرين .
استوقفتني رسالة من الأديب العالمي "باولو كويليو" صاحب الرائعة العالميّة "الخيميائي" وساحرة بورتوبيللو ، وجَّهَهَا بالأمس لصاحب المبادرة وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يقول فيها : "إنّ ما قُمتم به في تحدّي القراءة العربي يُرسل رسالة للعالم العربي، وربما للعالم كلّه، مفادها أن الحل الجذري لخروج المجتمعات من أزماتها، أياً كانت، هو القراءة، فعندما تقرأ أمّةٌ ما فإنها بذلك تبدأ الخطوة الأولى في رحلة تغيير مصيرها؛ لتصنع مستقبلاً مشرقاً" .
يُضيف الكاتب العالمي بأنّه قد تأثّر بشخصين في حياته ، أحدهما من بَني جِلدَتِهِ هو "بورخيس" الذي قال :"دَع الآخرين يتباهون بعدد الصفحات التي يمتلكونها، أما أنا فسأتباهى بعدد الصفحات التي قرأتُها" في إشارة واضحة لحالة الخداع الثقافي الموهوم الذي قد يعيشه الكائن البشري حينما ترزح مكتبته بأمّهات الكتب بينما يعيش هو حالة الانفصام مع الواقع ، فلا يلتفتُ إلى تِلْكُم الكتب إلّا حينما يريد التقاط صورة له لاستخدامها على الأغلب في الدعايات الانتخابيّة .
الشخص الآخر الذي تأثّر به كويليو هو من بني جلدتنا وهو "مُحيي الدين بن عربي" الذي اقتبس الأديب مقولته الشهيرة "كلُّ سفينةٍلا تجيئها رياحها مِنها فهي فقيرة" ، ابن عربي المولود في الأندلس حينما كان العرب فيها يُنِيرون مشعل الحضارة التي دَفَعت يوما بِمَلِك الانجليز والغال والسويد والنرويج في حينها"جورج الثاني" لمخاطبة الملك العربي صاحب العظمة "هشام الثالث" للسَّماح باستقبال أوّل بعثة دراسية تتكوّن من كوكبة من الأميرات وبنات أشرافهم كي يدرسن في حاضنة الثقافة العربية ومنارتها في ذلك الحين .
شتّان بين الأمس واليوم .
عبد الحافظ الحوارات - الشارقة








طباعة
  • المشاهدات: 21499
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم