-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12952

بنزين .. دايت

بنزين .. دايت

بنزين  ..  دايت

10-10-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

 

كلنا يعرف كيف عانينا الشهر الماضي ومتنا من العطش الشديد ، ليس من قلة المياه .. بل من ندرة وشح مادة البنزين في محطات الوقود .. بشقيّه : أوكتان 90 "المحترم" ، و"الاخ الهاوي" 95 "خالي الدسم" .. يومين.. ولا أحلى .. لكننا تخطينا المسألة والحمد لله .

 

صرت احسد من لديه فرساً أو حماراً ، فبعض من البرسيم أو "جرعة" حشائش أو قشر بطيخ .. تأكلها "البهم" .. وتمضي الامور في حالها الطبيعي ، وفكرت جدياً أن اشتري حماراً لأتمكن من الذهاب الى عملي دون منغصات و"أفلام " شيء اسمه البنزين .

 

 نحن اناس لا يعرفون نظرية " الفلّ" .. بمعنى لا قدرة لدينا على تعبئة خزان الوقود في سياراتنا الى نهايته .. "حتى لو انخفض النفط في الاسواق العالمية الى ما دون الـ94 دولار..؟؟" ولدي اقتراح .. ربما على "المحطات" ان تضع البنزين في علب على شاكلة المشروبات الغازية.. "علبة بنزين دايت وأُخرى زيرو سكّر ،وماكس وحتى بنزين لايت أو علبة بنزين مطبوع عليها " أوّي ألبك مع بنزين لايت" .. فيرتاح المواطنون عند الطلب.. ويكون التعامل اكثر سهولة وسلاسة ويعرف المواطن ايضا ماذا " يشرب" .. عفواً ماذا يعبيء .. ويكون الطلب على النحو التالي : " واحد بنزين دايت لو سمحت أو من فضلك ممكن تعطيني واحد سوبر زيرو سكّر " .. ربما يتطور الامر فتصبح مسألة التزود بالوقود من خلال " قطّارة" .. يوضع قليلاً منها في العين أو في الانف .. حسب حالة المواطن و "قروشه" نظراً لأهميه "الاستاكوزا" البنزين.

 

 بعض محطات الوقود تحتفظ بكميات كبيرة من البنزين في حال تناهى الى مسامعها ان ارتفاعاً سيطرأ ، بينما ترفض تعبئة خزاناتها في حال انخفض السعر ؟ هل المطلوب الربح دائماً؟ وعلى حساب مَن؟ .. اليس هناك ربحاً في كلا الحالتين ؟ .. هناك اصوات ارتفعت تطالب الحكومة بعمل خفض جدّي على اسعار المحروقات .. بما يتناسب مع هبوطه عالمياًً ؟ ..

 

 ربما ستستجيب الحكومة وتبادر الى خفض الاسعار بحيث توفِّر للناس بنزين على ميراندا "للعطشانين" وبنزين بالفراولة والمانجا "للزوّيقة" ، وبطعم الكاتشب "للجائعين " .. عندها سيتوقف المواطن عن شرب الماء وسيستبدله بالبنزين.. وستكون كل انواع "البنازين" متوفرة بكثرة بأرخص الاسعار ..وسترتوي البشر من كثر حلاوة البنزين وسيغنون: "من كثر حلاوة الايام ..." حينها .. من يرزق بأبناء ذكورٍ سيقوم بتسميتهم بأسماءٍ تبدأ بـ "الحاء" تيمُّناً بالحكومة واعترافاً بالجميل والعرفان وستكون هناك اسماء تسجل في الاحوال المدنية مثل :"حكّوم ، حكحك، حكلّي تا حكلّك ،وحكحك ابو الطناجر ، وحكيم عيون حضرتك" .. واذا كان المولود بنتاً سيكون اسمها " حكومة" وسيكون لها حبيباً يناديها في يوم من الايام "حبيبتي يا حكومة" .. وسيصبح حرف "الحاء" اغلى من كل الحروف ..

 

"حروفي ناحيتك حروف كتير كتير وأمل بمحبتك مليانا احاسيس كتير " .. ستعشق الناس الفلفل الحار "اللّي بلهلب" من اجل حرف "الحاء" .. وسيبدأ الكلام بين المواطنين بحرف "الحاء" على شاكلة : " حـ مرحبا ، حـ كيف حالك ، والجواب سيكون :"حـ زيّ الليرة الذهب ".. ربما ستصبح اغنية "حبحبني ع الخدين" الاكثر رواجاً بين الناس و"رح" تضرب السوق " زيّ اسعار المحروقات بالزبط" .. وسيكون لهذا الحرف وقعاً خاصاً على الاذُن .. واحلى مذاقاً من الحُب .. المهم هنا أن الحكومة اذا رفعت "الاشياء" قصدت رفع ضغط المواطن الى "جلطة دماغية" ..

 

وان خفّضت .. قصدت هبوطاً في الضغط ..والى "جلطة قلبية" .. وما بين مطرقة الرفع وسِندان الخفض "إحنا واقعين بجلطتين"..´لا محالة.." شايفين شو ممكن يعمل فينا حرف الحاء" ... يا حبيبي.. يخطر ببالي ان يقوم العلماء بانتاج "حمير" متطورة عن طريق الاستنساخ من خلال اخذ جينات عدة انواع من السيارات .. وتوأمتها مع مثيلاتها من جينات الحمير .. بحيث يتوفر لدينا حمار نوع clk موديل 2010 يمشي على ضُمّة برسيم مثلاً ، او بغل بقوة 356 حصاناً 8 سلندر يمشي على الاعشاب أو الميرميه ... واحتمال على الملوخية ، أو فرس شموص سرعتها من صفر الى مئة خلال 6ر5 ثانية وتمشي على ملح جواعد وقليلاً من السكَّر تماماً مثل خيول السباقات ... والخيول هنا من أصل الكلمة "خيل" .. "خيل اللهم اجعله خيل " .. وبالتالي يستطيع الناس استخدام تلك البغال والحمير قسراً بعد ان تتوقف سياراتهم "الفارهة" لندرة البنزين أو ربما بسبب نضوبه نهائياً.

 

 ربما نعود بالذاكرة وبالاستعمال ايضاً "للهودج" بحسب أغنية: "شدّولي الهودج يالله .. مشتاق لحبيبي والله " ... تخيلوا ان يركب عاشق مع معشوقته على ظهر ناقة أو بغل عليه "هودج" .. بدلاً من "همر أو لامبورجيني أو فيراري تستاروسا" ..!! في النهاية سوف يصلون الى حيث يريدون ، ويمضون ساعات من لهيب الحب "بالبرسيم" بدلاً من البنزين.. لسنا نعرف .. ماذا تخبىء لنا الايام .. ربما سيأتي زمن يطلب فيه المواطن من الكازية " علبة بنزين دايت .. لو سمحت" .. ويكون جواب عامل المحطة .. " إشرب وإنسى" ...!!!

 

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 12952
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-10-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم