30-11-2010 01:56 PM
المعلم هو حجر الزاوية وقطب الرحى في العملية التعليمية ، له مكانته السامية ومنزلته السامقة في الدين والمجتمع ، جدير بالاحترام والتقدير ، وحفي بالإجلال والتوقير ،كوكب لامع ونجم ساطع في سماء العلوم والمعرفة النافعة ،شمعة وضاءة تحترق لتضيء الطريق للأجيال الصاعدة والناشئة الواعدة ، وهو مشكاة النبوة والمؤتمن على ميراث الرسالة في التعليم والتربية ، كاد أن يكون رسولا ، ارايت أعظم أو اجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا .
يعجز اللسان عن إيفائك حقك ، وإنصافك قدرك ، ويكفيك ثناء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عليك بقوله " إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير " (رواه الترمذي ).
فيا له من شرف عظيم ، وفضل جسيم ، لا ينتظر المعلم بعده جزاء ولا شكورا . ويكفيك عزة ورفعة أن الناس ما مدحوا شخصا في فنه وعلمه إلا قالوا عنه انه المعلم ، وان الأمة قد سلمتك فلذات أكبادها ، واسترعتك على أماناتها ، فكنت خير راع . ويكفيك فخرا انك المشارك في كل زغرودة فرح تخرج من أفواه الأمهات بهجة بتخرج أبنائهن .
فعلى كاهلك تبنى الأوطان ، وبعزيمتك يشتد البنيان ، فكما قال جبران خليل جبران :" تقوم الأوطان على كاهل ثلاثة : فلاح يغذيه ، وجندي يحميه ، ومعلم يربيه ".
إن وقفة قصيرة مع النفس تتصور من خلالها دور المعلم في المجتمع ، ويجعلنا ندرك ضخامة الدور الذي يقوم به ، وعظمة المسؤولية التي تقوم على كاهله ، فما هذه الألوف من أولادنا إلا غراس تعهدها المعلم بماء علمه فأينعت وأثمرت وفاضت علما ومعرفة وفضلا .
ويتحتم على الطلبة النظر بعين الاحترام والإجلال للمعلم ، وان نكون كالسلف الصالح في تعاملهم مع معلميهم ، فهذا الشافعي رحمه الله يقول : كنت أتصفح الورقة بين يدي مالك رحمه الله صفحا رفيقا هيبه له لئلا يسمع وقعها . وقال الربيع ( والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له . وقال بعض السلف : ( لا ينال العلم ولا ينتفع به إلا بتعظيم العلم وأهله وتعظيم الأستاذ وتوقيره) .
وحكي أن الخليفة هارون الرشيد بعث ابنه إلى الأصمعي ليعلمه العلم والأدب فرآه يوما يتوضأ ويغسل رجليه وابن الخليفة يصب الماء فعاتب الأصمعي في ذلك فقال إنما بعثته إليك لتعلمه العلم وتؤدبه فلماذا لم تأمره بأن يصب الماء بإحدى يديه ويغسل بالأخرى رجلك .
وقال علي رضي الله عنه من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحية وأن تجلس أمامه ولا تشير عنده بيدك ولا تعمدن بعينيك غيره ولا تسار في مجلسه ولا تشبع من طول صحبته فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء .
وكان بعضهم إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء وقال اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب بركة علمه عني . فالمعلم هو أمل الأمة ونبضها الدائم ، يستحق من الجميع التقدير ، أفرادا ومجتمعات وحكومات ، لكي يقوم بدوره خير قيام .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-11-2010 01:56 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |