06-11-2016 02:39 PM
بقلم : د. فيصل الغويين
غدا تصادف الذكرى السنوية الخامسة عشرة لوفاة قائد معركة الكرامة الفريق الركن مشهور حديثة الجازي. رحمه الله القائد العام الأسبق للقوات المسلحة الأردنية الباسلة، وقائد معركة الكرامة الخالدة، والتي سطّر بها جيشنا العربي الأبي أروع صور البطولة والفداء.
وكان لمعركة الكرامة في روح الفقيد وقع لا ينسى، كيف لا وهو الذي وقف مع الجند في الميدان، جنباً إلى جنب مع ثوار فلسطين يردون بعضًا من الاعتبار المهدور لكرامة الأمة، ويسجلون بدمائهم الطهورة أول ملحمة صمود وبطولة وأول انتصار عسكري على العدو، الذي لا يقهر، فتتحول الكرامة في وعي الفقيد ليس فقط إلى جسر للعودة والتحرير، بل وفي الموقع الأول إلى جسر التواصل والتودد بين أبناء الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني، ورافعة أساسية من روافع الوحدة الوطنية المقدسة.
ولد الجازي في مضارب قبيلة الحويطات، جنوب المملكة العام 1928، والتحق بقوة البادية في 28/ 6/ 1943، وفي العام 1946 التحق بجناح الثقافة بمركز العبدلي، واشترك بدورة تأهيل مرشحين العام 1947، وكان رقمه العسكري '505'، وبعد تخرجه التحق بكتيبة المشاة الثانية، وفي العام 1956 تولى قيادة كتيبة المدرعات الملكية الثانية، ليصبح أول قائد عربي لها. وفي العام 1962 أصبح أول قائد للواء المدرع 40، الذي قام هو بتشكيله.
تولى قيادة ما عرف بالجبهة الشرقية العام 1965، وبعيد نكسة حزيران 1967 كلّف بقيادة الفرقة الأولى، التي كان لها شرف مواجهة العدوان الصهيوني على الأردن، ورده على أعقابه، حيث كتب لها النصر في معركة الكرامة الخالدة، في 21 آذار 1968. عين نائباً لرئيس الأركان العام 1968. وفي العام 1970 تولى مهام قيادة الجيش العربي الأردني، برتبة فريق ركن، حيث قدم استقالته قبيل اندلاع أحداث أيلول العام 1970 المؤسفة.
كان للفريق الجازي اهتمامات بالشأن العام العربي والأردني، وكان في تفاعل دائم مع قضايا وطنه وأمته، تولى عدة مناصب فخرية وشعبية، منها الأمين العام المساعد لمؤتمر القوى الشعبية العربية في بغداد، والذي أنشئ بعيد العدوان الثلاثيني على العراق، حيث ساهم بشكل أساسي في محاولات كسر الحصار الجائر المفروض على العراق وليبيا.
وانتقل الفقيد إلى الرفيق الأعلى يوم السادس من تشرين الثاني العام 2001، وقد قام آل الفقيد بإصدار كتاب خاص لتوثيق ما نشر في الصحافة المحلية والعربية والعالمية عن الفقيد بعد رحيله.