06-11-2016 02:41 PM
بقلم : رجــا الــبـدور
لا تهمنا الشخوص كثيراً بقدر ما بهمنا إلى أين نتجه كنظام عربي بدولنا وشعوبنا ..
وهل نحن كعرب ننفذ بدون دراية كاملة ما سيحقق تقسيم بلادنا العربية والسيطرة على ثرواتها .. أم انه استسلام منا لهذا المخطط الدولي وان لا حل أمامنا يلوح بالأفق .
بالأمس المنظور تم الهجوم على العراق وتم الإطاحة بنظام صدام حسين وكل ذلك حدث بدعم عربي بامتياز وخاصة الخليجي وقد تم ..
ما النتيجة ؟ :
النتيجة كانت ظهور عدو اشد واخطر علينا فنظام صدام حسين كان بالإمكان احتوائه وكان الخلاف بيننا وبينه قومي ولكن بديله أليوم قتالنا معه اثني عقائدي ووجودي خطير جدا .. وقد كان نظام صدام يصده ويرده تماماً عنا من خلال البوابة الشرقية للوطن العربي وليس شبحياً ومخفياً على احد خطورة هذا المد العقائدي والعدائي على البلاد العربية وخاصة الخليجية منها .
الآن :
أرجو أن لا ترتكب الدول العربية وأيضا الخليجية منها والشقيقة السعودية تحديداً نفس الخطأ مع التعامل مع الملف السوري .. .
يجب أن نركز على أن الحل السلمي هو الحل الأمثل للملف السوري .. من يحكم سوريا بشار الأسد أو غيره هذا ما يقرره الشعب السوري ويجب أن لا نركز كثيراً عليه يجب أن نفهم ونتعلم من الدرس العراقي ونطبق ما نفهمه .. .
الكل يقول أن بقاء الأسد هو الذي سيؤدي إلى عملية تقسيم الدولة السورية وأنا أقول لك كمتابع للمشهد الإقليمي هذا كلام غير دقيق بل أن بقاء الأسد على سدة الحكم هو الذي سيمنع التقسيم نعم أنا اعلم انه موالي لأعداء الأمة ولكن ذلك مرحلي ومن الممكن جدا إعادته مستقبلا للحضن العربي .
على كل الأحوال وكيفما أدرنا القرص على النار تبقى كلفة كل ذلك مستقبلا اقل بكثير من الإطاحة به والدفع باتجاه التقسيم .. يجب أن يعي النظام العربي وخاصة الخليجي من أن ذهاب وتقسيم الدولة السورية يعني ذهاب دول أخرى والحبل على الجرار لن يتوقف .
أما من يقول أمريكا وأنها ستدافع عنا ولا داعي للخوف .. الخ .
أمريكا أخي العربي .. باعتك لأحضان الغير عندما باعت اكبر نظام عربي موالي لها .. نظام حسني مبارك .. وهذه مصالح تتلاقى وتتقاطع تبنى العلاقات الدولية عليها وليس على غيرها كما يتوهم البعض .
قد يكون بيع الموجودات القومية للدول والسيطرة على الأهرامات المالية هو حلا جزئيا لمسك زمام الأمور والمحافظة على السيادة بعد أن استشعر النظام العربي الخطر ... وهو ما نسميه نحن كشعوب وقواعد فساد ... ولكنه غير كافي وهو خطر بحد ذاته ولنا في ليبيا ونظام القذافي وسيطرته وكنز الثروات الليبية كاملة باسمه وأبنائه مما كان احد أهم الأسباب لمهاجمته ونهب كل هذه الثروات من الشعب الليبي الشقيق .
إذا أردنا أن نحافظ على تماسك الأوطان ... يجب أن نفهم قواعد اللعبة ... فبقاء نظام ظالم لشعبه ومتحالف مع أعداء الأمة ضدنا كما نعتقد هو أفضل بكثير جدا من الحشد ضده لإسقاطه ليحدث بعد ذلك الاستيلاء الكامل على الدولة السورية ومن ثم التفرغ والتوجه لدولنا .. ولنا في درس العراق اكبر شاهد وخير دليل .
بالطبع هذا رأي شخصي وليس رسمي .. منطلق من حبنا القومي والإسلامي لإخوتنا الخليجيين وخاصة جارتنا الشقيقة السعودية التي لم ولن نسمح لاحد أن يتجرأ عليها وأمنها من امن الأردن ... وان السعودية بشعبها وقيادتها هي العمق الاستراتيجي للأردن كما الأردن لها تماماً ويجب أن نتحد إلى حد الذوبان في بعضنا البعض وأنا أدعو إلى فتح الحدود السعودية الأردنية على مصرعيها وان تلغى تأشيرة الدخول بينهما وان تتوجه السعودية الشقيقة إلى السوق الأردني لتستثمر به وان تزيد المنح والقروض للأردن ليقوى اقتصاده بشكل يفهم منه العدو الواحد لهما إنهما قيادتان بشعب واحد هذا يجب أن يحدث سريعا جدا ومن ثم نتجه بمعنى أكبر إلى كونفدرالية تامة بين الدولتين ... مع إشراك جزئي لباقي الدول التي تدور في فلكنا إن كانت عربية أو دول عالمية كالصين وباكستان وغيرهما ...
هذا هو الحل ولا غير .. هذا هو المخطط الدولي لبلادنا ولشعوبنا العربية وأرجو أن لا يأتي اليوم الذي ينطبق علينا المثل العربي الشهير __ اكلت يوم اكل الثور الأبيض .
فهل تسارع السعودية والأردن إلى فعلها وبسرعة فالوقت يمضي ولا ينظر إلى الخلف وهو قطعاً وقولاً واحداً ليس في صالحنا ومصيرنا المشترك ابداً .