06-11-2016 02:55 PM
بقلم : عيسى محارب العجارمة
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدرة ننعى الى مقام جلالة القائد الاعلى سيد البلاد الملك عبدالله الثاني والشعب الاردني والجيش العربي وعطوفة رئيس الاركان اللواء محمود فريحات واسرة الفقيد ومحافظة البلقاء الشماءرحيل القامة العالية المشير الركن فتحي ابوطالب رئيس هيئة الاركان المشتركة الاسبق عليه رحمة الله .
صنع الراحل الكبير على عين الحسين العظيم وكان احد رجاله الصيد الغر الميامين وتولى امانة قيادة الجيش بعد سمو الامير زيد بن شاكر ، فشهد الربيع الاردني الحقيقي عام 1989 ودخلت فيالق الجيش العربي لمعان حينها من خلال لواء مدرع يقوده اللواء الركن فهد رويش عبدربه فاستقبلهم المعانية بالزغاريد والمناسف وزالت الغمة بفعل ابوية الحسين وحس القيادة المفرط لدى المشير ابي طالب وشجاعة فهد درويش ورفاقه ووفاء اهل معان مدينة الفتح الهاشمي النبوي الاول .
جاءت حرب الخليج الثانية ودخل صدام الكويت فوقعت الواقعة ، وسجل التاريخ للمشير ابي طالب موقفه العروبي المشرف بعدم دخول الحلف الثلاثيني العدواني بقيادة اميركاعلى شكل مشورة مهنية عسكرية احترافية قدمها المشير الكبير للحسين العظيم الذي سجل التاريخ بحروف من نور موقفه من العراق التي تكالبت عليها قوى الشر كالاكلة على قصعتها .
شاركنا في قيادة الفرقة الالية الرابعة الملكية في التمرين الدفاعي الاضخم بتاريخ الاردن خلال الفترة من الربع الاخير من عام1990 وحتى نهاية الربع الاول من العام الذي يليه وانفتحت الفرقة بكامل قطعاتها على طول الجبهة الاردنية الاسرائيلية المخصصة لنا وكانت مشاركة لواء الدفاع الجوي هي الاسخن والذي وضع تحت حالة التأهب القصوى خلال امطار صواريخ سكود العراقية لتل ابيب حيث كان الرد الاسرائيلي المتوقع عبر سلاحه الجوي المتفوق بضرب الاردن الهاشمي .
كان المشير ابي طالب حينها قائدا للجيش العربي وبلغت القلوب الحناجر وزارنا مرتين سمعت منه خلالهما كلاما اثلج صدري كما كل الحضور واولها في القيادة الحربية للفرقة تحت الارض بخمسة امتار بمكان ما من ارض اردن الحشد والرباط وكان يفصلني عن غرفة العمليات اقل من امتار قليلة بحكم عملي المقدس ، فجاء صوته قاصفا كالرعد :- قائد الكتيبة اللي بيتراجع عن نهر الاردن المقدس شبر واحد على مساعده ان يطخه بمسدسه ويستلم مكانه فورا على نظرية الجيش العراقي بمعركة الفاو .
المرة الثانية خلال اقل من شهر كان يتفقد خنادق احد الوية الاحتياط التابعة للفرقة بمرتفعات صياغة المطلة على الغور وفلسطين الغالية فقال لكبار الضباط :- الدبابة الامريكية التي تتفجر وتخرج من الخدمة رح اجيب لكم عشرة محلها من فرنسا وروسيا قاتلوا بضراوة وكان صوته كنذير جيش وهو يتكلم بدون ميكرفون فتكاد الارض تميد تحت اقدام القادة وكبار الضباط والجنود للمعنوية العالية التي بثها ذاك القائد البطل وعرفنا اصرار الحسين على تعيينه كل تلك المدة الطويلة بالغة الحلكة التي لم يشهد الاردن مثيلا لها بحجم الضغوطات والتحديات العسكرية من اسرائيل والغرب وجل العرب .
صمد الاردن واضطر للذهاب الى طاولة مدريد للمفاوضات لان الطرف المنتصر هو من يضع الشروط فغادر المشير البطل لان المرحلة مرحلة سلام والرجل رجل حرب لا اكثر ولا اقل فآثر الهدؤ والعزلة حتى لحق بالرفيق الاعلى راضيا مرضيا بجنة الخلد انشاء الله جنديا من من جنود الرسول مع رفاق الدرب والجهاد الحسين العظيم وابي شاكر وكل الابطال الراحلين ممن خدم بجيش الاردن العربي المجاهد.
الى جنان الخلد مع الشهداء والصديقين والابرار سيدي عطوفة المشير الركن فتحي ابو طالب ولا زال في الجعبة الكثير من الاسرار العسكرية الدفينة عن زمانك البهي وسأدفنها بقبرك وضريحك البهي فهذا ما يسمح به المقام من بسط في سيرتك الفذة يا بطل اخر من وطني الاردن الهاشمي العظيم .