06-11-2016 02:59 PM
بقلم : د. معن سعيد
آرثر جيمس بلفور زعيم حزب المحافظين لعشرين عاما .. صاحب الوعد المشهور بتاريخ 2 - 11 - 1917 إلى روتشيلد الصهيوني بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين إبان وجوده كوزير للخارجية في حكومة لويد جورج .
والأخ بلفور بالطبع يحافظ على عهوده ووعوده ولا يقبل أن ينكث وعدا قطعه على نفسه كاسكتلندي أصيل . فعمل هو وحكومته على إستجلاب اليهود المنبوذين المشردين في كافة أقطار العالم إلى أرض فلسطين الطاهرة لينجسوها .. ودعموا العصابات الصهيونية بالأسلحة وبقمع جميع حركات التحرر والإحتجاج الفلسطينية وبقرارات دوليه جائرة حتى إستطاعت بريطانيا أن تقدم " فلسطين " على طبق من ذهب لليهود الصهاينة .
بلفور كان رئيسا للوزراء في بريطانيا بين أعوام 1902 - 1905 ... ثم وزيرا للخارجية بين أعوام 1916 - 1919 حيث أصدر وعده المشوؤم بإسم حكومة " صاحبة الجلالة ملكة بريطانيا " وفي عام 1925 قرر زيارة فلسطين للمرة الأولى والأخيرة من أجل إفتتاح الجامعة العبرية هناك , فوصا مصر أولا عن طريق البحر وميناء الإسكندرية ثم القاهرة .. وهناك قامت الكثير من المظاهرات ضده وضد وعده المشووم , ثم إنتقل بالقطار إلى فلسطين حيث كانت تنتظره المظاهرات اليومية والإضرابات والإعتصامات ولكن بلا فائدة , وبدأ زيارته إلى فلسطين والتي إستمرت أسبوعان بزيارة مستعمرة إسرائلية إسمها "قارة " ثم بزيارة تل أبيب ثم يزيارات أخرى إلى منطق صهيونية ساعدت بريطانيا بإنشائها بقوة . وعند إفتتاح الجامعة العبرية شارك " أحمد لطفي السيد " مدير الجامعة المصرية بالإفتتاح مع وجود المعارضة الشعبية لهذه المشاركة , وقد أبدى ندمه بعد ذلك في المشاركة .
بلفور , غادر حيفا محطته الأخيرة في فلسطين متوجها إلى سوريا برا بالقطار , حيث كانت تنظره حشود الشعب من أجل البصق عليه .
بريطانيا جميعها مع ملكتها ووزير خارجيتها مسوؤلة أولا وأخيرا مسوؤلية مباشرة وحصرية عن مأساة الشعب الفلسطيني وسرقة وطنه .. ويجب على الفلسطينيين أن يعتبروا بريطانيا عدوهم الأول حتى تقوم بريطانيا بتعويض الفلسطينيين ماديا ومعنويا وتعتذر عما اقترفت يداها وتقوم بما يلزم لإعادة شعب فلسطين إلى وطنه .