حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,19 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 53732

الدكتور العلامة رحيل غرايبة

الدكتور العلامة رحيل غرايبة

الدكتور العلامة رحيل غرايبة

08-11-2016 04:30 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الزيود
انه بحق من مصابيح الدجى، وانه بحق يسبق زمانه في طرحه ويستشرف المستقبل ويشد الوثاق كي لا تسبح الأمور في المدار دون رؤية أو قرار ، انه من يضيء على مواطن الخلل التي شد عراها واحكم حياكتها، بدافع سوي ملأه الغيرة على الثوابت التي خبرها منذ نعومة أظفاره طالباً في المدارس والجامعات ..
هو صاحب التيسير لا التعسير، والدعوة والترغيب لا التنفير ..صاحب الفكر الوسطي والمنادي بالوسطية عندما كان العلماني والمدني والديني يخشى الخوض في هذا النهج المعتدل.. لجهل أو لخوف من المواجهة لعدم القناعة والتربية والقدرة والجرأة على الطرح.
ولم يكن هذا الذي نادى به منذ سنوات طوال اعتباطاً أو ارتباطاً بدنيا، ولا تقليداً أو تقلُدا أو سرحانا خلف الهوى، وإنما نهج يقوم على حقيقة الإسلام، كيف ولا وهو الذي يقول : " القداسة للنص الثابت في القرآن والسنة وما عدا ذلك يستوجب حتما عدم صبغ القداسة على الاجتهادات والفروع الفقهية، لأنها ظنية ولا تتسم بالقطع ولواقع يختلف من مرحلة إلى مرحلة ، ومن زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، بحسب مقتضيات تلك المرحلة، وبحسب ما يحيط بها من ظروف ومؤثرات، وبحسب قدرة البشر واستطاعتهم..ويثبت هذا وعلى سبيل الذكر لا الحصر فتوى الشيخ القرضاوي والتي تقول " يجوز لمن يسكن أوروبا أن يشتري بيتا عن طريق البنوك الغربية "
ومن ينقب في كتابات الدكتور رحيل الغرايبة يجد انه يحاول جاهدا التقريب بين الفرق والمذاهب والجماعات بل والعصور، ويشير إلى ضرورة الابتعاد عن الرذاذ الذي علق بالفهم للنصوص الثابتة وكدر صفو الأمة وأزاغ الأبصار والأجيال والهوية.
وبالعودة في ذاكرة الزمان حين كان بعض العلماء يرتقون المنابر ويجرون المنصوب وينصبون المجرور ويضعون الشدة على موضع السكون، كان الدكتور رحيل الغرايبة قد طرح ما تستجدي الأمة وقادة الفكر والرأي في هذه الأيام تطبيقه.
وبما أن ذاكرتنا ليست ذاكرة سمك، ولدينا القدرة على الربط بين ما فعله الآخرون في حقبة من زمن الكساد السياسي والذهني حين قام احدهم بحل المكتب السياسي الذي يديره الدكتور رحيل، والحجة أن لديه أفكاراً غريبة وطارئة تتمثل بالمناداة بالدولة المدنية المنضبطة والمتمسكة بالثوابت والمقدس.. ليعود هؤلاء الآن ويطرحون ما طرحه الدكتور قبل ما يقرب عقد من الزمن ..وعليه تجلت الحقيقة لمن يبحث عنها الآن ألا وهي أن هنالك من يعاني من قصور في الفهم أو أن هنالك من أدمن ترحيل مشاكله إلى الآخر، وهنالك من كان يشكو مظلوميته من الاستنزاف الذي يمارس عليه من قبل الدولة، وهذا ما قاموا به تماما اتجاه الدكتور ارحيل الغرايبة الذي يعد بحق عراب الفكر المستنير لدولة المواطنة والاعتدال.. وهاهي القوى الحزبية والسياسية والجماعات والأنظمة وعلى كامل رقعة الوطن العربي تنادي بما طرحه منذ زمن بعيد ..
لقد قدم التضحيات التي تعد في نظر من هو بقامته عوالق تذروها الرياح ولا تمكث في الأرض ؛ لزهده في الدنيا وترفعه عن ملذاتها.. لقد سحب جواز سفره في بواكير عمره ومنع من السفر، واعتقل أعقاب أحداث جامعة اليرموك، ولم يجد جامعة تحتضنه رغم نور فكره وغزارة إنتاجه وانتمائه لامته ووطنه وثوابتهما !!!
ومن جميل ما سمعت منه قوله " يقول أبو بكر وعمر وكل الصحابة الكبار: هذا جهدي واستطاعتي في إصابة الحق، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني. وبناء على ما سبق فإنه لا يجوز لأي مجموعة مهما وصفت نفسها من أوصاف وسمات التقوى، أن تدعي أن فهمها للنص ومحاولة تمثلها له أنه هو النص بذاته " ومما لفت انتباهي بعد قيادته لحزب المؤتمر الوطني "زمزم " وهو يردد القول المأثور " لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها "وبهذا نجد انه يطبق ما ينادي به على نفسه أولاً.. فهذا الرجل خرج من دائرة القول إلى دائرة الفعل والتطبيق، وبدأ بنفسه، ونجد انه وهو يعلم ذلك انه يبني مدرسة حضارية ملتزمة تصلح لكل زمان ومكان للأجيال القادمة قال تعالى " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "
ومن يود التعرف على منجزات وأبحاث وكتب فضيلة الدكتور ارحيل الغرايبة عليه العودة إلى موقع الويكبيديا حيث كان من الصعب نشر سيرته الحافلة بهذا المقال المقتضب.
ZIUD1@YAHOO.COM








طباعة
  • المشاهدات: 53732
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم