-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9744

هل هذه نهاية الكازينو الرأسمالي

هل هذه نهاية الكازينو الرأسمالي

هل هذه نهاية الكازينو الرأسمالي

11-10-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 بدأ بنبذة بسيطة جدا عن الرأسمالية ونشأتها التي لو نتطرق بالكلام عنها بشكل مفصل سنجد بأننا سنحتاج الى عشرات الآلاف بل ومئات الآلاف من الصفحات عن تارخها وحاضرها الأسود القبيح فقد بدأت الرأسمالية الحديثة تتشكل في القرن التاسع عشر كاستعمار حديث مستمد من تراكم الثروات ورأس المال وتطوير تقنيات السلاح والتقدم العلمي والصناعي وخلقت قادة مخلصين للرأسمالية العالمية محليا وخارجيا كوكلاء ممن الذين يحسنون الكلام والرطانة ويزكيهم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهم لا ينفكون يمتدحون مزايا التعددية التي يخلطون بينها وبين الديمقراطية وقوانين السوق العالمية المقدسة ولكنهم لم يقدموا لشعوبهم ودولهم غير الفقر والمآسي والديون. ومن هنا بدأت الدول الرأسمالية الاستعمارية بشن الجرائم الكبرى على مدى التاريخ بدءا من الاستعمار والاحتلال إلى الاستيلاء على ثروات الشعوب ومواردها، وأخيرا الهيمنة الثقافية والتنظيمية على الأنظمة السياسية والاقتصادية وأنماط الحياة والاستهلاك والاستملاك وسرقة الأراضي والموارد الطبيعية والقمع والنهب والربا والفساد من قبل الشركات الكبرى الغربية والأميركية أو متعددة الجنسيات أو من جانب متسلطين محليين عاملين في خدمتها واعتمدت هذه العصابة الدولية على تنظيم نمو الصناعة والتجارة التي يجب أن تلائمها وتصب أولا وأخيرا بأيدي الرأسمالية وتقوم بخدمتهم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والمنظمة العالمية للتجارة. حيث لم تصنع للعالم الثالث سوى فرض المبدأ الليبرالي عليه، وإذا كانت قد سمحت بنمو ثروات محلية فإنها لم تفعل أكثر من زيادة بؤس الشعوب ومن الوسائل الناجعة لتوسع الرأسمالية هي اصطناع الحروب ضد الدول التي لا تحترم المصالح الغربية أو تتمرد على الوصاية الأميركية على العالم وذلك لحماية مصالحها على طريقة المافيا فالرأسمالية أيضا ومن خلال سباق التسلح وصبغ العالم كله بالدم من خلال حروب وظفت نتائجها في السيطرة الرأسمالية وفتح أسواق جديدة ومجالات للشركات العملاقة فهي الصانع الرئيسي للا مساواة في نمط الحياة في البلدان الغنية كما في البلدان الفقيرة، وذلك نتيجة لتنظيم اقتصادي وسياسي لم يعد يعترف إلا بالقيم المتولدة من ضرورات هذه العولمة كأساس أخلاقي له فتلاشي الحدود بين الدول من حيث خصوصياتها الاقتصادية والفكرية والثقافية والاجتماعية ، واعتبار العالم قرية كونية صغيرة أمام الهيمنة الرأسمالية بكل ما في نظامها الاقتصادي من سوء وظلم وجشع واستغلال وما لأفكارها من هدم للمبادىء والأخلاق والقيم وخلقت قيم غير أخلاقية تتمثل بالاستغلال البشع والظلم والاحتكار والربا والقمار والجشع عبر ما يسمى العولمة التي هي وليدة الرأسمالية والتي هي قبل كل شيء عولمة الإفلاس الأخلاقي، ولم تكن في الحقيقة سوى إعادة البشرية إلى مصاف الحيوانات التي تلتهم بعضها بعضا أو تتجمع حول فريستها. فبعد أن جرت الرأسمالية الأمريكية اقتصاديات العالم معها باسم العولمة فقد جرتها معها أيضا الى أزمتها الكارثية ولم تسلم كل الدول التي لعبت في ملعب العولمة الأمريكية من كارثة النظام المالي الأمريكي والذي كانت دعايتها تبشر العالم بجنتها ولوزها وجوزها وما هي الا انظمة مادية جشعة غير إنسانية مجافية للفطرة ولأسس العدالة والقيم الأخلاقية وأن مآلهما الإندحار لا محالة ومن ويلات العولمة الرأسمالية في بلادنا العربية النصيب الكبير كانعدام المنافسة في صناعاتها ما أدى الى أن أغلقت مصانع وانتقلت أو هربت رؤوس الأموال العاملة في قطاع الإنتاج والخدمات إلى مناطق أكثر أمنا أو وضعت في البنوك بربح ثابت مما سبب التضخم وانهيار الاقتصاديات والعملات المحلية وتفشي البطالة والإجرام والفوضى وتراجع أرباح قطاعات صناعية كثيرة وسيطرت الاستثمارات الأجنبية على السوق وخاصة الشركات اليهودية والأمريكية حيث قامت حكوماتنا بفرض الضرائب المختلفة وزيادتها ومنها ضريبة المبيعات وذلك نتيجة انخفاض المخزون المالي الحكومي على أثر تخفيض الجمارك وخصخصة شركات القطاع العام وبيع المال العام بأبخس الأثمان وما زالت مستمرة سنويا بزيادة هذه الضرائب حتى تأتي على الأخضر واليابس من حصيلة عرق الناس . كما تخلت الحكومات عن القيام بتقديم الخدمات الصحية والتعليمية وتقديم الدعم على المواد الأساسية وإعانات الفقراء والمحتاجين والعاجزين بل قامت باقتراض المزيد بما في ذلك من أثقال كاهل الشعوب ورهن مقدراتها وإنتاجها القومي لتسديد هذه الديون أما الآن وبعد ازمة الرهن العقارى الامريكى التى ظهرت بوادرها عام 2006 ورغم التحذيرات من اقتصاديين كبار الا انهم اصموا آذانهم وسقطوافى2008 السقوط الذى سيتبعه نهايه الراسماليه المتبجحه حيث أن الدين الأمريكي الداخلى ضخم ومرعب واموال التأمينات ضاربوا بها اكثر من 2تريليون دولار اما قيمة مانهب للسياسة الامريكيه فيقرب من5 تريليون دولار فبدأت الآن مؤسساته تتهاوى كقطع الدومينو.. في أيام انهار القطاع العقاري ثم تبعته بنوك المال الاستثمارية ثم قطاع التأمين ثم القطاع الإقتصادي وأسواقه المالية بأكمله. وقد نسمع البعض سيدعي بأن الرأسمالية قد مرت في السابق ببعض الانهيارات الاقتصادية وستنمو مرة أخرى أو أن هذه الأزمة هي خطة مفتعلة ومدروسة قد يكون الهدف منها هو الابتزاز والسطو على أموال الغلابة النائمين أمثالنا العرب وممارسة الضغوط والابتزاز على الدول التي تملك فائض وأرصدة فأقول لنعود الى التاريخ قليلا ونتذكر سقوط الاشتراكية المادية ( الاشتراكية الماركسية ) ومن يعتقد بأن الرأسمالية وبسبب معركتها مع الاشتراكية هذه كانت سبب سقوطها فقد أخطأ وانما منافاتها للفطرة والعدالة وقيامها على فرضيات خاطئة بما فيها فرضياتها هي السبب وراء سقوطها وليس انتصار الرأسمالية على الاشتراكية المادية كما يدعون بوسائل اعلامهم المسموم وها هي الرأسمالية تسقط الآن وقدأحدثت شرخا عميقا في مستوى الثقة في النظام الرأسمالي، خاصة أنها أول ما ضربت أصابت الفرد والمجتمع الأمريكيين في الصميم، فلم يعد الفرد الأمريكي آمنا ولا المجتمع من نظام لطالما زعم أهله من ساسة ومفكرين أنه التعبير الأرقى عن الحلم الأمريكي الذي يجب تعميمه على كافة المجتمعات فها هي الآن وبعد انهيارها أيضا تتحيز للمؤسسات الرأسمالية الكبرى على حساب المواطن العادي.. فالدولة تنقذ هذه المؤسسات الكبرى بضخ مئات المليارات من أموال دافع الضرائب ويتحمل المواطن ما يترتب على ذلك من أزمات ومعاناة وهو غير مسؤول عن الأخطاء والتجاوزات التي ارتكبتها اداراتها الفاشلة والفاسدة وغير المسؤولة. فالوحشية الرأسمالية متمثلة بأمريكا التي وصلت إلى قمتها القائمة أساسا على جنون التعاملات الربوية التي بمقدورها أن تحقق انتصارات لفئات محدودة وكوارث للغالبية الساحقة من الناس حتى على حساب أهلها وقد تأكد ذلك خلال الحقبة القليلة الماضية من ثلة أتقنت لغة العجرفة والعنصرية والتهديد في الخطاب الفكري والسياسي الأمريكي الذي بات يتحدث عن صدام الحضارات وينتج حروبا أكثر مما ينتج اقتصادا قد بدأت تتهاوى وتسقط بالفخ التي نصبته فلم تبدأ بالسقوط اقتصاديا فقط بل وبدأت تسقط سياسيا وها هي خسرت وتخسر حلفائها التاريخيين وأقلها شعبيا حيث لوحظ أخيرا بأن كل مسؤول أمريكي يزور بلد ما في العالم ومنها الحليفة أوروبا تخرج المظاهرات بالشوارع مطالبين بخروج هذه الشخصيات البذيئة من بلادهم مما ارتكبته أياديهم الملطخة بالدماء من دمار للعالم أجمع كما ونلاحظ فقدان وزنها السياسي حيث قامت كثير من الدول بعدم الاكتراث بتعاليمهم ( السمحاء ) خاصة الحرب على الارهاب المزعوم والذي هو من صنعهم أصلا ونرى دول أمريكا اللاتينية قد تحالفت وقطعت علاقاتها بالشيطان الأكبر وطردوا سفرائهم من تلك البلاد واعادة كوريا الشمالية فتح معاملها النووية واعلان ايران ذلك وفك ارتباطات سياسية واقتصادية لدول أخرى معها وفك ارتباط عملات تلك الدول بالدولار وعدم قدرة أمريكا على مواجهة روسيا بالحرب الباردة الجديدة حيث باتت روسيا تتبجح على أمريكا بالعلن دون أدنى رد من الأخرى ولكن للأسف لم ندرك لغاية الآن أي رد فعل عربي يذكر فل هم ما زالوا نائمين بالعسل؟ لا أدري ولكن ما أدري به هو يجب على العالم العربي والاسلامي أن تتدارك تلك الأزمة وعدم الانخداع بأن تلك الأزمة قد تمر مرور الكرام وهذا النظام بات على سرير الانعاش لجسد على وشك الانهيار وليس الشفاء ويبدأوا باستعادة الثقة في منهجهم الحضاري القائم على القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية بدلاً من القيم المادية المحضة الآيلة للسقوط فما يجب عمله فورا هو عقد قمه لفك الارتباط الاقتصادي مع أمريكا فورا والاتجاه نحو دول أخرى كشرق آسيا وروسيا وأمريكا الجنوبية كالبرازيل والعمل على تكتل اقتصادي وسياسي عربي اسلامي هدفه النهوض بالأمة واحياء الاقتصاد الاسلامي وتطبيقها لأنها هي الوحيدة التي تحترم الخاص والعام ومن يحاول تخريب هذه القرارات فضحه أمام الأمة العربية والاسلامية وكفانا تشرذم وضعف فالرأسمالية أثبتت على مر السنين ما هي الا كازينو قمار وأنتم أدرى ما هي القمار ونتائجها








طباعة
  • المشاهدات: 9744
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-10-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم