12-11-2016 09:46 AM
بقلم : د . عيد ابورمان
لا أتوقع من نواب مجلس الأمة والذي لا يعرفون كيف أداء القسم ولا يعرفون قراءته بأن يدافعون عن رغيف الخبز للمواطن الأردني الذي انهكته الحكومات بفرض الضرائب بدولة جباية بدل أن تكون دولة عناية وللأسف ..
تلعثم عدد من النواب من الجدد والقدامى أثناء أدائهم اليمين الدستوري في أعقاب بدء الجلسة الأولى لمجلس الأمة الثامن عشر.
وأُجبر بعض النواب على إعادة اليمين الدستوري عدة مرات تلافيا لأخطاء وقعوا بها أثناء أدائهم له، وتركزت أخطاؤهم بكلمة " الموكولة " إذ ذكرها أحدهم بالمأكولة، ما أحدث موجة من الضحك تحت القبة.
وأثار تلعثم النواب بأداء اليمين الدستوري، موجة من السخرية والتعليقات الناقدة من قبل النواب الآخرين .
وبالرغم من عدد الكلمات المحدود لنص اليمين الدستوري، غير أن عددا من النواب أخفقوا في حفظه وبعضهم قرأوه مكتوبا والبعض الآخر حاول الظهور بمظهر الحافظ لليمين، وقع في أخطاء لا تغتفر أثناء أدائه.
اين ذهبت مليارات الدولارات التي دخلت الاردن بسبب الحروب بالدول المجاورة واين مليارات الدولات التي دخلت بأسم الإستثمار واين مليارات الدولارات التي اخذتها الحكومة بعد ان باعت مقدرات الوطن بأسم الخصخصة وأين وأين وللشعب الحق الكامل بمعرفة اين ذهبت وللاسف الدين العام زاد اضعاف الأضعاف ووصلنا لمرحلة وقريباً جدا ستعلن الدولة الاردنية افلاسها وعندها اصحاب الثروات ستغادر الوطن ونبقى نحن من سقينا الارض دماً وبأرواحنا نحمي الوطن ..
حكومتنا تكون قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء اذا رفعت الدعم عن رغيف الخبز ولن تضحك علينا بالوسائل البديلة مثل البطاقة الذكية او دفع مبلغ معين وكل هذا ابر مخدرة وبعد فترة تلغيه بعد أن نكون تعودنا على الغلاء .
لرغيف الخبز من دلالات مهمة في الأديان والأدب، فلهذا الرغيف قدسية، ما زالت حاضرة في "مثيلوجيا الشعوب"، وفي ثقافاتها الحية، والإقتراب منه أمر جلل، لأنه يعني الإقتراب من المقدس، و أو من الحياة نفسها، فحذار يا حكومة النسور من الدخول إلى عش الدبابير، بالإقتراب من خبزنا كفاف يومنا .
والى متى يا حكومة الملقي ولا نسمع منكم سوى تصريحات نارية مثل حكومة النسور وغيره وذلك بدعم المواد الاساسية وتحسين ظروف المواطن والتي تحسنت كثيراً ولم يبقى عليه سوى الشحاته امام ابواب المساجد بدلاً من تأدية فرائض الصلاة فيه والأن جاء دور الخبز وكثير من العائلات الفقير لا تأكل غير خبز وشاي ولا تأكل خبز مستورد يوميا من فرنسا . هذا في الوقت الذي تزداد فيه الأسعار تزايداً متصاعداً بلا رحمة في ظل تدني الأجور وتفشي البطالة والتضخم الذي يزداد يوماً بعد يوم ومدى القوى الشرائية للدينار الأردني والتي تراجعت بشكل خيالي , وهل سيتحرر الدينار الأردني من ربطه بالدولار ويكون ارتباطه بسلة العملات الأخرى .
وندرك جيداً بأن المسكنات لا ولن تجدي نفعا بعد اليوم ومشاكل أمراض الأبقار والطيور والخنازير وخسائر البورصات وإرتفاع اسعار العقارات والشقق السكنيه وكل ذلك أصبح ماضي , وأصبحنا نفكر في لقمة العيش والتي أصبحت صعبة مع اننا نحصل على رواتب جراء عملنا , وهذا أفضل وأكرم من الشحاته .
وهل حقيقة بأن موارد الدولة لا تكفينا رغم اننا لا نتعدى 5- 6 ملايين نسمة وحقيقة تجد هذا العدد في شارع من شوارع الصين أو مصر . وطبعا نحن لا ننسى بأن الأجواء السياسية الملبده والتداعيات التي تعصف بالمنطقة والتي لا تبشر بالخير وتغتال الفرح كل يوم من قلوب الأردنيون وغيرها , ومع ذلك هذه الأجواء الملبده دائماً وأبداً نحن المستفدين منها ولكن كمواطن استفدت التالي غلاء الأراضي والشقق وتكاليف الحياة عامه وكان الأجدر أن تكون العمليه عكسيه تماماً .
وأخيرا لا خير في امة لا تأكل مما تزرع او تربي وكفانا مما نأكل من خضروات وفواكه مستورده ولحوم لا نعرف أصلها ودواجن لا نعرف من أي الدول تأتي وشعبنا تعب كثيرا ولم يبقى شيء . ولولا تدخل سيد البلاد الملك عبد الله الثاني حفظه الله وأبقاه ذخرا وسندا لنا وكما عودونا بكرمهم وحسن تعاملهم مع الأوضاع لكان هناك فقر أكثر وأكثر ويبقى الشعب بواد والحكومة بواد .