01-12-2010 12:39 PM
اجتمع ثلاثة اصدقاء في منزل احدهم ودار بينهم حديث طويل تناول مختلف المواضيع حتى وصل الحديث الى مسألة الكذب واسباب انتشاره بشكل كبير سواء كان مقصودا ام غير مقصودا كبيرا او صغيرا.
وتقدم احدهم باقتراح على شكل مسابقة تجري بينهم الثلاثة وتتلخص المسابقة بالصمود ل48 ساعة بدون كذب حتى لو كان صغيرا او زلة لسان وكان الامر يبدو بسيطا ولكن النتيجة كانت ان فشل الثلاثة بالصمود 24 وليس 48 ساعة بدون كذب .
فكرت طويلا بالموضوع وتأملت ما يحدث حولي فوصلت الى شبه اقتناع ان الكل يكذب والذي يقول انا لا اكذب فقوله هذا بحد ذاته كذب .
الكذب انواع واشكال متعددة فهناك الكذب للمجاملة والكذب للتخلص من موقف معين والكذب للحصول على شيء ما .
وفي حديثنا عن الغير وفي البيع والشراء وفي القاء النكت وفي كلمات الاغاني والاناشيد وفي وسائل الاعلام وحتى في الحروب والاعتداء على الغير كما تفعل امريكا والعدو الصهيوني وهم اكبر الكذابين على مر العصور .
اما في السياسة فالكذب شائع جدا بل يعتبره البعض فنا من فنون السياسة وحتى نصل الى الكذب على النفس وهناك فعلا من يكذب على نفسه فيطن نفسه كبيرا او صغيرا ويظل يكذب حتى يصدق الكذب ولكن الامر المفجع هو وصول بعض الكذابين الى مراكز مرموقة وممارستهم الكذب قولا وفعلا ثم يصفق ويهلل لهم المنافقون وبعض الساذجين واحد هؤلاء قرر التوقف عن الكذب ليوم واحد فقط سماه اجازة عن الكذب فرأى نفسه حتى وهو نائم يكذب بالحلم ترى ما هو موقع اهل الصدق والاخلاص اليوم في الوطن العربي؟ وكيف تنقلب الامور هكذا راسا على عقب ؟
وحتى الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن الكذب بقوله (ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة وان الرجل ليصدق حتى يكون صديقا ،وان الكذب يهدي الى الفجور ، وان الفجور يهدي الى النار ، وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا) صدق رسول الله.
في النهاية اقترح على من يقرأ كلماتي هذه ان يحاول الصمود 48 ساعة بدون كذب من اي نوع وهذا ليس سهلا بل هو صعب جدا ويكشف الى اي مدى وصل بنا الحال.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-12-2010 12:39 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |