01-12-2010 05:11 PM
بعد فترة غياب عن قريتي بحكم العمل الذي لا يجعلني دائم التواجد مما أدى إلى أن يصبح وجودي في الباص الذي يقل المواطنين من القرية بإتجاه المدينة أمراً مستغرباً وليس طبيعياً خصوصاً لدى كبار السن الذين لا يعرفون ما هية الشخص الجديد وهو ليس مًحفوظاً في ذاكرتهم الحافلة بالأسماء والأحداث .
ركبت الباص في اليوم الأول قائلاً السلام عليكم فرد معظم الركاب التحية وبعد أن جلست في مقعدي في الخلف لفت إنتباهي رجل كبير السن يجلس في الأمام حيث أستدار للخلف ونظر إلي محاولاً التعرف إلى شخصي وأخاله قال في نفسه ( والله عدم فلان الفلاني معقول إبنه هاظ ) ثم عاد للإعتدال في جلسته وبدأ بالحوار مع الشخص الجالس بجانبه ليستديرهو الآخر ناظراً إلي بذات الكيفية ليعودا للحوار فيما بينهما .
في اليوم الثاني عند ركوبي الباص كان ذات الشخصين في ذات المقعد بينما لم تسنح لي الفرصة للجلوس في الخلف كما في اليوم السابق وإنما جلست خلفهما مباشرة ً ليبدأ أحدهما بتوجيه السؤال لي : - عمو إنت إبن لمين ؟؟؟؟؟
أجبته إبن فلان إبن فلان بذكر الأب والجد طبعاً .
ليبدأعندها الحوار من طرف واحد بالتأكيد ويبدأ الإستماع مني بالتأكيد كذلك ويقول لي :- ماشاء الله والله ما عرفتك ( يقولها بطريقة تشعرني أن عدم معرفته لي يشكل خطراً على المجتمع ) ويبدأ بذكر علاقته سالفة الذكر مع جدي رحمه الله ويعود بالذاكرة سنوات وسنوات بذكر بعض الأحداث القديمة ( بكل قلب طيب ) ثم وعلى حين غرة يبدأ بتوجيه سيل من الأسئلة نحوي ( بعض الأحيان لم يكن ينتظر الإجابة )
الأسئلة تخص المواضيع التالية :- العمر , المؤهل العلمي , مكان العمل , الدخل الشهري , ترتيبي بين الأشقاء , الحالة الإجتماعية ( متزوج أم لا ) مع توجيه بعض عبارات العتب ومدح الزواج عند تلقي الإجابة بكوني أعزب
, والجميل في الموضوع أني أحس بشغف شديد للإجابة يقابله تركيز وإنصات للمعلومات من قبله ولن يتوقف الحوار المتبادل في بعض الأحيان والفردي في كثير من الأحيان حتى يتوقف الباص واصلاً بنا حيث نريد وأخال نفسي وضعت بين يديه وألقيت على مسامعه السيرة الذاتية كاملة شاملة دونما نقصان حتى يتوقف الباص أتركه مودعاًعلى أمل اللقاء وأذهب لوجهتي مستبشراً الخير.
لقد عشت في المدينة وعشت في القرية وأقول لكم أن الأقارب والزراعة والطبيعة الخلابة والتواصل الإجتماعي وغيرها من الميزات تحظى بها المجتمعات القروية وتتميز بها عن المدن ولكن الفضول وحب الإستطلاع صفة ملازمة للقرى والمجتمعات القروية لن تنتهي أبداً ولا أقصد هنا ما ذكرته أعلاه حيث كان التعارف شرفاً لي وخاصة من أشخاص كبار السن تعبوا لنرتاح وافنوا شبابهم ليرونا شباباً قادرين على خدمة أنفسنا بأنفسنا رجالاً أبناء رجال , وإنما ما أقصده هو الفضول وحب الإستطلاع الذي يتجاوز حدوده أحياناً بشكل واضح للعيان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-12-2010 05:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |