17-11-2016 09:40 AM
بقلم : محمد ابو صقري
ذات يوم كنت اتجول حول منزلي، فإذا بشاحنة صغيرة تتوقف على بعد امتار من سور منزلي، ينزل منها صبي لم يتجاوز العاشرة من العمر، وينطلق مسرعًا نحو شجرة ليمون تدلت بعض اغصانها خارج سور منزلي، ويبدأ الطفل بقطع ثمر الليمون من على الشجرة بطريقة تشير الى خِبرته في هذا المجال، اقتربت من الشجرة وقلت له: ماذا تفعل يا بني؟
تفاجأ الصبي فولى هاربا باتجاه والده الذي كان قد نزل من السيارة ينتظر ولده وقد عاد بعجل سمين، وعندما وصل الصبي الى والده اعطاه ما استطاع قطعه من حبات الليمون، فتناولها الوالد وكأن شيئا لم يكن، عندها قلت للوالد: أما كان بإمكانك أن تدق الباب وتطلب ما تشاء بدلا من ان تغامر بمستقبل هذا الصبي الذي سيصبح لصاً محترفا إن تكرر هذا الفعل، وأظنه قد تكرر؟
ظل الوالد صامتا لم ينبس ببنت شفة، ولم يظهر عليه اي علامة توحي بأنه يشعر بالذنب أو حتى الأسف لقيامه بهذا الفعل، وبدلاً من أن يعتذر أو يبرر فعله المشين هذا، أدار ظهره وهمَّ بركوب الشاحنة، فناديت عليه وطلبت منه أن ينتظر.
قطفت عددا من حبات الليمون وناديت على الصبي فجاء مسرعاً، اعطيته حبات الليمون وعاد الى والده الذي أخذها دون ان يقول شيئا، ركب سيارته وبجانبه ذلك الصبي وانطلق مسرعاً.
تخيلت هذا الصبي وهو يقبع خلف القضبان عندما يصبح شاباً، تخيلته يصرخ ويقول: لستُ انا اللص، لستُ المجرم.