بقلم :
تعد المفاهيم الاجتماعية لأي مجتمع من المجتمعات عنصرا هاما من عناصر ثقافة المجتمع التي تكوّن شخصيات افراده ، وتتكون المفاهيم عبر تراكم الخبرات الاجتماعية والثقافية ، وغالبا ما يمكن تصنيف هذه المفاهيم إلى صنفين هما : المفاهيم الاجتماعية السليمة التي تستند إلى ثوابت الثقافة العربية والإسلامية ، والمفاهيم الاجتماعية الخاطئة التي توارثها المجتمع أو اكتسبها عبر الممارسات السلوكية اليومية في الحياة الاجتماعية .
وفي تقديري المتواضع أن المفاهيم الاجتماعية السليمة من عوامل نهضة المجتمع وتطوره ، وأن المفاهيم الاجتماعية الخاطئة من معيقات النهضة والتقدم ، وقد توارث مجتمعنا عبر سنوات عدة العديد من المفاهيم الخاطئة التي اعاقت تطوره في مجالاته الاجتماعية والثقافية والعلمية .
فمن الشواهد على المفاهيم الاجتماعية الخاطئة النظرة إلى نوع التعليم ، فغالبا ما ينظر إلى التعليم المهني نظرة دونية ، وترتب على ذلك "ثقافة العيب " واثرها على مفاهيم العمل والانتاج ، وترتب عليها الحجم الهائل من البطالة في التخصصات النظرية ، وبسبب هذه النظرة الخاطئة تنافس ابناء المجتمع على تخصصات تظهرهم بمظهر اجتماعي مقبول ، وبالمقابل تراجع حال المجتمع في مجالات الزراعة والصناعة والحرف اليدوية .
ولدينا الكثير المفاهيم الخاطئة كمفهوم حب المظاهر الاجتماعية ، وما يرافقه من اسراف وتبذير ، ومفهوم "عد رجالك وارد الماء" ببعده السلبي ، ومفهوم " معك قرش تساوى قرس " بما يعزز المفاهيم المادية ، ومفهوم "الخاوة " في الانتخابات ، وفي الأسواق.
وعشرات المفاهيم التي تتعارض مع القيم وتماسك النسيج الاجتماعي كمفهوم " أنا واخوى على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب " ومفهوم " التجارة بدها شطارة " بغض النظر عن الحلال والحرام ، ومفهوم المركز الاجتماعي المرتبط بالمظاهر من العمارة والمؤهل والوظيفة دون النظر إلى الخلق والجدارة ، ومفهوم" الموت مع الجماعة رحمة" دون النظر إلى نوع الجماعة من حيث الحق والباطل ، ومفهوم "ربيع النفس هواها" دون النظر إلى موافقة هذا الهوى للحق ، ومفهوم "إذا أنجن ربعك ما ينفعك عقلك " بما فيه من دعوة إلى التخاذل عن نصرة الخير والحق ، ومفهوم " صاحب العقل تعبان " بما فيه من إلى التخلي عن التفكير الإيجابي ، والمطلوب التخلي عن المفاهيم الاجتماعية الخاطئة التي تعيق حركة الخير والعلم والفعل الإيجابي .