بقلم : هاشم الخالدي

سأكتب هذه المره بعيداً عن السياسة ومناقشات الثقه للنواب التي يغص بها المجتمع هذه الايام في متابعة هذه الجعجعة التي لن تنتج طحيناً ابداً.


سأروي حكاية مكالمة غاضبه تحمل في طياتها غصه وطنيه لاحد ابناء الوطن المخلصين فقد تلقيت صباح هذااليوم مكالمه هاتفيه من صديق عزيز مقيم في ميونخ (المانيا) ، كان يتولى منصباً رفيعاً في الامن العام وبرتبه لواء متقاعد.


اعتقدت في البدايه ان مشكلة ما حدثت للرجل لان طريقة كلامه و الغصة التي يتحدث بها توحي بأن الرجل يتكلم بحرقه على شيء ما.


قلت له : خير يا باشا شو في ؟

قال : انا الان وكما تعرف مقيم في ميونخ واخاف على بلدي ووطني وتتملكني غصة كلما شعرت ان حق بلدي مهضوم؟


تابع : حاولت الاتصال مع دولة الرئيس ومع عدد من المسؤولين لكن دون فائدة ؟؟

استغربت حديث الرجل فطلبت منه مزيداً من التوضيح
؟؟

قال : قبل ايام كنت اجلس مع عائلات المانية و تحدثت معهم عن الاردن وعن جمال الاردن وعن العقبه وبحرها الدافئ - عن البتراء الورديه - عن عجلون الساحره ، عن جرش الاثريه ، عن الاغوار - عن كل مناطقنا الجميله حيث ابدى هؤلاء اعجاباً شديداً بما قلت و خططت (12) عائله المانيه لزيارة الاردن في الصيف المقبل.


قلت لهم والكلام للباشا - الاردن ليس كما تعتقدون او يصور لكم الاعلام الاجنبي انه من ضمن المناطق الملتهبة ... الاردن بلد الامن والامان والدفئ والاطمئنان .


قال لي وبحرقة كبيرة: تخيل يا استاذ هاشم _ اذهب في كل مره الى المكاتب السياحية في برلين ميونخ وشتوت غارت فاجد بروشورات لتونس وتركيا وسيريلانكا والمغرب وغيرها ولا اجد بروشور واحد عن الاردن.. أليست تلك مصيبه !!!


يتابع : اين هي هيئة تنشيط السياحه التي تصب كل اموالها على اعلانات لا يشاهدها الغرب ولا يهتم لوجودها ، ؟؟؟؟.

اين هي وزارة السياحه؟؟؟

اين هم المسؤولين الاردنيين من هذه الكارثة , الا يفترض ان يستثمر الاردن وجوده الامن ليروج لبلد يوجد به كل هذه المقدرات السياحيه حتى يستطيع تحويل المنتج السياحي الى بترول وطني ؟؟.


للأمانه فقد قلت للباشا بعد تلك المكالمه : حرقت دمي والله يا باشا بكلماتك واعلم ان كل كلمه تحدثث بها كانت نابعة من حرقتك وحبك وغيرتك عن الاردن ، وهانذا اضع هذه الرسالة امام دولة الرئيس وامام وزير السياحه التي اكرمتها الحكومه بتلفون ايفون ورقم مميز لتلتفت الى هذه الكارثة المغيبه عن الجميع والتي لا يعرف عنها سوى سفرائنا المواطنين والمغتربين الذين يمتلىء قلبهم بحب الوطن مجاناً ويعبر عن داخلهم اكثر بالف الف مره من سفير يتقاضى الاف الدنانير ليمثل وطنه هنا وهناك.

اعلم يا دولة الرئيس انك تعلم حجم العجز والشلل الذي يضرب وزارة السياحه وهئية تنشيط السياحة فهل نرى لك خطوة في هذا الاتجاه ، ام ان هذه الرساله الوطنيه التي تحدث بها الباشا الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفاً من ان يقال بان له مطالب وطموحات سياسية ستذهب الى الهباء.
اترك لكم دولة الرئيس التصرف ودمتم
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com