24-11-2016 04:43 PM
بقلم :
ولأننا في بلد ديموقراطي يستطيع فيها النائب أن يخيف رئيس وزرائها من النار ولأننا جميعا نتقبل الرأي والرأي الآخر فسأكتب بشفافية أيضا.
وأقول بداية أنه لم يكن خفيا على أحد أن المجلس الثامن عشر قد يسجل امتياز المجلس الأكثر ضعفا في تاريخ الأردن لأسباب لا مجال لذكرها، غير أن هذا الضعف كان قد جمله النائب محمد نوح القضاة، وهو شخصية لها محبوها ومؤيدوها غير أنني لست منهم، وقد لاحظت كم الزخم الذي عجت به مواقع التواصل في الحديث عن كلمته، ولأنني لا أتابع أداء المجلس ولا أنتظر منه خيرا، فقد اضطررت لمشاهدتها والاستماع لما تحدث به عبر اليوتيوب، لعله يكون فعليا قد حدث بما أرغب في التحدث به، أو أرى في ملامحه أو عباراته ما يجعلني اؤمن أن ثمة نائب أصيب باكتئاب الشعب الأردني حقيقة وليس تمثيلا، أو على الأقل نائب يقترح حلولا عملية للحد من كل هذا الخراب الاقتصادي والاجتماعي.
استمعت وحاولت أن أكون كبقية الناس، "اسمع واستمتع"، غير أنني لم أجد ما يقنعني كمواطنة، لم أجد أي طرح، والنقد الذي أبداه يعرفه الصغير قبل الكبير في مجتمعنا، من منا لا يعرف تغول الحكومات وإفقارها للشعب؟
لكن ما لفتني فعليا وأنا أعرف جيدا أن الدور المسند إليه جاء للتنفيس عن الشعب، وشعبنا فعليا"مسكين" تؤثر به الكلمة، ولا ينتظر فعلا بل بالعكس يكتفي بالكلمات ويرددها وتنسيه الواقع المعاش وتنسيه بقية الأخوة زملاء النائب، ما لفتني هو أنه برغم كل هذا التصفيق الشعبي لم يطرح أي حل عملي واتجه إلى الدين في مقولته لرئيس الوزراء أنه سيندم يوم القيامة، وأنها قد تكون اليوم أو غدا، هو استخدم الدين ليس فقط لدغدغة مشاعر العامة وإنما يكون استخدام الدين في هذا المقام بمثابة تخدير، وعليه انتظر ايها الشعب الصبور يوم القيامة، ما ذكره يصلح لأن يكون خطبة جمعة أو خطبة دينية لكنها على الإطلاق لا تناسب كلمة مجلس نواب ومناقشة ثقة أو سياسات، فالشعب قد يموت ألف مرة قبل يوم القيامة، والله سبحانه وتعالى طلب منا أن نقاوم الظلم إن كان ظلما بالفعل لا باللسان وبالخطط لا بالخطابات، وبالعقل وليس عن طريق تجييش المشاعر لتتوجه في جلها نحو محبة شخص معين متناسين أحد أهم أسباب خلافتنا في الأرض وهي الإعمار، ولم يكن يوما الإعمار كلمات تعزف على وتر المشاعر.
وعزيزي معالي محمد نوح لتتقبل انتقادي وقرائتي لكلمتك تماما كما تقبل منك رئيس الوزراء وعيدك إياه بيوم القيامة .
أما النائب/ة المرأة التي ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي تطلب من زميلتها" طبخة ملوخية ناشفة" فباعتقادي أن مثل هذه القصاصات متعمدة، وأيضا لتخدير شعب مخدر أصلا وتشتيت انتباهه نحو سخافات، كان رد تلك النائبة مقتضبا وكل ما قالته أنها فوجئت بقصاصة الورق ولم تكتبها، وأنا على يقين بأنها لم تكتبها لسبب بسيط أننا لسنا في وقت "الملوخية الناشفة" وكان أولى بمن تعمدوا دسها مراعاة التوقيت، الموضوع بدا سخيفا لكنه من وجهة نظر نسوية وإنسانية يجب أن لا يمر مرور الكرام فهو على الرغم من بساطته الظاهرية إلا أنه فيه إهانة للنساء والنساء البرلمانيات، وليس دفاعا عنها أو عن غيرها فهذا المجلس بشقيه الذكوري والأنثوي من أضعف ما تم اختياره، غير أن هذا الضعف لا يجب أن يلصق بجنس دون آخر، وكم من نائب ذكر يمثل الشعب وكبرى اهتماماته صحن" الملوخية" مطبوخا؟
وعزيزتي النائب/ة كان يجب ان يتخذ ردك منحى التحقيق، من وضعها ولماذا؟ ولماذا يتم تجاوز الموضوع من قبلك بالبساطة التي تم تناول الموضوع بها؟ نحن النساء لا نرضى إلا أن يكون حتى الانتقاد السلبي فيه عدل بين الذكور والنساء