28-11-2016 11:20 AM
بقلم : فراس الطلافحة
كنت قد تابعت مباراة المنتخب الأردني لكرة القدم مع منتخب الأرغواي في عام 2013 والتي تفوق بها منتخب الأرغواي بخمسة أهداف مقابل لاشيء في مزرعة صديق لي وكان من بيننا نحن المتابعين لاعب منتخب أردني سابق وكان رئيسه في يوم من الأيام وكانت قلوبنا جميعاً مع المنتخب الأردني , ما لفت نظري هو اللاعب السابق والذي أخذ يُحلل ويبدي توجيهاته وخبرته ويستنكر فعل اللاعبين والفرص التي كانوا يفشلون بتحقيق أهداف من خلالها .
أستفزني بِكثرة تدخله وتنظيراته فقمت بسؤاله : لو كنت في الملعب الآن هل سَتُغير في النتيجه شيء ...؟ ليصمت بعدها ولم يستطيع الرد ولشعوري بأنني أحرجته بسؤالي أخبرته أن المشاهد يستطيع أن يرى الصوره أوضح ممن هم داخل الملعب لذلك أنت رأيت بعين المشاهد لا اللاعب نقاط الضعف والقوه التي يمكن إستغلالها وإحراز أهداف منها .
ما ينطبق على صديقي لاعب المنتخب السايق ينطبق على من تركوا العمل العام رَغماً عنهم من رؤساء وزارات ووزراء ومسؤولين ونواب حيث لا يخلو كل يوم من تصريح لأحدهم ينتقد فيه سياسة من هم في السلطه الآن وعلى رأس عملهم فتجدهم يدلون بآرائهم وبتوجيهاتهم وبإنتقاداتهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع فقط هي للفت الانظار أنهم مازالوا موجودين ومن الممكن أن يغيروا شيء في السياسه العامه ويُحدثوا تغيرات إن تم إعادة تكليفهم بمنصب ما .
عشرات المقالات من الكتاب والصحفيين أطالعها كل يوم منها الغث ومنها السمين ومنها ما يحمل المديح الكاذب والإطراء المبطن للحصول على مكاسب شخصيه ومنها ما يحوي على الإنتقاد الإيجابي الذي يحمل هماً وطنياً وفيها بعض التوجيهات التي ربما تُحدث تغييراً في أسلوب وإدارة الوزارات والمؤسسات لأن مثل هؤلاء الكتاب والصحفيين الصادقين يرون يعين المشاهد البعيد عن مشاكل العمل وظروفه فيشاهدون المشهد من الأعلى وتكون الصوره أوضح لهم .
ما أتمناه أن يرى هؤلاء الوزراء والمسؤولين كل منهم في وزارته ومؤسسته وما يقوم به فيها من إجراءات وإتخاذ القرارات بعين المشاهد وأن يأخذوا رأي الصادقين وممن يخافون الله في وطنهم من الكُتاب والصحفيين والتي تَصُب في مصلحة الوطن والمواطن وأن لا يطربوا لكلمات الأذناب ولا المتملقون والاوغاد المتسلقون الذي سيصورون لهم أنهم عاصمة الله في الأرض وما يقومون به هو ما يجب أن يكون وذلك قبل أن يعودوا لمنازلهم ويتسيدوا منصات التنظير والتوجيه من بعيد .