بقلم :

محمّد ،، أوجعتنا في حضورك وأوجعتنا في رحيلك،،، .. أوجعتنا يا محمّد!! لم يكن هذا مقرراً! ولا متفقاً عليه! كيف تموتُ الآن؟ فأنت، لا يليقُ بك هذا الرحيل التقليدي؟ أنت أكبرُ من هذا الموت العادي الذي يتكرر كثيراً هذه الأيام! لا يليق بك أن تموت في مستشفى ؟ ولا ينبغي لجسدك أن يوضع في الثلاجة؟ هذا مخالفٌ لكل التوقعات الكبيرة، وهذا المشهد- تحديداً- لم يكن موجوداً في النص الكبير الذي تمثله حياتك! فلماذا قبلت بالدور الذي لا يناسبك؟ فأنت تحتاج وفاةً عبثية! موتاً مجنوناً غير متوقع! طريقة غير مألوفة في الرحيل! كيف تموت الآن؟ هل تحررت بغداد؟ أم هل عادت فلسطين؟ أم ترانا نعيش ترفاً - لا نستطيعه- في حياة غدت تفقد كثيراً من أجمل ما فيها؟ أم هل وجدت عروساً فآثرت السكن إليها؟! اعترف أيها الشقي! لا وقت للمزاح يا محمّد، فأفق مما أنت فيه! لا وقت لدينا للعبث وإضاعة الوقت، أمامنا سفر شاق وحياة "بائسة" وعلينا المضي فيهما دون هواده! ومزاحك هذا جاء في الوقت الصعب الذي لا يمكننا تعويضه قم يا رجُل! لا وقت للبكاء ولا وقت للحزن ولا وقت لمناجزة الغياب وتقبل العزاء! قم يا رجُل! يا رجُل... عبدالناصر...