01-12-2016 10:54 AM
بقلم : تمارا الدراوشه
اجتازت الحكومة بنجاح مارثون خطابات النواب ، وحصدت الثقة وسط توقع الكثيرين بذلك ، حتى أن التوقعات كانت أن تنال الحكومة الثقة بنسبة اعلى من النسبة التي حصلت عليها ، فمبروك للحكومة ثقة النواب الذين منحوها بشكل خالف التوقعات خصوصاَ عند سماع خطاباتهم والتي ذكرتنا بالمثل القديم الذي قال ( اشبعتهم شتما وفازوا بالإبل ) .
أما وإن حصلت الحكومة على الثقة ، فإن المطلوب منها الكثير خصوصاً في ضل الظروف الصعبة التي يمر بها اقتصاد الوطن ، وضنك العيش الذي يمارسه المواطن صباح مساء .
اعتقد وغيري الكثيرين ، بأن أولى أولويات الحكومة هو وضع استراتيجية قابلة للتنفيذ تعالج مشكلتي الفقر والبطالة ، على ان تكون قصيرة الأمد وسريعة النتائج حتى يلمس المواطن الجدية في معالجة أهم القضايا التي تمسه والتي يتفرع عنها مشاكل عديدة مثل انتشار المخدرات بمختلف اشكالها ، وفقدان القيم الحقيقية التي يمتاز بها المواطن الأردني ، وبالتالي فقدان الأمل بتحقيق حياة كريمة وبسيطة تسد على الأقل رمق العيش وتبعث فيه الأمل على أن القادم اجمل.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، عالجت حكومة الملقي مشكلة الطريق الصحراوي بطريقة سريعة وجديدة ، وإن كان عليها ملاحظات كثيرة إلا أنها جاءت معالجة سريعة وذلك باتباع طريقة اصلاح الجزء المعطوب من الطريق دون اللجوء الى اغلاقات لفترة طويلة تسبب دائما حوادث مميتة كما حصل في السابق ،وهذه الطريقة وإن شبهها البعض(بالترقيع )إلا انها كانت معالجة سريعة على المدى القريب .
هذا مثال فقط ، وهو يدل على أن الحكومة إن ارادت فأنها تستطيع أن تضع حلولا سريعة لحين توفر الموارد اللازمة لوضع خطط واستراتيجيات طويلة الأمد ، لأن هناك قضايا يصعب الإنتظار فيها حتى لو كانت هناك مشاريع وخطط ولكنها طويلة ، مثل مشروع الباص السريع مثلاَ، والذي سبب ازمة ثقة بين المواطن المُعدم والمسؤول المُنظر.
الجميع ينتظر من الحكومة أن تفعل شيء بعيداَ عن جيب المواطن لأن جيبه أصبح فارغاً ، وبعيداَ عن الوعود التطمينية لأن المواطن أيضا اصبح فيها بارعاَ ، فلم يعد أمامه شيئا يخاف فقدانه ولم يبقى سوى حُب الوطن الذي جعل المواطن بطلاً في التحمل ، ورمزاً في الصبر ولكن يجب علينا أن لا ننسى أن الفقر كفر وأن الكرامة خط يصعب الإقتراب منه .
نرجو من الحكومة أن تقترب اكثر من المواطن ، من خلال الزيارات الميدانية بعيداَ عن الترتيب والبرمجة ، الزيارات المفاجئة لمواطن وبؤر الفقر والحرمان ، فزيارة واحدة كفيلة بأن يعود الوزير الى مكتبه ليجد نفسه أمام امرين ، إما الجدية في إيجاد حلول سريعة وفورية لهذا المواطن أو تقديم استقالته لعدم قدرته على إيجاد أي حل ، فنحن لا نريد زيارات حكومية مبرمجة فقط لتلتقي النخبة دون أن ترى الواقع الحقيقي وتعود الى مواقعها معتقدة أن الأمور تمام وكل شيء يسير كما هو مطلوب .
نريد لقاءات واقعية مع المواطن في موقعه ، لا أن تكون لقاءات فقط للترحيب والقاء الكلمات التي لم تعد تصل الى مستوى ذر الرمل في العيون ، ولم تعد سياسة أولاد القطة تجدى نفعاَ ، فالفقر يساوي الكفر يا حكومة .
حمى الله الوطن قيادة وشعباَ وترابا