بقلم :
مع بدء العام الثاني للمجلس النيابي، وجدت نفسي لم انتخب نائب منطقتي بل انتخبت بطريقة عجيبة رئيس المجلس الباشا عبد الهادي المجالي ،ولم أقدم للوائي نائبا إنما صوتا للرئيس. فالنتيجة ليست في أسماء الناجحين بل في حقيقة المغانم النيابية للواء. فأحببت أن أترك شهادتي لأبناء منطقتي وشعبي الأردني ،وذلك لأني تحدثت بإحدى المهرجانات الانتخابية أكثر من مرة كنت " عريف حفل " بإحداها ، ووعدتهم أننا سنبدأ بالتغيير ولا أعرف كيف وصلت بي الثقة بان أعدهم مع أن الذي سيفوز غيري وقد لا أراه سوى للساعات بعد فوزه . ولم أكن أدرك أنها لعبة انتخابية أفيد بها غيري كمكسب مادي لا أكثر! وأضع آرائي وأحلام الذين وعدتهم على الرف . حملات دعائية مجانية غمست بمشاركة خطب الوعود والعزف على حماس الشباب الحالمين، والمواطنين الكادحين الرافضين لبيع الوطن بخمسين دينارا ، ولكنهم اكتشفوا أن كل المرشحين كانوا يشترون منهم من يشتري صوتك بالنقود أو مدفأة غاز ، ومنهم من يشتري حبك لوطنك بشعار لا يستعمله سوى مؤقتاً وخطبة رنانة وبعدها يغادر إلى عمان بأول سيارة غير مجمركة. فإذا كان الكلام من الذهب فالسكوت عما يجري خيانة وطنية ستحاسبنا عليها الأجيال، وآن الأوان أن يستيقظ الشعب الذي أعاقه رغيف الخبز عن استيعاب ما يدور حوله من مؤامرات واضحة للعيان وضخ من أموال الموازنة لمجلس نصفه من المليونيرية ليجوع الشعب وتزداد أموالهم ويتنعم أبناؤهم من ضرائبنا ، وإسكات للنواب الفقراء عبر سفريات ترتفع فيها قيمة اليوميات ورواتب لا يحصل عليها رئيس الجامعة الأردنية .وهذا باسم تمثيل الشعب ، ولا أعرف أين تمثيل الشعب بالقوانين أو حتى تمثيل الحكومة لدى الشعب فهم مثل يوم 29 /2 لا يظهرون سوى في السنة الكبيسة . وطالما قبلتنا السياسية هي الإخلاص لسيد البلاد سأبدأ بكل جراءة بطلب توقيع وثيقة شعبية تُرفع إلى جلالة الملك نرجوه فيها بإعادة الانتخابات ،ليس لأننا خدعنا من شعاراتهم وحسب ولم نحصد أي عمل بعد أن قبضوا أصواتنا وهربوا سوى ظهور مؤقت أسرع من النيازك ، وليس لما قيل عن نجاح البعض بنقل الأصوات أو توزيع الطرود الخيرية التي عرفوا بها الله في رمضان عام 2007 ونسو رمضان 2008 .وليس لأنهم نصّبوا أنفسهم "مدعومين حكوميا" فبثوا إشاعات بأنهم فازوا بفضل الحكومة ودعمها لهم. حتى يخلصوا ممن ساعدوهم بالنجاح و و أصوات الناخبين . ،بل لأنهم تلاعبوا حتى بمحبتنا لشعارات الملك التي سار الشباب متحمسين لتفعيلها فحصدوا جهودهم ووقتهم وأموالهم ووعدوهم ليكونوا " فرسانا للتغيير " وأنهم سينصرونهم ويقفون بجانبهم لتختفي الوعود التي استغلت لهفة الشباب لنيل دور سياسي مستقبلي . وأطلب من رئيس الديوان الملكي أن يجري مسحا بإشراف الديوان العامر لكل مناطق الأردن ويسمع أرائهم وتقيمهم لنواب مناطقهم هذا إن تذكروا أصلا أسمائهم التي غابت منذ تاريخ فوزهم ، ولا يجوز أن يظل الشعب الأردني لثلاثة سنوات قادمة يتحمل إثم حكومة البخيت ، واستغلال جوع الفقراء الذي أوصل الحال السياسي لما هو . عشرات الأزمات و القرارات مرت ولم نسمع استنفارا سوى من النواب الحقيقيين الذين يريدون خدمة الوطن والمواطن وليس جيوبهم والبحث عن الوجاهة و لم تشغلهم انتخابات اللجان وتوزيع مقاعد المكتب الدائم والتقرب من الرئيس الباشا الذي أراد نقل هذه التجربة لتياره كي يشكل حزبا وطنيا ، ليتجدد الصراع على الكراسي من جديد وهذه المرة ليست من مخصصات مجلس النواب بل من مخصصات دعم الأحزاب . أريد أن أنقل للباشا فقط تصور منطقتي وشبابها الذين يقسم البعض منهم على بيع صوته أو عدم الانتخاب مرة أخرى لما شعروا بعام لم يستفيدوا منه من نائبين ينتمون لكتلة التيار الوطني.. فنحن ياباشا في لواء الهاشمية شمال الزرقاء الذي تعيش فيه الطبقة الكادحة وفيه نخبة واسعة من عشائر الأردن وأبناء الزرقاء و فيه شركة المصفاة وتوليد الكهرباء والأنوف المتأذية من محطة تنقية الخربة ومصانع الحديد، ويعد لواءً فقيرا وفيه مخيم السخنة من أكثر المخيمات بؤسا ، فماذا قدمت كتلتكم التي أخذت نائبين منا وهما النائب نواف الزيود والثاني عن مقعد الكوتا ريم قاسم . و ما زلنا نعاني من التلوث ، وغياب مركز صحي 24 ساعة وعدم تنسيق مع البلدية - لأسباب انتخابية – وشبابنا لم يحصلوا على بعث ومنح مثل الدورة السابقة مع أننا انتخبنا نائب خدمات وأخرى من الجيل الشبابي ولا يوجد لدينا فرع لهيئة شبابية أو نسائية وطلابنا الفقراء يتمنون الحصول على بعث أو منح تقيهم غلاء الحياة وعجز الآباء عن مصاريفهم بينما حصل كل نائب من ميزانية الأيدي الكادحة على مبلغ يزيد أو ينقص عن 35000 دينار أي سبعين ألفا لكلاهما في العام الأول . فماذا حصدنا للواء يا أبا سهل سوى صوتين لك .أجبني كي أجيب الوجوه المتسائلة.
shaheen78@yahoo.com Omar
_