04-12-2016 09:43 AM
بقلم : د . عيد ابورمان
أنا أريد أن أعيش في مجتمع يحترم فيه الناس إنسانية بعضهم البعض حتى يجبروا الحكومات على احترامهم أريد أن أعيش في مجتمع قانونه لا يعامل الناس معاملة خاصة أكثر من الآخرين، أو أن يستثنوا من أية قوانين . أريد أن أعيش في مجتمع متحضر يقدر للهدوء والجمال والنظام والنظافة قدرهم . أتمنى أن يأتينا عيدا وطنياً لا يكون التعبير عنه في الشوارع والحدائق بالألعاب النارية والمفرقعات ولشعب يموت جوعا .
وزير المالية يصرح وبكل ثقة لا زيادة على الرواتب وتصرف الرواتب بـ 25 الشهر وسؤالنا يا معالي الوزير هل تقدر ان تعيش براتب 300 ينار يوم واحد والتضخم حصد كل شيء ودينارنا الاردني بالحضيض ولا قوة شرائيه نستند عليها , اليس الأولى الملايين التي تصرف على الوزراء والنواب والأعيان والمسؤولين والقادة ان تصرف على الشعب الاردني والذي لم يبقى لديه شيء يعطيه بعد ان يدفع فوق المائة ضريبه .. وبالنسبة لي جندي يحمي وطني وراتبه 350 دينار اهم من كل مسؤولين البلد والذين يتقاضون عشرات اضعاف الشرطي الذي يحميه وهو نائم بتخته المخملي ..
الشعب الاردني شعب كريم يملك رصيدا كبيرا من الكرامة وعزة النفس، ولا يستحق مثل هذه المعاملة من حكومته ابتداء من تصعيد الآمال بتحسين الحالة الاقتصادية، وانتهاء بتحطيمها دفعة واحدة بتبريرات واهية وغير مقنعة، ويصعب فهمها او هضمها.
الحياة ستسير بشكل طبيعي في عمان والسلط والزرقاء والكرك ، ولن يذرف ابناء البلد الدموع حزنا على عدم الانضمام الى الجنة الخليجية الموعودة مثلا، فهذا شعب تعدت على الكفاح من اجل لقمة عيش شهية يصلون اليها بعرقهم الممزوج بالكرامة والكبرياء، ولن تتردد لحظة في التضحية بأرواحها ودمائها من اجل قضاياها المصيرية ، من مكافحة الارهاب بدماء ابناء الاردن او سواء قضية فلسطين المركزية، الاسلامية والعربية الاولى، او قضية الديمقراطية والحريات والعدالة الاجتماعية والتي فقدناها والحياة فقط للمتنفذين واصحاب الاموال والنواب والوزراء ولن انسى الاعيان ولا يعملون لشعبنا شيئا سوى التهريج والدفاع عن حقوقنا ببث مباشر وبعد ذلك يمنحون الثقة لحكومات اوصلتنا الى الشحاذه ابوب الجوامع قريباً جداً والى متى سنبقى على حالنا السيء جدا ..
كرامتنا منك يا وطن عن ارواح المواطنين التي تزهق بمستشفيات بنيت لتكون الامل بالشفء وليست مكان للتجربة وتدريب طلاب الطب للتعليم والاهمال ولا أحد يعترف بالاهمال الطبي ولا يرى قتل الاردنيين تستحق التحقيق والمساءلة وهذا كله اليست اخطاء طبية قاتله .
كرامة الانسان الاردني بأن يدرس بجامعاته وعلى حساب الحكومة حيث الدستور ضمن وكفل لنا ذلك ولكن الدستور اصبح يجزأ ومن لا يستطيع تدريس ابنه ولعدم وجود فرص عمل فليذهب الى الشارع ويكون رفيق التسكع , وابناء وطني لا وظيفة لهم سوى التسكع بالشوارع وتعلم التدخين والتحشيش والله اعلم كيف سيحصلون على ثمن المخدرات ..
تقول حكومتنا ليس لديها ميزانية لبناء مصانع ومؤسسات انتاجية ولكن لديها ميزانية لبناء القصور وللإحتفالات الصاخبه التي لا جدوى منها , وكأننا في دولة تسيير ذاتي وكل وزير او مدير او مسؤول يتحكم بميزانيته لوحده ومن يحاسبه ..
يا وطني ان شئنا او لا وقريبا سنغادر بلدنا ليتنعم الغرباء في بحبوبة العيش على ارضك وانت يا وطني تحترم الغريب اكثر من ابنائك ولمصلحة من ..
اين ثرواتك يا وطني والتي باعوها باسم الخصخصة ونهبو اموالها وكلهم من الخونة والسارقين والفاسدين لمقدرات الوطن ولهذا اليوم نسأل انفسنا اين ذهبت المليارات , واين مكافحة الفساد واين اموال بلدي وبالاخر اتوقع نحن الشعب الكادح " نحن الفاسدين ويجب الحظر علينا ..
في وطني من يتكلم كثير ويريد ان يفضح اي طابق يحصل على منصب رفيع المستوى ويسكت وتبقى الاصوات مكممة في إعلامنا , وحريتنا مقيدة وعقولنا دخلت في الجمود .. وكل واحد يريد ان يربي ابناءه , ولن يتركهم لبراثن الفقر والشوارع والمخدرات قدر الإمكان ..