بقلم : أحمد محمود سعيد
لم يحدث ان صمد إتِّحاد بين اخوين عربيّين لنا بسبب ما في قلوبنا من حقد على العروبة وما في انفسنا من حسد وما في ضمائرنا من غلِّ وسبب ذلك تافه وبسيط وهو ما يملأها من تحقير وعدم إحترام لأنفسنا أوّلا ولمن هم اكبر منّا سنّا وقدرا ثانيا وعدم احترام أكثرنا للوقت ثالثا وهذا هو حالنا منذ ان تحضّر معظمنا غالبا في حال بعدنا عن ديننا الحنيف .
ولم تكن الخيمة في العراء ولا الكلب الذي ينبح خارجها هما العنوان على بساطتها وصدقها وإنّما نقاء النفس وقناعتها باحترام غيرها والقبول بظروف حياتها هو الأساس في حب بعضها كما كان الحاجة للكلأ والماء هو سبب غزوها لبعضها البعض احيانا .
وبدلا من ان كانت القبائل تغزوا بعضها اصبح الأفراد ينقلبون على الحكّام طمعا في كرسي الحكم او مغنم او بتأليب من عدوِّ خارجي ولكنّه غزو بمعنى أو آخر وفي المعنى الحضري أسموه انقلابا او تنازلا أو غير ذلك من تسميات .
ولكن الإتحاد الذي صمد بحمد الله حتى الآن وسيصمد بإذن الله دائما بسبب إصرار اهله على ان الوحدة عامل قوّة لأهله وزيادة عائدات الخير لمواطنيه هو الإتحاد الذي يحتفل بمرور خمسة واربعون عاما على تأسيسه وخلال هذه السنين انجز الإماراتيّون الكثير من المكاسب المهمّة والكبيرة والتي انجزها شيوخ الدولة وإماراتها بكثير من الجهد والذكاء والإلهام والإبداع وكانت تلك الإبداعات مميّزة على مستوى العالم بل واصبحت مقصدا للناس من جميع الدول فثمّة اللذين يقصدونها للعمل وآخرون للإستثمار وغيرهم للسياحة والتسوُّق والبعض ليعيشون مع ابنائهم وبناتهم العاملون فيها وبعض الفضوليّون يأتون لمآرب أخرى حيث انتشرت سمعة الدولة وخاصّة إمارة دبي وإمارة ابو ظبي لوجود معالم ومشاريع فيأتون لمشاهدتها حبا بالفضول وزيادة المعرفة .
وقد آمن شيوخ الدولة ومواطنيها ان العمل الجماعي خير من العمل الفردي لذلك عملوا بفكر العمل التعاوني Cooperative Thinking وهو التفكير والعمل الذي يعود بالفائدة عل المجتمع ككل وتتحقّق من خلال ذلك فائدة الفرد بدلا ممّا ينتهجه معظم العرب وهو العمل بالتفكير الفردي Linear Thinking الذي قد يعود ببعض الفائدة على الفرد نفسه ولكن لا يعود بالفائدة على منظومة المجتمع وبالتالي تكون حاجة المجتمع غير محقّقة .
وقد قال شيخ دبيْ وحاكمها يوما ان القيادة بحاجة الى اسدا يقود أسودا لأن القائد عندما يترجّل يجب ان يكون هناك أسد جاهز لإستلام القيادة وإذا تم إعداد الشباب لذلك فسيكونون خير خلف للسلف الصالح الذي سبقهم ليكملوا البناء ويعلوه .
لقد عملت في دبي حوالي ثمانية سنوات وكنت اتمنّى لو انّ الظروف ساعدتني لكي اكمل حياتي هناك ولكن الأزمة الماليّة العالميّة عملت على إنهاء عملي هناك , وقد رأيت في ذلك البلد عالم آخر حيث كان النفط آخر مصدر لجلب الفلوس لإدارة البلد وإسعاد المواطنين بل كانت عقول وذكاء وانتماء وإخلاص قيادتها هي عوامل النجاح فيها ومصادر المال الذي انعش إقتصاد الإمارة وحقّق السعادة والرفاهية للمواطنين والمقيمين على ارض الإمارة, ممّا جعلني اعود لبلدي وبقيت روحي معلّقة بذاك القطر العربي الذي اتخذ من الإتحاد العربي إسما ومن صفات العروبة والديانة السمحة سلوكا ومن الإنفتاح الملتزم طريقا وقد كان الإلتزام بالإنظمة والقوانين هو سبب عدم الإزدحام فيها ونظافة الدوائرووسائل المواصلات ومراكز الخدمات ممّا يضفي الكثير من المصداقيّة والمساواة في التعامل مع الجميع ويجعل المقيمين متساوون بشعور المواطنة مع المواطنين أنفسهم .
كما ان وسائل الإتِّصالات المتوِّفِّر تجعل العاملين من خارج الدولة قريبين من أوطانهم وأهاليهم وأنّ مستويات الحياة المختلفة في السكن والمعيشة والمواصلات والمتوفِّرة في الإمارة تجعل بإمكان العاملين التوفير من مداخيلهم وتحويلها لبلدانهم بكل يسر وراحة .
والذي يبعث الراحة بالنفس عدم مشاهدة معالم البذخ وألإجراءات الإستثنائيّة عند تنقّل الشيوخ والمسؤولين في الدولة بالرغم من كثرة جولاتهم التفقدية لمختلف الدوائر والمواقع ومراكز تقديم الخدمة في الدولة للإطِّلاع على واقع الحال ورفع كفاءة الإنجاز لدى الموظفين وتشجيعهم على ذلك .
ومنذ تأسيس الإتِّحاد إستطاع شيوخه ضم عناصر القوّة في الإسم فكانت الدولة وهي الكيان الذي يضم اركانها من مؤسسات ودوائر ذات مهام وواجبات تحوي واجبات وحقوق وتحوي حوافز وعقوبات وثم الإمارات التي تضم الإمارات السبعة ابو ظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة وام القوين وهي إمارات متحابّة ومترابطة جغرافيا ويربطها شارع محمد بن زايد , وبعد ذلك العربيّة التي أكّدت وصف الدولة وهويَّتها بالعروبة وثم المتّحدة وقد ربطت جميع الإمارات بالإتحاد وهذا يعني صفات المحبّة والأخوّة والتسامح والبركة فكان اسمها دولة الإمارات العربيّة المتّحدة فكان اسمها وصفا لكينونتها .
فهنيئا للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فارس التغيير والتطوير في دبي الحبيبة يا من عشقت المركز الأوّل فتصدّرته وتميّزت فيه , والتهنئة لمواطني دولة الإمارات عيد إتِّحادها الخامس والأربعون وهنيئا لشيوخ الإمارات المتّحدة الإنجازات والمكاسب التي حقّقتموها لوطنكم ومواطنيكم وضيوفكم المقيمون على ارضكم , وهنيئا لكل المقيمون في دولة الإمارات على الأجواء التي تعيشونها بكل محبّة ورضى والذين يتمنّى الكثيرون وانا منهم ان نكون معكم حيث الحياة الهانئة والعيش الكريم قي ظل شيوخ سمة الخير في وجوههم ودمت يا دولة الإمارات العربيّة المتحدة مثالا للوحدة العربيّة حيث تغيب كل معاني الإخاء والمحبة والعدل والمساواة في غيرك من الأراضي العربية المشتعلة .
اللهم إحفظ دولة الإمارات بلدا للمحبّة والإتحاد والخيرات واحمي اهلها وشيوخها والمقيمين عليها من كل الجنسيّات واسعد الأردنيّين والفلسطينيّين في كل الإمارات .

ambanr@hotmail.com