بقلم : فراس الطلافحة
عندما تستمع لسمو الأمير الحسن لا يجب أن تكون العاطفه حاضره وذلك لكي تستوعب ما يقوله فهو لا يخاطبها أبداً ويُنحيها من كلماته كعادة الكبار ممن يحملون ذاك الفِكر التنموي التنويري الوسطي الذي يُخاطب العقل الإنساني فَيَتَحَسَسُه ليوقظ به تلك الخلايا النائمه ويُزيل الغُبار عنها .

في وجوده وكلامه لا يجب أن تأسرك هيبة حضوره أو الكاريزما التي يملكها حتى تبقى حاضر الذُهن لتستفيد وترتقى بفكرك بكل كلمه يقولها ولا يجب أن تفلت منك فهو يَنظُم كلامه من الاحجار الكريمه كل حَجَرٍ يختلف بشكله ولمعته وجماله عن الآخر ولكن في النهايه تكون النتيجه عِقدٍ فائق الجمال تُزَيِن فِكرُكَ بِهِ .

مساء أول الأمس وفي منتدى شومان تشرفت بحضور اللقاء الحواري مع سموه وتحت عنوان ( إدارة التنوع وبناء السلام ) كان كلامه كالمطر حوالينا لا علينا ولكن أينما وقع نفع , كانت كلماته كالبرق يحسبها الجاهل أنها تلمع هناك ولكن هي في الحقيقه تسقط غيثاً في أرضنا الطيبه وكانت رسائل قاسيه في ظاهرها ولكن في باطنها تحمل الكثير من الخوف على الوطن وما يعانيه وكان لابد من إلتقاطها بذكاء من المُتَلقي .

كان خطابه من النوع السهل الممتنع أشار من خلاله بأنه لا بد من التغيير في الفكر والسلوك لنرتقى وأنه لا بد من ضوابط ينتهجها الحوار للرقي به وأن الإختلاف يُشكل نوع من التكامل إن إستطعنا توجيهه وإحتوائه .

كان أكثر ما ركز عليه هو العلم والثقافه وأن الشعوب العربيه لن تنهض إلا بالمعرفه وبالبحث العلمي وبالإستثمار بالإنسان وبخاصه الشباب وبزرع القيم الإيجابيه بهم .

طمأنني حين سألته عن الجدول الزمن الذي يمكن أن ينتهي به الصراع الذي يعانيه الوطن العربي فقال عانى الوطن العربي في السنوات الماضيه أسوا مما يعانيه الآن وكان في كل مره ينهض ويولد من جديد فالأمه الإسلامه والعربيه حيه ولن تموت أبداً .