12-12-2016 02:16 PM
بقلم :
كلمة الفتنة يكثر استخدامها بين الناس للدلالة على الاضطراب والبلبلة في العلاقات والأفكار والمواقف في المجتمعات ، وما يفسد العلاقة بين الناس بصورة تثير الاضطرابات والخلافات بينهم ، وتتعدد صور الفتنة ، فمن فتن دينية توقع الناس في الفهم الخاطئ الذي يقود إلى الاضطراب في الأفكار والمواقف ويجلب الصراع بين الناس وبما يؤدي إلى الانقسام بين إتباع الدين الواحد ، وقد شهدت المجتمعات الإنسانية العديد من الفتن من هذا القبيل كالفتن الطائفية والمذهبية .
وهناك صورمن الفتن بين أبناء الوطن والمجتمع الواحد التي تؤدي إلى الصراع بينهم بدوافع طائفية أو قبلية أو فئوية أو جهوية ، وقد تكون الفتنة بين أبناء المجتمع ناتجة عن كلمة أو موقف أو تصرف تحت أي عنوان من العناوين ، وتوظيف الكلمة بطريقة خاطئة غالبا ما تكون سببا بإشعال نار الفتنة بين أفراد المجتمع .
والفتنة أي كان نوعها ودوافعها فهي مذمومة " فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها " فمن يقف خلف الفتن الدينية هو عدو للدين والمجتمع ، وربما لا يعرف موقف الدين منها وتحذيره من الفتن بشكل عام ، ومن يقف خلف الفتن الاجتماعية هو عدو للمجتمع بإفساده العلاقة بينهم ، ومن يقف خلف الفتن الوطنية هو عدو للوطن بتفتيته النسيج الاجتماعي للمجتمع .
ولحماية المجتمعات من الفتن يجب الحذر والانتباه لكل كلمة تخرج من أي فرد من أفراده بغض النظر عن موقعه في المجتمع ، وعن درجه علمه ومكانته الوظيفية والعلمية والاجتماعية ،فالأصل في كل الفتن كلمة " والحرب يكون أولها الكلام " والحذر والانتباه من كل موقف وتصرف قد يوظفه جاهل أو مغرض أو متربص لتحقيق مأربه التي قد ثمنها المجتمع غاليا ، فالفتن لا يوجد فيها رابح من ابناء المجتمع ، والمستفيد منها هو عدو الوطن والمجتمع ، والخاسر فيها دائما المجتمع بأمنه واستقراره ، فكم من حجر رماه مجنون في بئر لم يستطع مئة عاقل اخراجه ؟ وكم من كلمة خرج من فرد جاهل لم يستطع مئات العقلاء معالجة أثارها وتبعاتها ، حفظ الله وطننا من الفتن ، وحفظ مجتمعنا من كل الفتن .