بقلم : أ.د رشيد عبّاس
يتلقى معظم طلبة المدارس في جميع أنحاء العالم في الصباح الباكر جملة من الوصايا والتوجيهات السريعة من قبل أولياء أمورهم وبالذات من قِبل الأم قَبل خروجهم من المنزل وتوجههم إلى المدرسة, طبعا تختلف مثل هذه الوصايا والتوجيهات من بلد إلى آخر, ومن منطقة إلى أخرى, لا بل تختلف هذه الوصايا والتوجيهات من ثقافة إلى أخرى, فمثلا يتلقى الطلبة البريطانيين عبارات تحثهم على استغلال الوقت واستثماره, في حين أن الطلبة اليابانيين يتلقوا عبارات تحثهم على احترام وتقدير معلميهم, أما الطلبة اللبنانيين فيتلقوا عبارات تدعوهم إلى عدم نسيان (السندويشة) الموجودة في حقائبهم وتناولها, لكن الامر يختلف عند الطلبة السودانيين حيث انهم يتلقوا تحذيرات من عدم إغلاق (مطارة الماء) الموجودة في حقائبهم, والسؤال المطروح هو, ماذا يوصي ويوجه الأهل في الأردن أبنائهم عند ذهابهم للمدرسة في الصباح الباكر؟
قبل أن نسّلط الضوء على ماذا يوصي ويوجه الأهل في الأردن أبنائهم عند ذهابهم للمدرسة في الصباح الباكر؟ نتوقف عند اخر ما توصل اليه احد الباحثين المهتمين قائلا انه يمكن التعرف على الوصايا والتوجيهات التي يقوم بها أولياء ألأمور وبالذات من قِبل الأم قَبل خروج الطلبة من المنزل وتوجههم إلى المدرسة في الصباح الباكر من خلال سلوك الطلبة في الفسحة (الاستراحة) والتي عادة ما تكون في منتصف اليوم الدراسي, فقد لوحظ أن سلوك طلبة البريطانيين في الفسحة أو (الاستراحة) كان يدور حول مراقبة ساعات اليد التي يحملونها, ولوحظ أن سلوك طلبة اليابانيين في الفسحة (الاستراحة) كان يدور حول حركات وإشارات يقوم بها هؤلاء الطلبة تدل على احترامهم وتقديرهم لمعلميهم, ثم لوحظ إخراج الطلبة اللبنانيين (للسندويشات) الموجودة في حقائبهم مع بداية الاستراحة وتناولها, ثم لوحظ التأكد من إغلاق (مطارة الماء) بعد الشرب منها عند الطلبة السودانيين حيث درجات الحرارة المرتفعة.
نعم سلوك الطلبة خلال الفسحة(الاستراحة) يدلل على ما هي النصائح والتوجيهات التي تلقاها الطلبة من أولياء أمورهم عند ذهابهم وتوجههم للمدرسة في الصباح الباكر, فقد تم رصد مجموعة من الوصايا والتوجيهات التي قام بها بعض أمور الطلبة ومن ثم ربطها بسلوك أبنائهم الطلبة في وقت الفسحة(الاستراحة) الأمر الذي اظهر أن هناك معامل ارتباط قوي وبالذات عند الإناث, وهذا يؤكد حقيقة مفادها أن هناك علاقة قوية ما بين التوجيهات الاسرية والسلوك المدرسي لدى طلبة المدرسة.
الملاحِظ لسلوك طلبة المدارس عندنا في الاردن وقت الفسحة(الاستراحة) يجد أن هذا السلوك ينحصر في: الحديث المتبادل بين هؤلاء الطلبة حول اداء المعلمين في الثلاثة حصص التي قُدّمت لهم قبل الفسحة(الاستراحة) وهذا الامر يعكس دون ادنى شك النصائح والتوجيهات التي تلقاها الطلبة من أولياء أمورهم عند ذهابهم وتوجههم للمدرسة في الصباح الباكر والمتعلقة بحث ابنائهم على الانتباه والتركيز على شرح المعلم في الحصة الصفية, وعدم الخروج من الحصة تحت اي ظرف, وهذا يضعنا امام ظاهرة غريبة عجيبة وهي ايجابية في مجتمعنا الاردني تتعلق باهتمام المجتمع الاردني بجميع طبقاته ومستويات المعيشية في التعلم والتعليم, بقي ان نقول: على اصحاب القرار في هذا الوطن الطيب العمل على هذه الايجابية من خلال التخطيط الاستراتيجي للخروج باردن يواكب متطلبات العصر حتى يكون هذا الوطن في مصاف الدول المتقدمة.