حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,19 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 32303

الورقة النقاشية السادسة .. الملكية الدستورية خير لا بد منه

الورقة النقاشية السادسة .. الملكية الدستورية خير لا بد منه

الورقة النقاشية السادسة  ..  الملكية الدستورية خير لا بد منه

14-12-2016 10:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.م أيمن الخزاعلة
منذ ان اطلق الملك ورقته النقاشية السادسة - و التي بكل تأكيد تسجل كانفتاح، و محاولة من راس الدولة و رئيس السلطات للعمل على السير قدما نحو الاصلاح ،و الاتجاه بالدولة نحو مصاف الدول المعتبرة التي تحظى بتوصيف المؤسسية - و النقاش دائر حول ماهية هذه الورقة و توقيت خروجها للعلن . فالبعض فسر ذلك بأنها جاءت استكمالا للحديث المستمر حول التوجه الى تحقيق العدالة و تطبيق القانون، و البعض الاخر ذهب بعيدا الى الدولة المدنية بالمفهوم العلماني المتطرف المضاد للدولة الدينية، فيما يرى بعض المراقبين انها دعوة الى الدولة المدنية التي يكرس بها مفهوم انفاذ القانون بكل حيثياته، و لا يغفل فيها الدين خصوصا في صورته الاعتدالية، و ايا كان التأويل فإن الأمر الأهم هو ليس في ايجاد مفاهيم تفسيرية للورقة، و انما لا بد من التوجه نحو اليات تحقيق المطلب الجماهيري الموحد في ان يكون القانون سيد الموقف، و ان تأخد العدالة مجراها، و ان يقف جميع الاردنيين سواء في التقاضي، و ان تختفي مفاهيم الواسطة و المحسوبية و التصنيف الطبقي التي بات كثير من الاردنيين مؤمنا بوجودها حد اليقين.


أجل ، نحن احوج اليوم الى تفعيل سيادة القانون، و محاربة كل اشكال التمييز التي ضمنها الدستور و نادت بها كل الشرائع، و قد يكون المخرج الأوحد صوب الحل في التحول الحقيقي من الحكم الفردي الى الحكم المؤسسي الجمعي، فاليوم الثقة في مؤسسات الدولة لا سيما الحكومة و البرلمان باتت مهدورة واصبح المواطن- و لا نختزل رأي الجميع - فاقدا للأمل في ان يحدث تغيير حقيقي، بل ان كثير من مؤسسات الدولة اضحت مادة جيدة للتندر و الضحك في المجالس و حيثما كان.


نحن اليوم ادا ما اردنا السعي نحو تحقيق مضمون الورقة الملكية السادسة او حتى ما سبقها من اوراق، فإننا لا بد و بكل الوضوح من اعادة طرح مفهوم الملكية الدستورية بمعناه الصريح لكل الاردنيين نحو ان يسود الملك و يبقى النظام، و هو ما يجمع عليه غالبية المواطنين، و ما يحقق لهم الأمان كحل وسيط في ظل تركيبات سكانية و ايدولوجية متنوعة و متناقضة احيانا كثيرة .


لتكن أول و أوضح الخطوات الاصلاحية و ربما الانجع ان نحدد المهام و المسؤليات، و ان نتخلص من مفاهيم الاختباء خلف الملك و الادعاء بتنفيد رغباته، و لنقطع الطريق على المتربصين و العابثين الذين لا يألون جهدا في محاولة تحميل رأس الدولة مسؤولية المآلات الاخيرة فيما يخص المديونية و العجز و ازدياد نسب الفقر و الجريمة و العنف المجتمعي مدعين بان الملك هو صاحب الصلاحيات الملطلقة و الواسعة و ان كل ما يحدث يتم بأوامر من فوق.


بقي ان أروي حدثا كنت شاهد عيان على تفصيلاته في سوق ابو نصير التجاري، حيث أتت فرق الامانة معززة بالشرطة و قامت بلا هوادة بنثر اعشاش غلابى من الاردنيين، فضلوا الجلوس خلف بسطاتهم في الاجواء الباردة على ان يتسولوا او ان تمتد أيديهم للمال العام و الخاص و ارتأوا ان يحاولوا جاهدين التشبث و مقاولة ضنك العيش. نتذكر جيدا بأننا ننادي بتنفيد القانون و ندعي حب التنظيم، و لكن اليس للقانون روح، او لم يفعلها عمر عندما اوقف حد السرقة في الظروف الحالكة. الحل الأسهل و المجدي لن يكون الا في الملكية الدستورية، لكي يعرف كل مسؤول ما له و ما عليه، فليس له فقط ان ينظم السوق باخراج طالبي الرزق، و انما ايضا عليه خلق حلول تضمن لهم كرامة العيش...هذا كله لن يتحقق الا اذا ذهبنا و بوضوح باتجاه واحد و حل واحد... حب النظام و محاسبة المقصر.


رئيس جمعية الهندسة السياسية








طباعة
  • المشاهدات: 32303
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم