15-12-2016 09:17 AM
بقلم : عثمان مزلوه الدراوشه
نعلم جميعاَ أن مصطلح ارستقراطية والذي يعني سُلطة خواص الناس ، يختص بطبقة اجتماعية ذات منزلة عليا ، كونها تتكون من اشخاص وصلوا الى مراتبهم ومواقعهم عن طريق الوراثة ، حتى استولت هذه العائلات على مراتب وادوار الطبقات الاجتماعية الأخرى ، وهو ما يسمى لدينا بتداول المناصب عن طريق التوريث والتدوير بين نفس العائلات ونفس الأشخاص ، وبالتالي احتفظت هذه الفئة بالامتيازات المنفعية وتوارثوها .
أما مصطلح البراغماتية ، والذي يعني العمل ، فهو مبدأ سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة ، فالسياسي البراغماتي يرى دائماَ بأنه يتصرف ويعمل من خلال النتيجة المتوقعة للعمل ، إلا أن البراغماتيون لا يعترفون بوجود أنظمة ديمقراطية مثالية ، في حين انهم ينادون بأيدولوجية مثالية مستترة قائمة على الحرية المطلقة
فكيف لحكومة تحمل افكاراَ براغماتية وتسعى الى تنفيذ برامجها عن طريق العمل ، وهو ما يحقق الأهداف التي ينشدها الوطن والمواطن ، في حين أن هذه الحكومة تضم في صفوفها أشخاص ارستقراطيين ، يعتبروا انفسهم صفوة الصفوة ، وكيف سيتم تنفيذ البرنامج الحكومي سواء كان الاقتصادي او الاجتماعي ، في ظل وجود متناقضات كهذه فالأرستقراطية لا تعترف بالديمقراطية ، والبراغماتية ايضاَ لا تعترف بوجود أنظمة ديمقراطية مثالية ، وجميعهم يرفعون شعارات ، الديمقراطية ومكافحة الفساد ، ومحاربة الواسطة والمحسوبية .
واتساءل كيف يتحقق ذلك ، اذا كانت هناك حكومة ظل ارستقراطية السياسة ، تساند حكومة فعلية يراغماتية المنهج ، وسط ازدواجية بين ما هو مأمول ومطلوب وبين ما هو واقع وموجود .