15-12-2016 09:18 AM
بقلم :
لنبدأ بالنقلة النوعية التي صنعها الايرانيون خلال عقود مضت , فمن الحكم الامبراطوري الموالي للغرب وامريكا بالذات الى حقبة جديدة قلبت موازين المعادلة من موالاة مطلقة لمصالح سيادية , هذا بصراحة هو عنوان المرحلة الجديدة بايران , حاولت الجمهورية الايرانية الاسلامية منذ بداية رحيل النظام الدكتاتوري الامبراطوري بالبدء ببناء منظومتها المستقبلية التي اسسها ساستها الجدد ان ذاك , بينم
ا كان العرب ومازالوا ينظرون لايران من خلال نوافذ طموحهم البائس وبنظرة اليائس لما يحدث ويتغيير يوم بعد يوم بطبيعة تطورات المجالات المختلفة للدولة المجاورة لحدودهم ,فكان التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي يتعاظم يوما بعد يوم عند الايرانيين , ويعزى اسباب ذاك التطور للانفصال التام مابين طموح ايران كدولة ومابين طموح باقي الدول سواءا المجاورة او البعيدة بحيث تم تحدديد الاهداف المستقبلية باستقلالية تامة مبنية على مستقبل الدولة وطموح اجيالها القادمة , بالطبع كان الحال مختلف تماما وبصورة مطلقة عما كان يدور بدولنا العربية حيث استمرت حالة الارتباط العضوي بمن اسس تلك الدول فاتجهت دولنا العربية لتكريس مبدأ الحكم اكثر من اي مبدأ اخر يخدم شعوبها , فقرب هذه الدول من الكيان الصهيوني الذي تم تأسيسه عنوة اضفى على تلك الدول طابع الخوف والترقب والانحياز للغرب حتى اصبحت السياسات الامريكية والغربية هي العنوان البارز والذي يرسم المفاهيم السياسية للدول العربية ,في هذه الاثناء والتي جسدت حالة الانقسام التام والضعف العربي المتزايد وعلى جميع الاصعدة اصبح من الصعوبة بمكان ان تتلاقى الجهود العربية المنقسمة على بعضها لتخرج بنموذج جديد يقاوم الاحتلال الصهيوني للارض العربية ويبرز دور العرب كقوة فاعلة بالمنطقة , فأستمرت طموحات الدول العربية على ما تمليه عليها سياسات الغرب ووعودهم الزائفة لهم باستمرار , وفي الجانب الاخر بدأت ايران ببناء قوتها الذاتية لما يحمله صانعوا السياسة هناك من فكر لكي تمارس دورها الدولي والاقليمي لحماية مصالحها من ناحية وللقوف امام الهجمة الامبريالية الشرسة التي تقودها دول الغرب للنيل من طموحات شعوب المنطقة وشعب ايران بالتحديد , هنا ولامجال للشك فان الدول العربية استعاضت عن مقاومة الهيمنة الغربية بالمزيد من التنازلات والتقرب اكثر فأكثر حتى غدت اداة يستخدمها الغرب لتكريس وجود اسرائيل كدولة رائدة بلامنازع بالمنطقة , فبدأت الفجوة تتسع بين طموح الشعوب العربية بالتحرر والاستقلال وبناء المستقبل وبين توجهات الانظمة الحاضنة لهم , لهذا فان الغرب انتبه لتلك النقطة الهامة والتي زادت من تخوفات الكيان الصهيوني في حال تعاظم النخر مابين مكونات الجسم العربي كنظام وكشعوب , فبدأت الصهيونية العالمية تتعاطى مع وجود ايران بطريقة تجعل منها العدو الاوحد للشعوب العربية , فهي بهذه الطريقة تحاول صنع عدو جديد يناله انتقاد الانظمة والشعوب على حد سواء ,فبدأ الغرب برسم ملامح الطائفية الجديدة واذكائها حتى وصلت لما نشاهده اليوم مابين طوائف السنة والشيعة بالمنطقة , لذلك تم خلق تحول اجباري لدى شعوبنا العربية نحو الشرق وتركوا الغرب واسرائيل بمأمن تام , وهذا هو نتاج لمخططات الغرب التي اقنعونا كعرب انها لمصالحنا ولكن محتواها باطل وتكرس مزيدا من التامر على شعوبنا ,لذلك اصبح عنوان المرحلة الحالية هو " العرب وايران ...وايران العرب ".... ومن خلال هذا العنوان بدأ ت ممارسات الصهيونية وادواتها في المنطقة بجعل الطائفية هي العنوان الرئيسي للصراع ...بينما تمارس اسرائيل اعتى انواع التدمير والقتل والاستيطان وتغيير الهوية بلا منافس او حتى استنكار واضح .....