بقلم : هاشم الخالدي
ساكشف لكم اليوم سرا حدث بيني وبين دولة الرئيس قبل اشهر اي بعد تشكيل الحكومه ربما بشهر ونيف عندما كتبت مقالا ضد رئيس الحكومه الدكتور هاني الملقي بعنوان "حكومه النحس"
لا انكر انا المقال كان قاسيآ بعض الشيئ وتوسط وزيرين من حكومته لازالة المقال فرفضت لانني كنت اؤمن بأن هذا الرجل ليس اصلاحياً ولم يأتي الى الدوار الرابع لتوزيع الورود على الشعب الاردني وانما جاء لاستكمال مخطط يسير عليه معظم رؤساء الوزارات الاردنية وهو انهاك الشعب واستنزاف اموالهم ورفع الاسعار.

بعد يومين من نشر المقال اياه هاتفي مسؤول كبير في الحكومه عارضاً علي رغبة رئيس الوزراء في الإلتقاء بي
، فوافقت لكنني اجلت موعد اللقاء بعد عودتي من جنيف وبالفعل هاتفني بعدها عمر المفتي مكتب مدير مكتب دولة الرئيس وابلغني ان هاتفي لم يكن يجيب وان دولة الرئيس يرغب بلقائي .
ذهبت صباح يوم الاحد قبل اشهر ثلاث او اكثر ، ودخلت مبنى الرئاسة ودلفت على الفور الى مكتب دولة الرئيس برفقة وزير الاعلام الدكتور محمد المومني.

حين دخلت المكتب كان دولة الرئيس يجلس خلف مكتبه الفاره واضعاً النظارات الطبيه ويقرأ بعض الاوراق الهامه، و حين شاهدني ادخل وقف وسلم علي ثم فاجأني بقوله:
يا استاذ هاشم الخالدي بدي اسألك سؤال ... رئيس الوزراء الاردني الاسبق الدكتور حسين فخري الخالدي اليس احد اقاربك؟؟؟
اجبت : طبعآ بالتاكيد انه قريبي وابن عائلتي
زادت حيرتي فاخذني بيده نحو المقاعد الوثيره المقابله لمكتبه وجلسنا فقال : سؤال ثاني اخ هاشم ؟؟؟
دولة حسين فخري الخالدي في حكومه مين كان وزير ؟؟
فقلت له في عام 1953 كان وزيراً للخارجيه مع والدك دولة الدكتور فوزي الملقي
فقال : اشهد يا مومني (ويقصد وزير الاعلام)
ثم اردف قائلا : هل تعلم من قام بترشيح اسم دولة الدكتور حسين فخري الخالدي لتشكيل الحكومه امام جلاله الملك ؟؟؟
طبعاً لم اكن اعلم من، ولكنني قدرت انه والده على اعتبار انه هو السائل !
فقلت له : دولة والدك فوزي الملقي ؟
فقال لي : اذا انت تقرآ التاريخ ثم اردف قائلا :يا رجل كل هالعلاقه الي بين عائلتي وعائلتك وانت داقق فيي وبتقول عنا حكومة نحس ؟؟

ذهلت مما تحدث الرجل فقلت له على الفور: وما علاقه كل هذه القصه بما اكتبه يا دولة الرئيس؟؟.
اكملت قائلا: ساتوقف عن انتقاد حكومتك اذا وعدت ان لا ترفع الاسعار عن المواطنين فقد اذاقتهم حكومه عبدالله النسور الامرين فان عدت لرفع الاسعار فانا لا املك حينها الا ان اكتب .
قال لي حرفيآ بعد هذه الجمله : عليها وجهك ..ما رح نرفع اشي بعد اليوم
تناقشت معه بعدها بعدة امور و اعطيته قائمة من المقترحات الاصلاحية اذا ارادت حكومته بالفعل اجراء اصلاح اداري ومالي في الدولة ، فرحب بتلك المقترحات ووضع الورقة في جيبه وانتهى اللقاء طالباً مني ألا أكشف سر التقائي به كي لا يغضب الصحفيين الآخرين وعددهم 30 كما أبلغني الذين رفض مقابلتهم حتى الآن " يعني كثر خيره انه شافني " .
طبعا لم ينفذ اي بند من القائمه التي اعطيته اياها وكانت جلها تصب في مصلحة البلد .. ما علينا؟؟
الآن كشفت سر هذا اللقاء بعد أن أخل دولة الرئيس بوعده وقام بزيادة اسعار ملابس الاطفال وفرض ضريبة على السياح الاردنيين المغادرين بنسبة ١٦٪‏ و رفع اسعار الكهرباء ورفع اثمان المياه ورفع اسعار ترخيص السيارات اضافة لما يتم تسريبه الآن للاعلام عن اتفاق بين اللجنة المالية في مجلس النواب ووزير المالية للبدء بسلسلة كبيرة وضخمة لرفع الاسعار على المواطن الاردني الذي اصبح يئن ليل نهار دون ان يجد اي استجابة من هذه الحكومة التي لا تختلف عن سابقتها كما قلت .
مشكلتنا في الاردن ان كل رئيس وزراء يجلس على كرسيه في الدوار الرابع يعتقد انه مخلد وانه يستطيع ان يقصقص اجنحة الفاسدين ليكتشف بعد حين انه مجرد موظف سيجبر على رفع الاسعار شأنه شأن غيره لأنه لا يوجد نية في الاصلاح السياسي ومكافحة الفساد في الاردن، واعتقد ان دولة الرئيس قد ورط نفسه بتصريح امام النواب بأنه سيقوم بتحويل من ثبت تورطه من المسؤولين الذين كشفهم ديوان المحاسبة الى القضاء لأن الملقي لو قام بالفعل بتحويل هؤلاء الى القضاء سنجد بعض او معظم دوائرنا الحكومية بلا وزراء ولا أمناء عامين ولا مدراء، لانهم حينها سيكونون خلف القضبان يقضون سنوات سجنهم على ما اقترفته أيديهم في هدر المال العام .
تخيلوا .. ان قيمة الهدر الذي كشف عنه ديوان المحاسبة قد يصل الى مئات الملايين من الدنانير ، ولو ان المسؤول الاردني حسب حساباً للسجن وتم توفير هذه المبالغ لما اضطرت الحكومة لرفع الاسعار على الشعب المنهك !
الحكاية .... ان هذا الوطن اصبح كما القربة المخزوقة و الكيكة .... الكل نازل هبش فيها ؟!
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
hashem7002@yahoo.com