حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,7 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 36394

نحو نهج فكري جديد ، الإبداع فائزا

نحو نهج فكري جديد ، الإبداع فائزا

نحو نهج فكري جديد ، الإبداع فائزا

17-12-2016 09:08 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أحمد نضال عوّاد
عندما نريد الحديث عن مؤسّسة الفكر العربيّ وبرامجها الثّقافية وعن مؤتمرها السنويّ نخافُ أن نتيه في خضمّ بحر الفكر والثقافة والمعرفة فنتيه حائرين غير قادرين على أن نفي مؤسّستنا الغالية حقّها وحقّ ما تقدمه من جمال الإبداع العربيّ وتجميعه في إطار واحد منظّم ليعرض على المثقفين العرب والشّعوب العربيّة فينهلون من غزارة التّجربة ، بل ويصنعونها ، ومن ثقافة الإدارة والقيادة و الرّيادة والإبداع .
شاركت هذا العام واستمراراً لأعوام سابقة مضت بتمثيل الشّباب الأردنيّ في هذا المؤتمر السّنويّ بصفتي سفيراً لشباب مؤسّسة الفكر العربيّ في الأردنّ ومديرا للبرامج في مركز الأمان لحقوق الإنسان ، والذي تمّ عقده هذا العام في أبوظبي في الفترة " 12-14 كانون الأول / ديسمبر لعام 2016 " موسوماً بعنوان : " التكامل العربيّ ... مجلس التّعاون لدول الخليج العربيّة ؛ ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة " حيث التّميز في الطرح ، والبلاغة في الخطاب ، والدّقة في العطاء . حيث تمّ عقد فكر 15 بالشّراكة مع الأمانة العامّة لجامعة الدّول العربيّة تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربيّة المتحدّة .
مؤتمر فكر15 في أبوظبي قدّم مجلس التّعاون الخليجيّ والإمارات العربيّة المتحدّة كأنموذجين للتكامل العربيّ التي من الممكن التعلّم منهما للمضيّ قُدما في تحقيق الهدف الأسمى الذي تمّ إطلاقه قبل عامين في مؤتمر فكر 13 الذي عقد بالمغرب ، ومؤتمر فكر 14 الذي عقد بالشراكة مع جامعة الدّول العربيّة بالقاهرة العام الماضي والمتمثّل بتحقيق " التكامل العربيّ " .
قبل يوم من إطلاق فعاليات المؤتمر تم إطلاق التّقرير العربيّ التّاسع للتنميّة الثّقافيّة والذي خُصص هذا العام لدول مجلس التعاون الخليجيّ بعنوان " الثّقافة والتكامل الثّقافيّ في دول مجلس التعاون .. السياسات ، المؤسّسات ، التجلّيات " حيثُ أكد صاحب السّمو الملكيّ الأمير خالد الفيصل – حفظه الله – رئيس مؤسّسة الفكر العربيّ ، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكّة المكرمّة على أنه لا نهوضَ للأمّة العربيّة إلّا بالتّكامل الثقافيّ ، ومّما قاله سمّوه خلال حفل إطلاق المؤتمر وبقي عالقاً في الأذهان دعوته إلى طرح وتبني نهجاً فكريّا جديداً يحقّق التّكامل العربيّ بين مختلف البلدان العربيّة حيث قال " لماذا لا نخرج بديل ؟ ولماذا لا نطرح نهجاً جديداً بالعلم والعمل والرأي السّديد ؟ ".
فيما أكّد الشّيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثّقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربيّة المتحدة في رعايته لحفل إطلاق تقرير التّنمية التّاسع على أهمية ما تقوم به مؤسّسة الفكر العربيّ من دعم وتطوير للعمل الثّقافيّ في الوطن العربيّ ، وبيّن أنّ التّنمية الثّقافيّة النّاجحة هي جزء أساسيّ في تنمية المجتمع ذاته ، وأنّها متطلّب مهمّ لتحقيق التّقدم الاقتصاديّ والاجتماعيّ الناجح والمُستدام .
وفي اليوم الأوّل للمؤتمر الذي استمرت فعالياته ثلاثة أيّام ألقى معالي الدّكتور أنور قرقاش كلمة راعي الحفل والذي تمّ التأكيد فيها على أنّ الوحدة خيرٌ من الفرقة وأهميّة النّظر بإيجابية لمبادرة التكامل التي أطلقتها مؤسّسة الفكر العربيّ .
وفي سياق متميّز فقد أُقيم في نهاية اليوم الأوّل جلسة تفاعليّة متميّزة ناقش المشاركين فيها علاقة الإعلام بالبحث العلميّ حيث قال الأستاذ أحمد الغزّ مستشار سموّ الأمير خالد الفيصل رئيس المؤسّسة على أنّ هذه الورشة تُدخل الجميع في تجربة التفاعل والسّؤال .
أمّا اليوم الثّاني من فعاليات مؤتمر فكر 15 فقد كانت الجلسات النقاشية المتخصّصة في أربع مجالات تتمثل بالتكامل الإقتصادي والتنموي ، التكامل الأمنيّ ، التكامل الثقافيّ ، وصولاً إلى مؤسّسات التكامل العربيّ وفي جميع هذه الجلسات المتخصّصة تمّ تناول نقاشات موسّعة وتجارب متميّزة من المتحدثين والمشاركين أصحاب الفكر والرأي والثّقافة المفكرين والعلماء والمسؤولين العرب إضافة إلى الإعلام والشّباب .
فيما تمّ بعد هذه الجلسات المتخصّصة عقد اجتماع معنا نحنُ سفراء شباب الفكر العربيّ وصاحب السموّ الملكيّ الأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس مجلس إدارة مؤسّسة الفكر العربيّ بحضور المدير العام البروفيسور هنري العويط وأعضاء الهيئة الاستشارية وعدد من المسؤولين عن برنامج الشّباب في المؤسّسة ومنهم الأستاذة مايا بطرس والأستاذة زينة كرامة ، حيث ناقش سموّه معنا قضايا تتعلق بطموحاتنا وأفكارنا واقتراحاتنا المستقبليّة بما يتعلّق في المؤسّسة وبالرؤية المستقبلية لشباب المؤسّسة ، وفي الحقيقة أودّ الإشارة هنا إلى إحساسنا بتواضع سموّ الأمير حيث سلامه علينا شابا تلو شاب ونحن في أماكننا ثم دعانا لترك الطاولات التي كنّا نجلس إلى جانبها والتقدم في جلسة متقاربة غير رسمية معه ضمن حلقة دائرية وهذا ما يحصل في كلّ عام ، وقد تشرفت بالتكليف الموجّه إليّ في هذه الجلسة بتقديم عرض نيابة عن الأخوات والأخوة سفراء مؤسّسة الفكر العربيّ في بداية الحديث لعرض تجربتنا المتميزة خلال السنتين الماضيتين مع مؤسّسة الفكر العربيّ وما قدمته لنا من تدريب وتمكين وخاصّة ذلك الذي عُقد في بيروت عام 2015 والمتضمن تدريباً حول الرّيادة وإدارة المشاريع والقيادة والإعلام ، والحديث بشكل موسّع عن مبادرة إسأل_سفير التي أطلقناها العام الماضي عبر منصات التّواصل الإجتماعيّ بهدف التّعريف بالعادات والتّقاليد بين مختلف البلدان العربيّة وتقريب الفجوة بين شعوبها للإسهام في تحقيق التّكامل العربيّ ، وصولاً إلى الحديث عن إنجازات المبادرة وسُبل تطويرها المقترحة ، إضافة إلى نقاش مفتوح كان مليئا بالطّاقة ومفعماً بالحيوية ومغموراً بالإبداع بين سموّ الأمير والهيئة الاستشارية من جهة وكافة السّفراء الشّباب من جهة أخرى وما يمثلونه من طاقات عظيمة وإبداعات منيرة ورؤى خلّاقة متميّزة.
وقد أكّد البروفيسور هنري العويط خلال جلسات المؤتمر على أنّ مؤتمر فكر لم يعد لحظة عابرة ومُنقطعة بل يندرجُ في مسيرة مُتواصلة من الإعداد والمتابعة مشيراً إلى أن مجلس التّعاون لدول الخليج العربيّة ودولة الإمارات العربيّة المتحدّة تجربتان رائدتان وناجحتان في مجال التّكامل العربيّ .
فيما تمّ بعد ذلك استضافة سموّ الأمير سليمان بن حمد آل خليفة ولي عهد مملكة البحرين في حلقة تلفزيونيّة تمّ تسجيلها في ندوة بالقاعة الرئيسيّة لفعاليّات المؤتمر مع الإعلامي تركي الدّخيل على قناة العربيّة تتعلق بتجربة مجلس التّعاون لدول الخليج العربيّة .
أما عندما نصل إلى نهاية اليوم الثّاني فسوف نتابع المسير في خضم أمواج الفخر والاعتزاز بتكريم نخبة من المتميزين العرب الفائزين بجائزة الإبداع العربيّ والتي تمّ إطلاقها في عام 2000 ليتوجها مؤتمر فكر 15 بجائزة السّنة العاشرة ضمن سبعة مجالات ، وهذه الجوائز هي إحدى برامج المؤسّسة التي تأتي كلّ عام في إطار إعلاء قيمة الإبداع وتشجيع المبدعين في الوطن العربيّ على تقديم المزيد من الإبداع .
وما يزيدني فخراً واعتزازاً هذا العام هو رؤيتي تتويج جهود رياديّين من وطني الغالي الأردنّ ، حيث فاز عن محور الإبداع المجتمعيّ الأستاذ عبدالرحمن علي الزغول عن مبادرته " الخبز من أجل التعليم " والتي قرّر أن يحوّلها بعد فوزه بهذه الجائزة إلى مؤسّسة " التدوير من أجل التعليم " التي تعنى بجمع فُتات الخبز وإعادة تدويرها لتباع لتجار الأعلاف كغذاء للمواشي واستثمار ثمنه في تأمين منح دراسية للتلامذة في المناطق والأوساط الفقيرة التي يعاني أبناؤها الحرمان من حقّهم في التّعليم . وهنا فلتسمحوا لي بالتركيز على هذه المبادرة الرّيادية المبدعة والتي أتمنى أن تتطور لتحقّق أهدافها الرّياديّة وآمال مطلقها الذهبيّة وأن يتمّ تعميمها على نحو أكبر ممّا هي عليه الآن في الأردنّ والوطن العربيّ كافة وهذا بالطبع بحاجة إلى الدعم وتضافر الجهود لترى نورا أكبر يشعّ بالخير فضاءً من العلم والمعرفة على غير المقتدرين من إتمام هذا الحقّ !
عبدالرحمن كان سفيرا لشباب الفكر العربيّ في الأردنّ عام 2013 وعندما صعد إلى منصّة استلامه للجائزة شعرت وكأنني أقف إلى جانبه أكرّم معه وهذا بالطبع يجب أن يكون شعور جميع الشّباب الأردنيين ، بل العرب وكل من يحمل في قلبه حبّا لمعنى الإنسانية والبذل والعطاء . قال في حديثه أنّها مبادرة أردنية موضحا هدفها ورؤيتها وإنجازاتها وتطلعاتها . وهذا بالطبع موضع التقدير والاحترام . ولن أنسى أنه فضل أن ترافقه والدته إلى هذا الاحتفال لترى تعبها قد أنتج إبداعا حقّ لها الافتخار فيه وإذ أقدّر ذلك عاليا وكثيرا ومُتأكد من كونكم أنتم بالطبع كذلك !.
ومن الأردنّ أيضاً فاز الدّكتور المهندس رائد يوسف مصلح بجائزة الإبداع العلميّ وهو دكتور في الجامعة الألمانية الأردنيّة في قسم الهندسة عن مشروعه برنامج التّعديل المكانيّ التّخيّليّ وهي تقنية حديثة تهدف إلى زيادة فاعليّة أنظمة الاتصالات اللاسلكيّة المتعددة المداخل والمخارج ، وذلك بزيادة سرعة إرسال البيانات من دون أيّ تكاليف إضافيّة من حيث استهلاك الطّاقة وتكاليف التّصنيع وتعقيد أجهزة الإرسال والاستقبال .
ومن لبنان تطلّ علينا المتألقة سالين توفيق السمراني الفائزة أيضا بجائزة الإبداع المجتمعي وهي سفيرة شباب مؤسّسة الفكر العربيّ في وقت سابق من الآن عن مبادرتها المتميّزة " عنصر شبابيّ يقود الإصلاح التعليميّ " التّابعة لجمعية التّعليم من أجل لبنان والذّي يتضمن اختيار متخرجين متميزين أكاديميّا ومتحفّزين للانخراط في العمل المجتمعيّ ، فيصار إلى تدريبهم لتكوين المهارات الأساسيّة اللازمة لديهم ، ثم نقلهم للعيش في مناطق سكنية نائية لتقديم التعليم لمدة سنتين للطلبة في هذه المناطق التي يرتادها طلّاب من عائلات من ذوي الدخل المحدود .
سالين خلال تقديمها لنصائح للشباب العربيّ والشّابات العربيّات تحديدا تقول : " إنّ النّجاح يبدأ مع العمل الجدّي نحو أهداف استراتيجية لخدمة المجتمع . وإنّ تظافر الجهود ما بين الشّباب هو العامل الأساسي لتنفيذ مبادرات خلّاقة ينتج عنها تطوير المجتمع. ولا بد من إدراك أنّ للشباب العربيّ و الشابات العربيات تحديداً دور كبير وهامّ في إنماء مجتمعاتنا و الارتقاء بها على نحو أفضل . لذا أتوجه بالتّحيّة لكلّ الشّابات في الدّول العربيّة و ادعوهن للتحلّي بالثقة والإيمان بقدراتهن والسعي بلا كلل نحو أهدافهن لتحقيقها والتي حتما ستثمر في نهاية المطاف ".
أمّا عن جائزة الإبداع التّقني فقد فاز فيها الدكتور محمد يوسف فتّاح من العراق عن اختراعه تقنية تحسين أداء الركائز الأنبوبيّة من خلال تقييد غلق نهاياتها عند مسافات محدّدة .
وقد فاز كتاب " السينما في لبنان – هذا المساء " لمؤلفه عبد المسيح جوزيف بوجوده من لبنان بجائزة الإبداع الفنيّ ، ورواية إيقاع لمؤلفها وجدي الكومي من مصر بجائزة الإبداع الأدبيّ ، فيما فاز الأستاذ أحمد عصمت من جمهورية مصر العربيّة بجائزة الإبداع الإعلامي عن موقعه المتميّز " منتدى الإسكندرية للإعلام " والذي تمّ إنشاؤه بهدف رفع مستوى الأداء العمليّ للعاملين في الحقل الإعلاميّ بمجالاته المختلفة .
وصولاً إلى تكريم الشّيخ سلطان بن أحمد القاسمي ، حاكم إمارة الشّارقة بجائزة مسيرة عطاء في بداية حفل التّكريم تقديراً لعطائه وجهوده في خدمة الثقافة ومسيرة التكامل العربيّ.
وفيما يتعلّق باليوم الثّالث فقد تناول ندوة حول التّقرير العربيّ التّاسع للتّنمية الثّقافيّة والتي شارك فيها نخبة متميزة من المثقفين وأعضاء الهيئة الاستشاريّة للمؤتمر . فيما تم عرض نتائج الجلسة التّفاعلية التي عقدت في اليوم الأوّل بعد تحليل ما ورد فيها بالتفصيل ، وصولا إلى عرض أهداف عام 2017 من قبل الأستاذ محمد أبوشقرة عضو الهيئة الاستشارية للمؤتمر والتي تتمثّل بأربعة أهداف رئيسيّة ، هي : ( علاقة الإعلام بالبحث العلميّ ، الاقتصاد والسّياسة ، التّكامل العربيّ ، مجتمع المعرفة ) والتّي ستشكّل إطاراً من البحث العميق حولها خلال العام القادم .
حضر جلسات المؤتمر إضافة لأصحاب السموّ والشيوخ الذين تم ذكرهم سابقاً ، سموّ الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان وليّ عهد أبوظبي ، الأمين العام لجامعة الدّول العربيّة السيد أحمد أبوالغيظ ، معالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة ، رئيس البرلمان العربيّ أحمد الجروان ، مستشار صاحب السموّ رئيس دولة الإمارات الشيخ سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان ، الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميّل ، سموّ الأمير سعود بن محمد العبدالله الفيصل ، سموّ الأمير سلطان بن خالد الفيصل ، رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة ، النائب في البرلمان اللبنانيّ السيدة بهيّة الحريري .
ومن الأردنّ معالي الأستاذ ثابت الطاهر وزير الطّاقة الأسبق ورئيس إتحاد رجال الأعمال العرب في عمّان ، والدكتور عبد الناصر أبو البصل من دائرة الإفتاء ،والأستاذة فلنتينا قسيسية الرئيس التنفيذي لمؤسّسة عبدالحميد شومان يرافقها من نفس المؤسّسة الأستاذة ريم قطيشات ، والأستاذ محمد أبوسماقة رئيس المركز الثقافي الملكيّ بالإضافة إلى الأستاذ عبدالرحمن علي الزغول ووالدته فائزا بجائزة الإبداع المجتمعيّ ، والفائز بجائزة الإبداع العلميّ الدّكتور رائد مصلح وزوجته ، و أحمد نضال عوّاد سفيراً لشباب مؤسّسة الفكر العربيّ .
ومن الجدير بالإشارة إلى أنّ مؤسّسة الفكر العربيّ هي مؤسّسة دوليّة أهليّة مستقلّة ، ليس لها ارتباط بالأنظمة أو التّوجهات الحزبية أو الطّائفية . وهي مبادرة تضامنيّة بين الفكر والمال لتنمية الاعتزاز بثوابت الأمّة ومبادئها وقيمها وأخلاقها بنهج الحريّة المسؤولة . وهي تعنى بمجالات المعرفة المختلفة وتسعى لتوحيد الجهود الفكريّة والثّقافيّة وتضامن الأمّة والنهوض بها والحفاظ على هويّتها . ومن برامجها المؤتمر السنوي " فكر " ، مركز الفكر العربيّ للبُحوث والدّراسات ، جوائز المؤسّسة ، مشروعات التّربية والتّعليم ، وبرنامج الشّباب .
إذ يشكل برنامج الشّباب تجسيداً لرؤية فريدة وملهمة تعنى بالشّباب كعنصر فاعل وأساسيّ في المجتمع . حيث تعتزم المؤسّسة من خلال هذا البرنامج إلى تحفيز الشّباب على الإبداع ، وتعزيز المعرفة لديهم ، ومدّهم بالخبرات اللازمة ، وإثراء معارفهم من خلال الدّورات التّدريبيّة وأخذ زمام المبادرة في سبيل تطوير مجتمعاتهم ، إضافة لحضورهم أنشطة المؤسّسة وفعالياتها . وتشمل دفعات السفراء الشّباب ( دفعة عام 2011 ، دفعة عام 2012 ، دفعة عام 2013-2014 ، دفعة عام 2015-2016 وهي الدفعة الحالية من السّفراء الشّباب ).
وفي هذا الصّدد فيما يلي جولة حول وطننا العربيّ ، نرى فيها رأي شباب فكر المشاركين في فعاليات المؤتمر لنضع إضاءات نهتدي بها في طريق النّور والضّياء ، فالشّباب في الوطن العربيّ يشكلون أعلى نسبة في مجتمعاتهم ، ووجب علينا رعايتهم وتمكينهم ومنحهم الفرص التي يثبتون من خلالها إبداعاتهم ويعزّزون فيها قدراتهم لبناء مجتمع المعرفة والتّآخي والتّكامل .
إضاءات من سفراء شباب مؤسّسة الفكر العربيّ : انتصار المصراتي من تونس تقول " جميل جداً الالتقاء بالسفراء القدامى للمؤسّسة وتعرفنا عليهم وهذا يبشّر بالخير ، خاصّة أن منهم الكثير من الأشخاص ذوي كفاءة وخبرة كبيرة وبكل تأكيد لن يتوانوا عن تقديم المساعدة التي نحتاجها " .
بندر المطلق سفير شباب الفكر العربيّ في المملكة العربيّة السّعودية يعتبر أنّ مؤتمر فكر خلال الأعوام الثّلاثة الماضية ركّز على موضوع التّكامل العربيّ لدعم وتمكين المفكرين والمؤثّرين في هذا النّطاق ، ليبحثوا كل عام في السّبل والآليّات والتّجارب التي قد تصل بِنا إلى تحقيق تكامل عربيّ فعليّ على أرض الواقع . لذا فقد تحولت ثقافة التّنظير إلى ثقافة السّؤال والتأطير لنصل لأجوبة شافية للسؤال التكامليّ من كافّة الحضور المثقف ، وإشراك الشباب في جميع هذه الخطوات يعدّ من أهمّ العوامل لتفعيل الأهداف بشكل مستدام " .
ومن ليبيا مروان بكيت يقول : " المؤتمر كان جيّد من حيث التّنظيم كسابق المؤتمرات التّي شاركنا بها ، وتناول طرح قضايا متعددة وواقعيّة يعيشها العالم العربي اليوم . كما ناقش هذا المؤتمر أهمّ التّحديات في المنطقة على أساس اقتراح الحلول في التّقرير القادم، ونأمل أن يكون هناك دور فاعل للشباب بشكل أكبر في مؤتمرات فكر القادمة أسوة بمؤتمر فكر 14 بالقاهرة مثلا حيث ساهم الشّباب في تنظيمه " .
روان التكريتي من سوريا تقول : " بالنسبة لي كان مؤتمر فكر بطابعه الذي اعتمد على اقتراح تجربة دول الخليج ومجلس التعاون الخليجي متميّزاً ، إذ قدّم هذه التّجربة بطريقة تحليليّة كمثال حيّ و واقعيّ عن دول رغبت بالإتحاد وواجهت المصاعب إلى أن استطاعت في النهاية تحقيق التكامل بمجالات كثيرة فيها ".
وتضيف : " إنّ فكرة التّكامل العربيّ تبدو خياليّة وصعبة التّحقيق، لكن ما حققته الآن دول الخليج العربي إثبات بأنّ التّكامل بحاجة إلى( الإرادة والرغبة والعمل ) ، وإذا ما اجتمعت هذه العناصر أصبح التّكامل واقعا بدلاً من كونه خيالاً " .
ومن دولة عقد المؤتمر سميرة نصيري سفيرة مؤسّسة الفكر العربيّ في دولة الإمارات العربيّة المتحدة تقول : " عُقد مُؤتمر الفكر العربيّ السّنويّ في وطني هذا العام بدولة الإمارات العربيّة المتحدّة يُشعرني بالفرح والفخر. كان لقاءً يجمع بين حصيلة معرفيّة معاصرة حديثة متجددة لمواضيع مختلفة استجدت بعالمنا العربي . إضافة إلى ذلك الالتقاء بالسّفراء و التّشارك معهم ، فالعلوم والخبرات الحياتيّة المختلفة والأعمال المجتمعيّة متواجدة في مختلف البلدان العربيّة " .
ومن المغرب العربيّ يطلّ علينا م . يوسف لمداسني ويقول : " بالنسبة لي مؤتمر فكر هي لحظة الأمل. ذاك الملتقى الذي يذكرنا ان حلم التّكامل ممكن ، وأنّ العرب على اختلاف لهجاتهم و ثقافاتهم و تقاليدهم لهم ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم. مؤتمر فكر يذكرنا بحجم المسؤوليّة الملقاة على عاتقنا حتى نكون لبنة في بناء صرح التّكامل العربيّ المنشود " .
ومن اليمن عمّار مرشد المتألق والذين واجه صعوبات كثيرة في سبيل أن يصل إلى المؤتمر لأنه يؤمن المؤسّسة وبأهدافها الخلّاقة الدّاعية إلى تحقيق التّكامل العربيّ فيقول : " تجربتي مع مؤسّسة الفكر العربيّ هي الأرقى والأجمل بالنسبة لي ، فقد صنعت عندي الأمل منذ أوّل مشاركة لي معها في بيروت عام 2010. مؤسّسة الفكر العربيّ جعلتني أثق بنفسي أكثر ، وساعدتني في الوصول إلى مناصب كبيرة وكثيرة ، هي تجربة عريقة وتاريخها يسطّر ذاكرتي ويبدو أنّه لن يكون هناك مؤسّسة أخرى تنافسها فيما تقدمه لي وللشباب العربيّ ، كل الشّكر لمؤسّسة الفكر العربيّ المهنيّة ، وإنني أرى أنّ العمل الجماعي يمنحنا التفاؤل والأمل ".
أمّا من البحرين فيقول الإعلامي إسلام الزّيني : " الاشتراك في برنامج السّفراء الشّباب كانت تجربة مثرية ، والمشاركة في الورش والمؤتمرات السّنوية تساهم في صقل خبرات الشّباب من خلال المساهمة مع صناعة القرار لصياغة رؤية التكامل العربي " ويضيف : " أؤمن أن الدور البارز والثقة الكبيرة التي تمنحها المؤسسة للسّفراء الشّباب تدعمهم في سبيل الارتقاء بالعمل الاجتماعي والشّبابي وإطلاق المبادرات الإبداعيّة الرامية إلى علاج المشكلات البارزة في المجتمع " .
سلام زهران سفيرة شباب مؤسّسة الفكر العربيّ في لبنان تقول : " مؤتمر فكر كان دائماً مناسبة تجمع سفراء الفكر وتسمح لهم بالتشبيك مع العديد من المفكرين والمثقفين وصنّاع القرار العرب ، وتسمح لهم بالتعرف على أهمّ المواضيع التي تتعلق بالهويّة العربيّة والتّكامل العربيّ ، فكان مؤتمر فكر 15 جامع لكافة السّفراء والمميّز فيه أنّنا اجتمعنا مع سموّ الأمير بندر بن خالد الفيصل والهيئة الاستشارية للمؤتمر وبهذا الاجتماع استطعنا أن نقدّم أفكارنا مباشرة والنقاش معهم وهذا منحنا المزيد من التحفيز . وباعتقادي هذه الخطوة من أهمّ الخطوات التي قامت بها المؤسسة لتفعيل سفراء شباب الفكر العربيّ ".
ومن دولة الكويت ليلى المختار تقول : " الجميل بالمؤتمر هو أنّه سمح لي بالالتقاء مجدّدا بالشّباب من مختلف أنحاء الوطن العربيّ والتّعرف على مبادراتهم التي يقومون بها في مجتمعاتهم ، إضافة إلى أنّنا نسعى لتطوير مبادرة إسأل سفير لتكون مبادرة متميّزة جامعة للشباب العربيّ وكافة سفراء المؤسّسة " .
عبدالله عمر من الصومال يقول : " تجربة فكر 15 كانت تجربة فريدة من نوعها لأنّها كانت تتمحور حول موضوع التّكامل العربيّ علي المستويات الإستراتيجية والثقافيّة في ظلّ ما تشهده المنطقة العربيّة من مخاطر أمنية وتهديدات لوحدتها الترابيّة وهويتها الدينيّة والفكريّة " .
عبد الناصر بيب من موريتانيا يقول : " برنامج السّفراء الشّباب لمؤسّسة الفكر العربيّ من بين أروع البرامج التي شاهدت في منطقة الشّرق الأوسط . كانت بالنسبة لي هي الانطلاقة . كانت فرصة للقاء مجموعة من القيادات الشبابيّة في وطننا العربيّ والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم ". ويضيف : " لقاؤنا مع سموّ الأمير بندر خلال مؤتمر فكر 15 كان فرصة لنا كسفراء شباب للمؤسّسة لتقديم رؤيتنا لبرنامج السفراء وبرامجنا من أجل خدمة أهداف المؤسسة، لقاء يذكر فالشّكر لسمو الأمير " .
سفير شباب مؤسّسة الفكر العربيّ في فلسطين بشار الصّري يقول : " مؤسّسة الفكر العربيّ ؛ نقطة التّحول وبداية أفق جديد ، يطول الحديث عنها فهي أم البدايات ولها الأثر الأكبر في الانتقال إلى التنور والتقدم،. قدمت لي هذه المؤسّسة على الصّعيد الشخصي والعملي الكثير خصوصاً مؤتمرنا السّنوي #فكر " . ويضيف حول المؤتمر : " مؤتمر فكر هذا العام كان غنيّ بالإجابات للتساؤلات التي طرحناها خلال الأعوام الماضية، وتناول محاور التكامل العربي بشكل مفصّل،. جلسات الحوار والجلسات التفاعلية والأحاديث الجانبية أعطتني دفئا يملؤ قلبي وفكرا يملؤ عقلي وتحدي يحفّز ذهني لمائة عام . ولرئيس مجلس إدارة المؤسّسة سموّ الأمير بندر بن خالد الفيصل أثر كبير في تحفيزنا وتشجيعنا على تحقيق كل ما هو متميز ، فكل الشكر لسموّه وللمؤسّسة التي كانت وما زالت وستبقى بيتنا الثّاني ".

ومن السفراء السّابقين غسان حدّاد سفير الشباب في لبنان عام 2012 إذ قال " تجربتي مع مؤسّسة الفكر العربيّ تتميّز من خلال الالتقاء بنخبة من الشّباب العربيّ النّاشط في مجال حقوق الانسان والثقافة ، وهذا يُساهم في الاستفادة من الخبرات المشتركة لإفادة مجتمعاتنا في كلّ دولة من دولنا العربيّة ؛ من خلال مشاريع و ورش عمل على أرض الواقع ".
وعندما نذهب إلى تونس تطلّ علينا سفيرتها لعام 2012 ناريمان دخيل وتقول : "إنّها تجربة مميزة بكلّ المعايير . أوّل شيء بالنسبة للمواد المقدمة سواء أكانت بحوث أو كتب مترجمة أو تقارير منشورة حيث أستفيد منها على الصّعيد العلميّ و المعرفيّ و المهنيّ ، و يستفيد منها المدرسين و الباحثين في بلدي تونس والوطن العربيّ بشكل عام " . وتضيف ناريمان : " الأمر الثاني هو التّشبيك مع الشخصيات الحاضرة و فريق فكر المتميّز بسفرائه و كل القائمين على المؤسّسة وهذا يخلق لنا فرصاً جديدة و يعطينا دائماً مجالاً لطرح و تبادل أفكار مبتكرة سنعمل على تجسيدها على أرض الواقع. و أكثر ما أحببته هو إعطاء الفرصة للشباب لإبداء رأيهم بكل حريّة و المشاركة في عملية صنع القرار سواء كان ذلك خلال السّنة و ذلك يتمّ من خلال التّواصل الدائم عبر البريد الإلكتروني لاستشارتنا ، أو عندما يُطلب منّا آراؤنا في موضوعات مختلفة ، أو خلال الاجتماعات الموازية مع سفراء فكر التي تتمّ خلال المؤتمر" .
عبدالرحمن أحمد الجعفري أحد الشّباب المشاركين في المؤتمر – رئيس إتحاد الطلاب العرب في جامعة أوريقون - يقول : " كطالب عربيّ درس في الخارج ( في الولايات المتحدة الأمريكيّة بالتّحديد ) ، و بعد غياب ستّة سنوات عن الوطن العربيّ قررت أن أعود لوطني و كلي أمل في المشاركة في التغيير والارتقاء بعالمنا العربيّ. لكن بحكم ما مرّ بوطننا العربي من أحداث كان يتوارد في ذهني الكثير من الحيرة في العودة للوطن و كيفية التّعايش مع نمط الحياة . لكن بفضل من الله كٌتبت لي الفرصة لحضور مؤتمر الفكر العربيّ ، فكر15 وإنّني في الحقيقة ذُهلت بالعمل و الجهود الذي تقدمها مؤسّسة الفكر العربيّ و المواهب الشّبابيّة الذين تحتضنهم هذه المؤسّسة. إنّني مؤمن بأن المستقبل العربيّ مشرق و متألق بإذن الله بوجود مثل هذه المؤسّسة وغيرها من المراكز والمؤسّسات العربيّة التي تنمّي التّواصل و التّكافل و تبادل الأفكار في وطننا العربيّ ".
الإعلامي الشّاب عبد المجيد الطاسان من إذاعة ( أ أ اف ام ) يقول : " لأوّل مرّة أتشرف بالحضور كإعلامي لمؤتمر فكر 15 في أبو ظبي عاصمة الإمارات العربيّة المتحدة . المؤتمر جمع العديد من المفكرين والأدباء من جميع الدّول العربية وكذلك جمع السّفراء الشّباب لمؤسسة الفكر العربيّ ، وعندما تحدث المؤتمر عن التكامل من أربعة جوانب ( الاقتصادية ، الأمنية ، الثقافيّة ، ومؤسّسات التّكامل العربيّ ) أعطى فرصة للشّباب وللمفكرين والأدباء الالتقاء والتعارف وطرح الأفكار فيما بينهم " . وعن تجربته وشعوره يضيف : " كانت تجربة جميلة جداً ، علّمتني أنّ وطننا العربيّ لازال يجذب العقول النيرة في جميع المجالات وبفضل من الله ، والشكر لمؤسّسة الفكر العربيّ التي جمعت أصحاب هذه العقول النيرة في منصّة واحدة " .

في النّهاية لا يسعني إلا أن أقول في نهاية المقال ، أنّنا ندعو الله يحفظ بلادنا وأوطاننا وأن يجعل السّلامة والأمّان تعمّ دائما في ديارنا وفي كافة أنحاء الوطن العربيّ والعالم !








طباعة
  • المشاهدات: 36394
هل أنت مع عودة خدمة العلم بشكل إلزامي؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم