حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 31750

ضبوا الشناتي

ضبوا الشناتي

ضبوا الشناتي

17-12-2016 09:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أنغام النصيرات
منتصف الليل .. شوارع فارغة من أي عابر ، و" ضيعة " صغيرة قد اشتاقت لكهرباءَ تزين أزِقَّتَها ، بيوتٌ يتراءى للناظِرِ من نوافذها أنوارُ شموعٍ خافتة ، تقبَعُ حولها عائلةٌ صغيرة ، مكونة من طفلة وصبية وأم وأب ، تجمعوا حول موقد صغير مشتعل ، يحتضن شعلة نار اشتاقت لقطرات مشتقات نفط ، استعاظت العائلة عنها بقطع ثياب وأحذية ..
- إم شام ، ما بدي وصيكي بكرا ، سكري ورايي الباب منيح ، وما حدا منكن يطلع لبرا وما تفتحوا الباب لإيمن كان .
- إيه حاضر لا تاكل هم ، وإنت كمان انتبه عالطريق وانت جايي ، لك والله لولا هالأكل ما كنت سمحتلك تتركنا وتطلع .
- تصبح على خير بابا ..
ينظر إليها والدها بعيون ترتجف غضبا ، "إصحك تطلعي من الباب برا عم تفهمي ، ما بدي حدن يعرف انه أنا عندي بنت "..
ينسحب الأب إلى غرفته بعدها باكيا ، كم كان يحلم بتلكَ اللحظة التي تدخل فيها شام عليه حاملة بيدها شهادة الطب لكي يفاخر بها سكان الحي أجمع ..
تهرع شام إلى غرفتها تبكي بصمت ، تستذكر أيام الجامعة ، تغمض عيناها لتتذكر كلية الطب في جامعة دمشق بمبانيها المحتشدة بالطلاب ، ومقاعدها التي لطالما احتضنت أحلاما مكللة بالجوري الأحمر . تجفل من أحلامها على صوت طائرة في الخارج ، تهرع إلى سريرها لتتناول من أسفل وسادتها ربطة عنق تضمها إلى قلبها المرتجف ، " يا ترى وين أراضيك يا شهاب ، وعدتني إنك ما حتسمح للموت يسرقك ، ما بهمني ترجع على قد ما بهمني تكون عم تتنفس " ..
في طرف آخر لا يعلم مكانه احد ، تحلق مجموعة من الشبان حول نار نجحوا أخيرا في إنارتها رغم الرياح والمطر ..
- " شباب حدا منكن شاف شهاب ؟ "
- " إيه ليكه هنيك عم يطالع جبال حلب "

" سوريا يا بلد الفرح والشباب ، يا بلد الفن والمسلسلات يلي ربيوا على حلقاتها شباب ، يا وجعي آخ شو صار فيكي .. " - يخرج شهاب من جيب سترته من جهة القلب صرة تحتضن خصلة شعر بنية - " يا ترى كيفك يا شام ، يا ترى لسا عيونك بلون لوز حماة ، ولا دخان الحرب غيم فيهن ..
بسوريا ، ممنوع إنا نحلم ، إلا إنا ندمر شي طيارة أو نعيش شي يوم بلا قصف ، أحلامنا سقفها معبى دخان ، ما عاد فينا نميز إزا يلي نازل من السما بارود ولا مطر ، وما عم نحلم بالتلج متلكن ، منا تشرق الشمس ، إيه الشمس لحتى نلحق ندفن جثث صبيانا وبناتنا ، مو حرام يندفنوا بالتلج بدل تراب الأرض يلي ضلوا فيها منشان يموتوا فيها .."
ما عاد فيني احكي .. آسفين سوريا ، آسفين يا وجعنا ..
"
سفرني عأيا بلد واتركني وانساني ..
بالبحر ارميني ولا تسأل ما عندي طريق تاني ..
مو طالع شم الهوا ، ولا طالع غير جو ..
بيتي بالضرب هوى ، ودخان الحرب عماني ..
اتركني حاول مهما كان ، أنا بالآخر إنسان
سميها نزوء ، أو لجوء .. وانساني .. "
#حلب_تنتفض #أغيثوا_حلب #حلب








طباعة
  • المشاهدات: 31750
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم