حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25426

المخدرات كارثه على الأبواب

المخدرات كارثه على الأبواب

المخدرات كارثه على الأبواب

20-12-2016 12:57 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح مفلح الطراونه

تساؤلات تحتاج إجابة هل ظاهرة تعاطي المخدرات باتت تشكل بفهمها العام مشكله وطنية ولابد من التكاتف للقضاء عليها ، أم إن مشكله التعاطي في دور المدارس والجامعات باتت أكثر ما يؤرق الدوله من حيث حجم هذه الظاهرة الخطيرة ودخولها إلى عنصر الشباب والذين يشكلون في مجتمعاتنا العربية أكثر من النصف ام أن الترويج للمخدرات هو من يشكل الخطر الداهم والصامت إزاء تفشي ظاهرة المخدرات بمجتمعاتنا ، ام ان الإتجار بالمخدرات هو الطريق الوحيد للغنى والغنى الفاحش وبسرعة تفوق التطور التكنولوجي الحاصل على كوكبنا هو ما يدفع الشباب لهذا الوباء ،أم ان الجهل بفهم ماهية المخدرات وأثرها في هدم البنيان الاجتماعي والنفسي هو من يجعلنا نتوه عن الأسباب ، ام أنها قلة وعي وسائل الإعلام المختلفة وحلقات المعرفة وطرح قضية المخدرات بكل وضوح بالمدارس والجامعات والمساجد هو من جعلها تتفشى بسرعة مذهله بين افراد المجتمع وبالتالي أصبحت ظاهره ذات أبعاد اكبر بكثير مما تتوقع أجهزة الدوله والمعنيين
ترى أين يكمن السبب في تفشي هذه الظاهرة ..؟ و ما الذي لا يدفع الحكومات لطرح هذه القضية بكل إبعادها وبكل وضوح ...؟ وهل بالفعل لدينا المعلومة الكاملة حول المخدرات .. واين نحن من التغطية الإعلامية لمثل هذه الظاهرة وأين نحن من البدء بإيجاد الحلول المنطقية لقضية بحجم المخدرات ، أين النشرات أين الندوات أين المحاضرات أين الطرح الفعلي لقضية بحجم ... موت بطيء ؟

إن استخدام المخدرات قديم قدم البشرية وعرفتها أقدم الحضارات في العالم فقد وجدت لوحة سومرية يعود تاريخها إلى الألف الرابعة قبل الميلاد تدل على استعمال السومريين للأفيون وكانوا يطلقون عليه نبات السعادة وعرف الهنود والصينيون ' الحشيش ' منذ الألف الثالث قبل الميلاد كما ورد في كتاب صيدلة ألفه الإمبراطور كما وصفه هوميروس في الأوديسا. وعرف الكوكائين في أمريكا اللاتينية منذ 500 عام ق.م وكان الهنود الحمر يمضغون أوراقه في طقوسهم الدينية.
أما القات فقد عرفه الأحباش قديماً ونقلوه إلى اليمن عام 525 ميلادي. وفي أوائل القرن التاسع عشر تمكن الألماني سيدترونر من فصل مادة المورفين عن الأفيون وأطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى مورفيوس إله الأحلام عند الإغريق وفي المشرق الإسلامي يرجح ابن كثيرأن الحسن بن الصباح في أواخر القرن الخامس الهجري، الذي كان زعيم طائفة الحشاشين، وكان يقدم طعاماً لأتباعه يحرف به مزاجهم ويفسد أدمغتهم. وهذا يعني أن نوعاً من المخدرات عرفه العالم الإسلامي في تلك الحقبة.

ويرى المقريزي أن ظهور الحشيشة كان في أول القرن السابع الهجري على يد 'الشيخ حيدر' من جهلاء المتصوفة وكان يدعوهم بحشيشة الفقراء. أسباب انتشار المخدرات : لانتشار المخدرات أسباب مختلفة منها ما يتعلق بطبيعة هذه المواد، أو شخصية متعاطيها والظروف البيئة والحضارة والسياسية الاستعمارية في العالم المعاصر. نعم .. لقد كان للاستعمار ومخططاته لاستعباد العالم الإسلامي والدول النامية عموماً أثر كبير في انتشار المخدرات على نطاق واسع من أجل السيطرة عليه بشل طاقات الأمة وقتل نفوس أفرادها كما فعلت بريطانيا عندما شجعت على زراعة الأفيون في الهند ومصر وكما فعلت من أجل السيطرة على الصين عندما أوحت إلى عملاتها بزراعة الحشيش في أرضيها والذي مكنها من استعمارها الصين أكثر من ثلاثة قرون ولعل أهم الأسباب الاجتماعية الظروف الصعبة في العمل وانتشار البطالة وكثرة انتشار الأفلام الهابطة التي تروج لها. والتقليد الأعمى الذي يسيطر على مراهقينا مع الفقر الذي يلجئهم للبحث عمن يعطيه أو يغنيه فيتلقفه أرباب الفساد وتجار الرذيلة .

وفي بحث أجراه الدكتور الطيار على مجموعة من المساجين من متعاطي المخدرات بين فيه أن المشاكل الأسرية والخلاف بين الزوجين كثيراً ما يدفع أفراد الأسرة للجوء إلى المخدرات هرباً من الواقع المؤلم الذي يعيشونه وكذا سوء معاملة الأولاد، أو الإفراط في تدليلهم وتلبية رغباتهم.

كما يعتبر سفر أبنائنا إلى الخارج وسرعة التنقل من الأسباب التي سهلت لهم امكانية الحصول على الجنس والمخدر بعيداً عن رقابة الأهل. كما بين أن العمالة الأجنبية هي من أخطر المصائب التي ابتليت بها مجتمعاتنا المحافظة حيث ينقل العمال الأجانب إلى الأسر التي يعيش فيها تقاليدهم وعاداتهم فكان للعمالة الأجنبية باع طويل في تهريب المخدرات والترويج لها. وهناك ارتباط وثيف بني انتشار المخدرات وانتشار الأمراض المنتقلة الجنس وخاصة الإيدز فهناك حلقة مفرغة بنيهما فتعاطي المخدرات يؤدي إلى انتشار هذه الأمراض، كما أن الإصابة بتلك الأمراض الجنسية يغلب معها إدمان المخدرات
ولعلنا من خلال الإحصائيات والتوصيات التي يجب الأخذ بها نستطيع أن نعيد بوصلة النظر مجدداً على قضيه بهذا الحجم
وهذه الخطوره ..حيث تشير إحصائيات البرنامج العالمي لمكافحت المخدرات والجريمه
UNOD
التابع الى الأمم المتحده إن نحو 250 مليون شخص بالعالم تعاطوا المخدرات غير المشروعه أي ما يشكل 5% من المجموع العام لسكان الارض , وان المجتمعات العربيه ومن خلال صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي أن معدل الإدمان في مصر بلغ ( 9 ملاييين مدمن بنسبه 10 %وكان من بينهم 72% ذكور و 28% إناث كما كانت لبنان 0.6% اي 24 الف مدمن من اصل 4 ملاييين وكان ابرز انواع المخدارات المستخدمه هو الاقراص و والحشيش والكبتاغون , والسعوديه كانت 0.7% بما يعادل 200 الف مدمن من اصل 28 مليون وتتعامل مع الهيروين والكوكائين واقراص الكبتاغون , سلطنة عمان سجلت معدلات غير مسبوقه وملفته اذ بلغت النسبه 20% اي 5100 مدمن من اصل 4 مليون مليون وتتعامل مع الهيروين والكوكائين واقراص الكبتاغون والجزائر 300 الف مدمن تونس 2.8% 311 الف مدمن من اصل 11 مليون وكانت تستعمل القنب الهندي كمخدر , الكويت 7% اي 70 الف مدمن تتعامل مع الهيروين , والكوكائيين , الاردن من 2-3% حسب تقارير غير رسميه للأسف حيث تستعمل الاردن اخطر انواع المخدارات وهو الجوكر والذي يصنع من ( مواد كيمائيه سامه حيث تحتوي مادة الجوكر على اعشاب مجهولة تضاف اليها مواد كيميائيه عالية السمه أبرزها الأسمده والمبيدات الحشريه ينتج عنها تفاعلات تعطي تأثيراً مخدراً يدخن الجوكر مثل السجائر يتراوح سعر السيجاره ما بين 20-25 دولار لكل ( 4 غرامات ) الملفت للنظر بالمتعاطي انه يذهب بنوم عميق تسبقه حاله من الهذيان وفقدان الأتصال بالواقع ) وتمكن خطورته بانه يحتوي على مواد سريعة الذوبان بالدهون والنسيج الدماغي ..
لذلك ولأننا حقيقه معنيين بوضع جزء من التوصيات التي تساعد بالنظر الى مثل هذه القضيه فاننا نوصي بان يكون هناك مرتكزات أسايه للوعي بهذا الجانب .. ونتأمل ان يكون ( لدور المساجد والمنابر أثر في طرح القضيه على المستوى المطلوب والحديث عن اهمية تجنبها , إضافه الى التركيز على الاهتمام بالمتخصصين بالتوعيه بهذا الجانب لإلقاء محاضرات بالجامعات والمدارس والمعاهد , إيجاد مراكز للبحوث حول مثل هذه الظواهر وآثارها السلبيه على المجتمع , دعم الباحثين في مجال الإعلام للحصول على المعلومه الدقيقه والإحصائيات الحقيقيه لتكون قيد الدراسه والنظر بها والإشاره الى اماكنيه البحث عن حلول .
ثمة حاجه ماسه لإعطاء الموضوع الأهتمام من مؤسسات الوطن الرسميه وكل العاملين بحقل التثقيف والتوعيه .
هذه المقاله ( فازت بجائزة النيل لعام 2016 )








طباعة
  • المشاهدات: 25426
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم