28-12-2016 04:32 PM
بقلم : علاء فيصل القصراوي
الأردن أرض خير وبركات، على ثراها المبارك يكون الحشد والرباط، ومن هذه الأرض تُؤسّس وتُسيَّر الجيوش التي يهلك الدجال على يدها، تنشأ من غور الأردن حتى تقتله بباب لُد في فلسطين، هذه الأرض التي يتحيز إليها المؤمنون، ويرابط على ثراها المسلمون الموحدون، حتى إذا حانت ساعة الصفر كان كل من يُؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن عند ثنية فيق (وهي عقبة في غور الأردن مطلةٌ على بحيرة طبريا)، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، وتخليص فلسطين المسلمة من جرثومة الإجرام العالمي بالقضاء على دولة اليهود اللقيطة، وقتل قائدهم المسيح الدجال.
في أرض الأردن ينحاز المرابطون، وفيها مجتمع فسطاط المؤمنين الموحدين. روى الحاكم في كتابه المستدرك في الصحيحين من حديث حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه) المطول أن النبي (صلّ الله عليه وسلم) ذكر الدجال وقال: (...آخر أمر الدجال حين يطلع له رجالٌ من بطن الأردن على ثنية فيق، كلهم يؤمنون بالله واليوم الآخر، وأنه يقتل ثلثاً، ويهزم ثلثاً، ويُبقي ثلثاً... الخ).
هذه الأرض هي بوابة الفتح الأعظم لفلسطين، وهي حصنٌ ما زالت عصية على الكافرين، منذ فتحها المسلمون، وقد روى أبو داود في سننه عن مكحول الشامي حيث قال: "لتمخرُنّ الروم في الشام أربعين صباحاً، لا يمتنع منها إلا دمشق وعمّان" ، وقال مرة: "لتغلبن الروم على الشام أرضاً أرضاً، لا يمتنع منها إلا الشام وعمّان وأعالي البلقاء"
هذا البلد المبارك، من أكناف بيت المقدس، وبيت المقدس بؤرة البركة، هي الأرض المقدسة التي ذكرها الله عزّ وجلّ في القرآن، هي التي فيها قال الله سبحانه وتعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" هي الأرض التي قال فيها جلّ جلاله: "ونجينا لوطاً" .هي الأرض التي باركنا فيها للعالمين، وحازت الأردن لقربها من هذه الأرض المباركة أحسن البركة.
الأردن فيه جيشٌ من الموحدين، يقطع جهيزة المدّ الفارسي إلى جزيرة العرب، كما قال عبدالله بن عمر بن العاص. وإننا والله ليحزننا أبلغ الحزن وأشدّه ما وقع لإخواننا في الكرك، دماءٌ معصومة، قُتلوا غدراً وظلماً على يد طائفةٍ وصفها النبي (صلّ الله عليه وسلم) فقال: "هم شرّ الخلق والخليقة، خير الناس من قتلهم أو قتلوه".
هذه البلد داخله في حُسبان الروافض وصَدّروا الكثير من التهديد لأهلها، وداخله في حُسبان الصهاينة، وإنني لأنصح القارئ أن يصطحب هذه المعاني ولا يغفل عنها.
ستقع على ثرى أرض الأردن وقعات جِسام عظيمات، يظهر فيها كمال التوحيد، والإخاء بين المسلمين السنة، ينصرون بذلك إخوانهم، وهم أول من يكسر الفرس، وهم أول من ينصر أخوانهم في جزيرة العرب، وهم من سيشفي بإذن الله صدور المسلمين من الروافض الملاعين.
أُهيب بأبناء الوطن العقلاء أن ينتبهوا للأصول النبوية التي ذكرت، وأن نجتمع على عقيدة صحيحة وعمل صالح، وأن ننبذ العصبيات التي تفرق جمعنا وتوهن بأسنا، وتضعف قوتنا، وأن نكون على قلب رجلٍ واحد.
فيا أهلنا بالأردن أفيقوا.. فبلادنا أرض الحشد والرباط، عقيدة إيمانية، وليست قصيدة شعرية، أو دعاية انتخابية، فطهروها من كل شرك أو بدعة أو معصية وفساد وانحلال.
أيها الأردنيون، بلادنا أرض خير وبركة، كان يُضرب المثل بجنانها وخيراتها، فأعيدوا حرثها لتأكلوا مما تزرعون، وابنوها لتلبسوا مما تصنعون، فمن لا يأكل مما يزرع، ويلبس مما يصنع، فقراره مختطف أسير، وشأنه حقير، وشعبه فقير.
اعتصموا جميعاً بدينكم الذي فيه عزتكم، واحتكموا إلى كتاب ربكم الذي فيه ذكركم، وانتصروا لسنة نبيكم محمد (ص) الذي به شرفكم، وسيروا على نهج أسلافكم الصالحين الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى أردن العِزّ والكرامة.
اللهم إني استودعتك الأردن رجالها وشبابها، نسائها وفتياتها، أطفالها وشيوخها، اللهم إني استودعتك أراضيها وخيراتها، أمنها وأمانها، وأهلها. اللهم إني استودعتك برّها وبحرها فاحفظها بحفظك يا من لا تضيع عنده الودائع وأنت خير الحافظين، واجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.