28-12-2016 04:33 PM
بقلم : د. نزار شموط
ما حدث مؤخراً من اعتداء سافر من ثلة من المظلَلين , الذين انساقوا وراء الفكر المتطرف , وكانوا ضحية لتيارات متنحية فكرا ومنهجا , هز مشاعرنا , لما نتج عنه من سفك لدماء شهداء ابرياء دافعوا بارواحهم عن ثرى بلدهم بشجاعة واباء .
عندما نستعرض واقع الحال لشأننا الداخلي، وحال ما يدور حولنا، وما طرأ من مستجدات ومتغيرات وطفرات عمت جميع المنطقة , وافرزت الصراعات الطائفيه والفئويه والتطرف في كافة المناحي , مما ادى الى تدمير هذه الدول المحيطة بنا وتشريد مواطنيها , ونحن في الأردن لم نكن في منأى , عما حدث ويحدث حولنا , وما حدث هو نتيجة لارتدادات هذه الصراعات .
كلنا يتفق على أن ظروفنا الاقتصادية صعبة ، فنحن لسنا بمعزل عن العالم الذي يأن تحت وطأة التردي الاقتصادي . ومن المؤكد ان الظروف الاقتصادية التي نمر بها جعلت من هؤلاء الشباب المنحرفين فكرا ومنهجاً وسلوكاً , مطية سهله للاستقطاب من قراصنة الارهاب بتسخير الاغواء المادي لهؤلاءالشباب لهذه الغاية , مما يستدعي اجراء حزمة من الاجراءات الواقعية والسريعة لتوفير الامان الاقتصادي بحده الادنى على الاقل , من خلال توفير فرص العمل ودعم الرواتب, وتأمين فرص العمل ومحاربة الفساد , ليتحقق الأمن الاقتصادي والاجتماعي للجميع .
فكثير من القضايا تحتاج للمعالجة ، والحوار يتيح للأطراف الإلمام بواقع أي مشكلة هي قيد المعالجة ويؤدي في النهاية إلى التقارب في وجهات النظر, والتي بالمحصلة تقود إلى إيجاد الحلول الواقعية .
إن ما حدث , زاد من تكاتف هذا الشعب بجميع مكوناته واطيافة , والتفافة خلف قيادته , واجهزته الامنية بكافة قطاعاتها من جيش ودرك وامن عام ودفاع مدني .
فكلنا أبناء وطن يفتخر بنسيجه الوطني المتعاضد ، وبتمسك كل فرد منا بتراب هذا الوطن الذي ننعم فيه بالتآخي والمحبة والأمان ونفاخر بما نحن فيه.
كل هذا يعطينا بريق امل بعهد جديد , و يحتاج منا كمواطنين المساهمة الفاعلة في إذكاء روح الحوار البناء للوصول الى الأهداف المنشودة , ولننظر للمستقبل بتفاؤل , فنحن بخير وألف خير طالما وحدتنا الوطنية مصانة وطالما مصلحة وطننا أسمى تطلعاتنا وطالما إننا كلنا ند , وحائط صد لمن يدعوا لطائفية أو عنصرية او فئوية او اي فكر متطرف .
نحن بخير طالما حافظنا على نسيجنا الوطني من أي اختراق كان , فالأمن والأمان أولوية تتربع على كل الأولويات .
فلنوظف طاقاتنا لبناء وطننا والنهوض به وليس جلده , واستغلال إمكاناتنا بالشكل الأمثل وعدم السماح لكل من يحاول بث الفتنة والتخريب , ولنعالج قضايانا بالحوار واحترام الرأي الآخر للوصول لآليات تحقق المطلوب .
وليحفظ الله أردننا من كل مكروه