بقلم : العقيد المتقاعد بشير الدعجة
بداية حتى أضع الأمور في نصابها وحتى لا يساء فهمي...ويبدأ المحللون( وهم كثر ) في تحليل مقالي... فأنا لا أعرف معالي عقل بلتاجي إلا من خلال وسائل الإعلام...ولم اتقابل معه طيلة خدمتي في جهاز الأمن العام....ولا تربطني به علاقة صداقة او نسب أو منفعة دنيوية...سوى رابط المواطنة والعروبة والإسلام..... كما انني لا أعرف تقاسيم وجه إبن معاليه( قيس) ...
وإنني كمواطن أردني...لا اتوافق مع بعض سياسته وأقصد هنا معاليه...ولي عليها تحفظ...بل إنني امقت بعضها..

لكن لابد أن ننصف الرجل.... فقد كنت أراقب ما يقال عن موضوع ابنه الدبلوماسي قيس.... والكل يدلي بدلوه .... وللأسف طعن بالابن وابيه.....حتى أنني أيقنت أن هنالك أمر غير طبيعي يحاك ضدهما... .فهنالك هجمات مخططة وممنهجة على شخص معالي عقل بلتاجي بسبب قراراته الحاسمة ... والتي كانت اغلبها في محلها... بل تعدى ذلك لتطول هذه الهجمات ابنه الدبلوماسي قيس...

لن أتحدث كثيرا عن معاليه فأعتقد ان أدائه بشكل عام جيد...ويقوم بما أسند إليه...وينفذ ذلك حسب مما هو مخطط له.....ولست هنا بصدد تقييمه انه يستحق أن يكون أمينا لعمان أم لا...

أنا سأتحدث عن ابنه ...وعن الوظيفة التي ترشح لها... (وما يحمله من علم وثقافة واسعة كما سمعت وقرأت في وسائل الإعلام المختلفة).......أعتقد أنه وضع في المكان المناسب....نعم في المكان. المناسب...فهو يجيد لغات متعددة....وهو المطلوب في العمل الدبلوماسي....لعكس الصورة الذهنية المشرقة عن الإنسان الأردني أمام العالم....ونحتاج لذلك شباب مثقف لعكس هذه الصورة....

كل مواطن اردني هام في مجال عمله مهما كان بسيطا....وكل عمل هو لخدمة الوطن....وله متطلبات ومواصفات معينة....فالجندي له مواصفات تختلف عن الدبلوماسي لا يستطيع الدبلوماسي القيام بها....والعكس صحيح....

قيس اجتهد وتعب على نفسه وسهر الليالي لتحقيق متطلبات ومواصفات وظيفته...والضابط اجتهد وتعب حتى أصبح ظابطا.....وهكذا...

لندع الحقد والحسد والكراهية والضغينه...ولنعترف بقدرات قيس لشغل هذه الوظيفة.....لماذا لا نغار من قيس... ونجتهد لنصبح مثله....ما ذنبه أن والده امينا لعمان....لقد طالعت أسماء الملحقين الدبلوماسيين ....أكاد أجزم أن الغالبية العظمى من عامة الشعب....
وإذا كانت هنالك واسطة في تعينه...فقد كانت في محلها...فالدبلوماسي يحتاج للغات عدة وثقافات مختلفة...وفهم الشعوب الأخرى وكذلك عاداتها ليستطيع التعامل معها....وهذا ما نحتاجه من شباب محترف متمكن علميا وثقافيا للقيام بواجباته على أكمل وجه....

كلنا يعلم اننا في الأردن نعاني من الواسطة والمحسوبية ....ومعظم من يقرأ مقالي ...حصل علي وظيفته أو موقعه ايا كان بالواسطة والمحسوبية.....فلماذا الهجمة على قيس ووالده!!!!!!!!! كلنا يعرف السبب...ولكن البعض منا للأسف يتجاهلها...وهو يعرف ذلك في قرارة نفسه ....

اختيار قيس كان حسب وجهة نظري في مكانه....ويستاهل المنصب.....وأجزم بأنه لا يوجد من في عمره من الشباب في الاردن يجيد اللغات الحية كتلك التي يجيدها قيس....

أصبحنا إذا استلم إبن مسؤول منصب او وظيفة نهاجمه مباشرة....وكأنه حرام عليه شغل ذلك المنصب كون والده مسؤول.....هذه ظاهرة غير صحية....وتقودنا إلى التهلكة وتمزق في النسيج الاجتماعي...

أرجو التفكير بعقلانية في مقالي....لا بالعواطف... أو بنظرة الحاقد ....وأرجو قبل مهاجمتي ....التجرد من المشاعر العاطفية والحقد والضغينة والحسد....وما شحذت به بعض وسائل الاعلام من كراهية للرجل وابنه لغاية في نفس يعقوب....

التفكير العقلاني يقول الرجل المناسب في المكان المناسب....

الدكتور بشير الدعجة الناطق الإعلامي السابق للأمن العام